“في القلب أنتم”.. الشهيد رضا معن السيد السيد معوض

الشهيد رضا معن السيد

من كلماته: اختلف أو اتفق مع أي فصيل أو تيار سياسي موجود ، لكن سوف نتفق جميعاً على المسار الديمقراطي الحقيقي اللي أنا وانت نزلنا له أكثر من ست مرات في الاستفتاءات والانتخابات المصرية ، انزل دافع عن صوتك الانتخابي ، انزل دافع عن حريتك وكرامتك ، انزل دافع عن ديمقراطيتك الوليدة رغم تعثرها فى مصرنا الحبيبة ، انزل وقول: يسقط يسقط حكم العسكر ، انزل رابعة العدوية ، ميدان النهضة ، ميدان رمسيس ، اسكندرية ، المنيا ، أسيوط ، أي مكان فيه صوت ثوري حر ، انزل وشارك دا لي ولك ولأولادنا ولمستقبلنا جميعاً.

الشهيد رضا معن السيد السيد معوض ، من أبناء الكردي منية النصر بمحافظة الدقهلية ، ومقيم بمدينة نصر بالقاهرة ، وهو ناشط سياسي وعضو في حزب مصر القوية بأمانة مدينة نصر.

الشهيد رضا متدين بطبعه ، من أهل قيام الليل والقرآن والذكر ، وله من اسمه نصيب حيث الرضا بقدر الله وقضاءه ، متفاني في العمل ، عاشق للدين والوطن والدفاع عن الحق أيا كان مع من ، كان منصفاً رحمه الله ، احترمه المعارض لأفكاره كما المؤيد لها ، كان يسعى –رحمه الله- لإعلاء كلمة الاسلام والمسلمين في الأرض.

رزقه الله سعة صدر ، وتحمل المتاعب ، واتسم بنقاء النفس والصبر ورقة في القلب وهدوء الطباع ، ضحى بوقته وماله وراحته ثم بنفسه في سبيل مستقبل أفضل لهذا الوطن.

وهو من الثوار الأحرار ، خرج في ثورة يناير ، وفي محمد محمود ، واعتصم في رابعة العدوية حتى لقى الله شهيداً.

يقول السيد عبدالمقصود: عرفتك صاحب الخلق النبيل ، محباً للخير ، نافعا للغير ، نعم الرجل رحمك الله.

ويضيف ابن أخيه: عهدناه تقياً ورعاً لربه راضياً ، ولأهله باراً

ويقول حسام رشاد: أنا أشهد الله -وهي عاجل بشرى المؤمن- أنه كان رجلاً هادئاً ، طيباً ذا خلق كريم ، ما علمته فاحش ولا بذيء ، واسع الصدر.

ويستكمل سالم عبد الهادي: كان رضا مثال حي للمسلم الملتزم

وشهد له أحد الذين رافقوه في الميدان محمد رفعت : لم أكن أعرفه ولكني تعرفت عليه فى رابعة العدوية ، لم أر منه إلا كل خير.

تقول ساره رمضان عن الشهيد: كنت في الدنيا لا تخشى في الحق لومة لائم ، وكنت دائما سباقاً للخير ، كنت تعمل في صمت ، لا تريد إلا رضا الله سبحانه و تعالى ، عهدناك دائما مبتسمنا بشوش الوجه.

ويضيف أمير المصري: اللهم إنى أشهد بحسن خلقه وأنه كان رجلاً صالحاً.

ويقول رضا معوض: كل من عرفه أشاد بحُسن خلقه وطيب قلبه ودفاعه عن الحق أيا كان مع مَن ، فكان –رحمه الله- صاحب مبادئ أصيلة.

ويقول ابن شقيقة الشهيد أحمد معوض: لن ننسى من علمنا معنى الاحترام والحب ، هو من علمنا معنى الأخلاق ، خالي لم يكن إرهابياً ، لم يجيد فى يوم من الأيام حمل أى نوع من الأسلحة ، كان خلوقاً ، خدوماً ، صبوراً ، أحب بلاده حتى استشهد من أجلها ، كان حنوناً معطاءً.

