في ذكراها الرابعة .. تعرّف على شهداء الدقهلية في #مذبحة_المنصة

دفعوا أرواحهم ثمنًا للحرية .. لم يرتكبوا ذنبًا أو إثمًا أو جريمة، سوى أنهم رفضوا الظلم وعودة الاستبداد والقهر مرة أخرى، ظنوا أن حلمهم تحقق بثورة يناير فإذا بهم يجدون الواقع المؤلم .. انقلاب عسكري يلتهم الأخضر واليابس .. ولا يزال قاتلوهم بعيدين عن المسائلة والحساب.
من هؤلاء الشهداء: إبراهيم الجزايري، صفوت محمد، محمد عبد المؤمن، من محافظة الدقهلية، مر على استشهادهم أربعة أعوام في واحدة من أبشع مجازر العسكر بحق المصريين، مذبحة المنصة أو النصب التذكاري، أو ما عرف بـ “مجزرة التفويض”، فبعد الانقلاب العسكري في يوليو 2013، وجه قائد الانقلاب ” السيسى” خطابًا طالب فيه الشعب بالنزول لمنحه “تفويضًا لمحاربة الإرهاب المحتمل”، فكانت النتيجة أكثر من 100 شهيد و5000 جريح، وكان التفويض بإراقة دماء المصريين.
الشهيد صفوت محمد صفوت، “القلب النقي” كما يقول عنه رفاقه، ولد بقرية تلبانة التابعة لمركز ومدينة المنصورة بمحافظة الدقهلية، 21 عامًا، كان طالبًا بالفرقة الرابعة كلية التجارة جامعة المنصورة، والتحق بنادي الأدب الموهوبين في كتابة الشعر بالجامعة، ويقول عنه محمد حامد – من أصدقاء الشهيد – “أن “صفوت” طيب نقى الفؤاد لا يحمل فى قلبه شيئًا إلا الحب والخير لكل من حوله وصوته هادئ ويمشى بتواضع، خفيف الظل يمزح مع من حوله ويراعى مشاعرهم وأحبه كل من تعاملوا معه”.
تعرض الشهيد فى أحداث قصر الاتحادية لطلقة خرطوش أصابت عينه اليسرى، أجرى فيها عدة عمليات لكن دون جدوى، اتصل به والده قبل استشهاده بأيام في أحداث المنصة وقال له: “مش ناوى تيجى نشوفك ياحبيبى ؟ مش خايف يحصلك اصابه أخرى” فقال له: “يا أبى لا تقلق واسأل الله لى أن يرزقنى الشهادة “. تلقى رصاصة فى قدمه ونزف كثيرًا حتى دخل بغيبوبة بالعناية المركزة وتوفاه الله في يوم السبت في الثالث من أغسطس عام 2013.
أما “الشاب العفيف” الشهيد محمد عبد المؤمن عبد العزيز تاج، فهو من قرية تيرة مركز نبروه بالدقهلية، 24 عامًا، وكان متزوجًا قبل استشهاده ولديه طفل عمره شهران، هو شاب متدين عفيف، حسن الخلق، نشأ في طاعة الله وبذل الطاعات وأعمال الخير والبر.
شارك باعتصام رابعة العدوية لرفض الإنقلاب العسكري، وفي أحداث “المنصة” يروي أحد رفاقه: “محمد أصر على الذهاب إلى هناك على الرغم من علمه بما يحدث من قتل وإصابات، فتوضأ وأحسن مظهره حتى مازحه أحد الرفقاء قائلًا: “انت عريس ولا إيه؟” .. فقال محمد: “أيوه أنا عريس، أنا رايح أتجوز حور العين، هما اللى بيموتوا أحسن منى؟ “، وذهب يساعد في إسعاف ونقل الجرحى والقتلى في مجزرة لم تستطع المستشفى الميداني استيعابها، حتى تلقى رصاصات الغدر في صدره وجانبه فارتقى شهيدًا في السابعة صباح السبت 18 من رمضان.
بينما ولد “العامل الأمين” الشهيد إبراهيم محمود إبراهيم عبد الرحيم الجزايري، بقرية كفر الترعة الجديد بمركز شربين بمحافظة الدقهلية، واستشهد عن عمر 42 عامًا، حصل على دبلوم تجارة، وكان متزوجًا ولديه طفلان وعمل مبيض محارة، هو الأمين، كما يقول عنه رفاقه، تميز بالشهامة والرجولة والانتفاضة لنصرة الحق والمظلوم ، فشارك بإعتصام رابعة العدوية وتلقى رصاصة غدر وخسة برأسه في أحداث “المنصة” صباح السبت 18 رمضان، وشيع جثمانه الآلاف من قرية كفر الترعة الجديد في ظهر اليوم التالي لاستشهاده، وسط بكاء أحبائه وجيرانه وأقاربه.
x

‎قد يُعجبك أيضاً

السيسي يُطعم المصريين الخبز المصاب بـ”الإرجوت” السام لإرضاء الروس!

رصد تقرير استقصائي لموقع “أريج” كيف يُطعم السيسي المصريين الخبز المصاب بفطر قمح “الإرجوت” لإرضاء ...