نسأل الله القبول يافخامة الرئيس

26_07_16_10_32_ew

د. إبراهيم كامل :
الحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات والصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم وبعد :

بعد أن نزلت من على المنبر في الخطبة قبل الأخيرة لي قبل السفر لأداء الفريضة هذا العام وكان عنوانها ” أخلاق الحج وميلاد جديد ” وكنت أوصي بها كل من كتب الله له الحج هذا العام أن يلتزم أخلاق الإسلام حيث وقفت مع قول الله تعالى ( الْحَجُّ أَشْهُرٌ مَعْلُومَاتٌ فَمَنْ فَرَضَ فِيهِنَّ الْحَجَّ فَلا رَفَثَ وَلا فُسُوقَ وَلا جِدَالَ فِي الْحَجِّ ) البقرة.

وأن يلتزم الحاج بحديث الرسول صلى الله عليه وسلم ” من حج فلم يرفث ولم يفسق رجع كيوم ولدته أمه ” متفق عليه . وأن يلتزم الحاج بالدعاء للأمة الإسلامية أن يفرج الله عنها كربها وأن يردها إلى دين الله ردا جميلا مع الدعاء على الظلمة والظالمين في كل مكان ، ولم يخطر ببالي أبدا أن أكون ضمن وفد الله هذا العام لظروف مالية ومرضية شديدة إلا أنني دعوت الله تعالى أن يكتب لنا نصيبا في العام القادم إن كان لنا أجل قد بقي في هذه الحياة ثم ذهبت إلى البيت كي نجهزه حيث لم يبق على وصول الزوجة من زيارة ابنتنا الكبرى بإحدى الدول العربية إلا يومين فقط.

وبينما أنا جالس أمام الصورة الكبيرة لفخامة الرئيس الدكتور محمد مرسي كعادتي أخاطبه وأستشعر مخاطبته لي وقلت له بصوت مسموع يافخامة الرئيس لاأدري ماالذي حدث لي منذ أن انتهيت من الخطبة وكأن قلبي يطير إلى الأراضي المقدسة بصورة لم أعهدها من قبل لئن جعل الله لي نصيبا هذا العام لأعتمرن لك واستشعرت بسمته التقية النقية المعهودة ووصلت زوجتي يوم الأحد الثامن والعشرين من أغسطس وقلبي قد شُغف حبا وتوقا للحج هذا العام رغم أنني لاأملك زادا ولاراحلة ويوم الأربعاء التالي اتصل أخ لي صاحب شركة سفريات للحج والعمرة وقال لي لوعندك أي شخص جاهز للسفر مباشرة للحج وبتخفيض 40% ممكن يتصل بي ومعه جواز سفره وكل أوراقه لأن السفر سيكون الخميس بعد استخراج التأشيرة وبقي معنا مايقرب من 10 تأشيرات وهنا قلت بصوت عال ” بركاتك ياريس مرسي ”

ثم اتصلت بأخ لي أحب مشورته في خاصية أمري فنصحني بعدم السفر لظروفي الصحية خاصة مازلت حديث عهد بخروجي من المستشفى بعد احتجاز دام أسبوعا مع عدم الخروج من البيت لمدة أسبوعين آخرين وحاولت جاهدا أن أتناسى فكرة السفر واتصل بي الأخ الدكتور الذي أحب مشورته وقال زوجتي تريد السفر للحج وطبعا هي أمريكية الأصل فقلت له القانون لايسمح لها بمفردها لأنها تحت الأربعين ثم رأى الأخ في نفس الليلة رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول له ” هذه الحُلة لمن رآني في منامه ” والأخ يحاول المسارعة كي يأخذها من رسول الله صلى الله عليه وسلم وأمامه أحد الصحابة ثم استيقظ وأخبرني فأولتها بأن يأخذ أجازة ويستغل الفرصة ويسافر مع زوجته لكن حالت الأقدار دون ذلك وفي اليوم التالي وهي الجمعة الأخيرة لي قبل السفر كان لدي ثياب جديد فاخترته لأصلي فيه الجمعة وذهبت إلى المسجد ولاأدري السبب الذي حملني أن أحتفظ بالجوازين الخاصين بي وبزوجتي بالسيارة وبمجرد أن دخلت المسجد سارع نحوي نفس الأخ الدكتور صاحب الرؤيا وقال من أين لك هذا الثياب فقلت له أوصيت بعض المعتمرين بشرائه من المدينة منذ ثلاثة أشهر فقال والله هو نفس الثياب الذي كان بين يدي رسول الله صلى الله عليه وسلم فقلت إذا وجبت النية الآن والتقدم للحج فقال لكن آخر يوم للتأشيرات كان بالأمس فقلت لاأدري لعل الله يُحدث بعد ذلك أمرا وبينما أنا على المنبر ذكرت الأخ وهو يقول “هو نفس الثياب” فبكيت ولم أُكمل الخطبة الأولى فجلست طالبا الدعاء وفي الخطبة الثانية وقعت عيني على أخي الكريم صاحب الشركة والأصل أنه في القنصلية السعودية أوبمطار لوس أنجلوس وسلمت عليه بعد الخطبة وقلت له إلى أين ستذهب فقال للقنصلية فقلت له ولماذا لم تصلِّ هناك فقال لأن موعدي بعد الساعة الثالثة فأحببت الصلاة هنا وأتناول الغداء ثم أنطلق فقلت له خذ هذين الجوازين معك وقدمهما للقنصل لعل وعسى وقلت في نفسي لعلها بركات الرئيس مرسي وهو من محبيه جدا ومن أهل الشرعية وممن يغارون على دين الله وهو كذلك من أبناء الأزهر وأخذ الجوازين وهو يقول لعل وعسى وفي المساء يدق التليفون ويقول بصوت كله بشرى وفَرح ” الحمد لله التأشيرة تمت لكني لاأستطيع أن أحجز لك فاحجز لنفسك لأن الأسعار غالية عن الأول وألتقي بك هناك وسأتكفل أنا بالباقي في مكة والمدينة ومنى وعرفات ” ودخلت على النت فوجدت القطرية وبسعر مخفض فقلت بركاتك ياريس مرسي ووجدت على الطائرة مكانين فقط لاغير وسافرت يوم 4 سبتمبر الموافق 2 من ذي الحجة من لوس أنجلوس ثم وصلت الدوحة يوم 6 سبتمبر الموافق 4 من ذي الحجة وهنا تم منعنا من إكمال الرحلة إلى جدة بأوامر سلطة الجوازات السعودية وهو آخر الأيام لوصول الحجاج وحاولت مع المسئولين بالمطار لكن دون جدوى فقلت للمسئول وبكل اطمئنان ”

بعد هذا السفر الطويل 16 ساعة متواصلة وترانزيت 15 ساعة بالمطار وبكل سهولة تمنعوننا ونظرت فوجدت عشرات غيري قد فقدوا الأمل في إكمال الرحلة لجدة وهم محرِمون من مطار الدوحة بينما لم أُحرِم لأنني كنت أتوقع سهولة الأمر حيث سأذهب من جدة لمدينة رسول الله صلى الله عليه وسلم ولجهلي بقوانين الحج أيضا المهم قلت له ياأخي اتصل بالمسئولين في مطار جدة فرد قائلا لقد أبلغوني بالقرار منذ دقائق فقلت له حاول مرة ثانية ليس من أجلي ولكن من أجل هؤلاء جميعا ليس من بينهم عربي واحد وكلهم من باكستان والهند وغيرها فقال سأحاول ثم رد على وقال لاجديد فقلت له يجب أن تتصل أمامنا أوتعطيني الرقم ومع إصراري قام بمعاودة الاتصال وطلبت من زوجتي تجتهد في الاستغفار وبينما المسئول في انتظار الرد من مسئول الجوازات في جدة قلت له ” والله إن كان لنا نصيب فلن تمنعنا لاأنت ولامسئول الجوازات وإن لم يكن هناك نصيب فلن تفعلا شيئا ” وهذا المسئول على الشركة القطرية كان مصريا وإذا بفرج الله يأتي بالموافقة لنا جميعا ولم يبق على إقلاع الطائرة سوى خمسة عشر دقيقة وسجدنا لله شكرا وجاء الحجاج يشكرونني فقلت لهم لاتنسوا الرئيس المصري محمد مرسي من دعائكم وكانوا على دراية بكل الأحداث ومايفعله الجيش المصري في أبنائه ووصلنا إلى مطار جدة لكن كل الطرق كانت ممنوعة إلى المدينة أوغيرها فقط إلى مكة فطلبت من المطوف الذهاب لأقرب ميقات فوجدت معي سبعة من الحجاج المصريين من بينهم مستشار شاب جدا بمجلس الدولة وتم تجهيز باص خاص من المطوف كي نُحرم من رابغ ” وهو أقرب المواقيت لجدة كذلك هو ميقات أهل مصر ” وكنا في غاية الجوع ثم يطلب أحد الحجاج أن يقف عند أحد المطاعم الشهيرة بطهي الأسماك وأنواعه وأصر أن يضيفنا معهم وعرفت بعد التعارف أنهم أسرة واحدة وجلست وترفت على المستشار المحترم وعلمت منه أنه مع الشرعية بل كلهم جميعا كانوا مع الشرعية رغم عدم انتمائهم لأحد وأحرمنا من رابغ بعمرة لأننا نوينا التمتع وتمت العمرة الخاصة بي

وفي اليوم التالي بدأت في العمرة الخاصة بالرئيس مرسي وبينما أنا في السعي رأيت مجموعة من العساكر تحيط ببعض الشخصيات ومعه زوجته ولما اقتربت منه وجدته الشيخ راشد الغنوشي فأخبرت زوجتي وفرحنا برؤياه وهويسير بكل ورع وزهد ولما التقينا على المروة اقتربت إليه وفتح لي العسكر الطريق بكل هدوء فقبلت رأسه وجبهته ورفعت يدي مؤشرا برابعة فابتسم ولم ينكر أحد من العسكر وظل الشيخ يدعوا بعد الشوط الأخير مايقرب من أربعين دقيقة ويقف بكل ثبات فقلت بهذا الإخلاص استحقوا إن يكونوا لنا قادة وتمت العمرة وأدعو الله أن يؤدي فخامة الرئيس مرسي حجته بنفسه في العام القادم وفك الله أسرهم جميعا ليعودوا مصلحين مخلصين لهذا الشعب المصري المغرر به من قِبَلِ المجلس العسكري المتآمر على أبنائه ووطنه.

وأخيرا أقول للمجرم السيسي مصر مش تِكيَّة

حيث رأيت العشرات من أفراد القوات المسلحة في المدينة وقد نزلوا بعائلاتهم أفخم الفنادق وعلمت أنهم ” بعض الرتب والمحاربين القدامى وأُسر الجنود الذي قتلتهم المخابرات المصرية ليتهموا بها الإرهاب المصتنع والمسمون بأسر الشهداء ” لكن من استشهد على أيديهم من أبناء الحق والشرعية هم الأعداء في أعينهم الكاذبة ” ورأيت كذلك الحاجة صاحبة الحلق وهي جالسة على كرسي متحرك رأيت كل هؤلاء وأعتقد أن عددهم يفوق المائتين أويزيد كلهم على حساب القوات المسلحة المصرية ومن دماء المصريين يتمرغون ويحجون ويعتمرون وعندما سألت عن مكان إقامتهم في مكة قال شهود العيان أنهم كانوا في فندق الساعة والذي لاتقل الليلة فيه في أيام الحج عن 3000 دولار في الليلة الواحدة وهو أفخم الفنادق وأغلاها سعرا حيث دخلت على موقع بوكينج لأحجز بعض الليالي بمكة فظهر لي هذا السعر من جملة الفنادق وأما في المدينة كانوا في فندق موفنبيك أنوار المدينة حيث سألت الإدارة عن السعر فقالوا الآن 700 دولار في اللية الواحدة . كل هؤلاء على نفقة أبناء الشعب المصري وليس عل نفقة القوات المسلحة
رأيت كذلك الكثير من الشعب المصري في ضجر وضيق من حالة البلد واقتصادها وأكثر الناس ضجرا من أصحاب اللحى فقلت لعلها نوبة استيقاظ
رأيت كثيرا من أبناء الدعوة يحجون ويعتمرون لفخامة الرئيس مرسي وغيره من القادة المبتلين والمعتقلين والشهداء .
رأيت كثيرا من أبناء مصر يغلب على معظمهم الأمراض والأوجاع وأعتقد أن مصر أعلى الدول في الحج من حيث نسبة الأموات وكلها أقدار الله تعالى .
رأيت كذلك الشارع السعودي لم يعد كما كان من قبل بل شعر أكثرهم بأنه مغرر به وأغلبهم يبغضون السيسي ومجلسه الإنقلابي حتى وأنا في الفندق أقوم بتصوير العسكر كنت أرفع إشارة رابعة وأقول فينك يامرسي تشوف المردغة فينظرون ولايتكلمون وكذلك في الطواف أرفع يدي بكل اعتزاز ولم أر أحدا من العسكر ينكر علي أويضيق صدره كما كان ممنوعا من قبل.

وأقول لأصحاب الحق والشرعية لم يبق في مصر إلا العوام من الناس ليحمي نظام الانقلاب فدعوهم وركزوا على غيرهم ولعل الفرج قريب جدا بإذن الله وحده وبمشيئته وماالنصر إلا من عند الله وعلى الله فليتوكل المؤمنون .

x

‎قد يُعجبك أيضاً

هزيمة مؤقتة

محمد عبدالقدوس الأوضاع في بلادي بعد تسع سنوات من ثورتنا المجيدة تدخل في دنيا العجائب.. ...