استشهاده

آخر صورة التقطت للشهيد كانت قبيل استشهاده بساعات في ليلة الفض وكان مع مجموعة من معتصمي رابعة يحرسون بوابة الميدان (الصورة مرفقة بأسفل الصفحة) ، وآخر مرة شوهد فيها كان في عمارة تحت الإنشاء برابعة بجوار مسجد جمعية التربية الاسلامية (مسجد الشباب).

وحين وقعت أحداث جريمة ومجزرة فض اعتصام رابعة العدوية في 14 أغسطس 2013م ، انقطع الاتصال به ، وظل في عداد المفقودين ، وراحت زوجته وأولاده يبحثون عنه بين الجثث وفي المعتقلات لعلهم يصلون له ولكن دون جدوى ، وكتبوا على صفحات الفيس بوك ، وصف ملابسه لعل أحداً يدلهم عليه ، وظلوا كذلك حتى صباح يوم 30 أغسطس حيث تعرفت عليه زوجته فى الجثث المحترقة فى المشرحة ، وتعرفت عليه من ملابسه حيث كان وجهه محترقاً بالكامل.

ودفن –رحمه الله- عصر يوم 31 أغسطس ، وكتب في تصريح الدفن أن سبب الوفاة هو طلق ناري أسفل العين وتهتك بالمخ ، فيما تجاهل التقرير وجود حروق بجسده الطاهر ، حيث كان نصفه العلوي محترقاً.

وتلقت أسرته العزاء في يوم الاثنين 2 سبتمبر بعد استشهاده بنحو أسبوعين من الألم والمعاناة والبحث.

كان رضا مقرراً له السفر إلى السعودية يوم فض الاعتصام في الساعة 7 مساءً بحثاً عن رزقه ، ولكنه اختار أن يتواجد في رابعة ، وشاءت الأقدار أن يسافر الشهيد ، ولكن إلى عالم آخر.

يقول ابن الشهيد: سألوني ماذا كان يريدك والدك ، أن تكون أفضل منه أم ماذا؟ ، فردت والدتي: نعم يريده أفضل ، ولكني جاوبت: سأكون كما كان يريد ولكني أبداً لن أكون أفضل منه ، لن أكون أفضل من أبي الشهيد ، فالشهادة لا يفوز بها إلا الخيرة ، والله يا أبي أنت أفضل الناس الذين رأيتهم.

وهذه شهادة “الشهيد رضا معوض” على أحداث المنصة:

شهادة لله ، ثم لهذا التاريخ الاسود ، بعد صلاة فجر اليوم السبت 27 يوليو 2013 قلت اخذ الخل الذي معي واذهب الى منصة النصب التذكاري على الاقل أساعد بأي شئ … كنت على بعد من 300 متر الى 500 متر من الاحداث الامامية اساعد الناس … مادة الغاز المسيل كانت صعبة جدا جدا غير احداث ثورة يناير او محمد محمود تماما (حرقان شديد جدا فى العينين وتحس انك موش قادر تمشي )

الناس كثيرة وموجات بشرية كثيرة تجرى الى الامام ثم الى التراجع للخلف فجأة … الجميع لا يوجد اي استعدادات سواء طبية او حتى قتالية او حتى الدفاع عن النفس (الا البعض يحمل طوب والبعض مثلي يحمل خل ومناديل او بيبسي ) مكرفونات تحث الناس على التراجع الى خلف السواتر ولا احد يسمع او يجيب .

وانا واقف واسمع صوت طلقات رصاص صادرة بشكل أوتوماتك ، ونحن نرجع الى الخلف اجد ناس سقطت على الارض فجأة .

ونحن على هذا البعد من الاحداث اجد اثنين من حولي الاول رأسه تنزف كأنها ماسورة مياه فتحت والثاني يصرخ من ظهرة ودم كثير فى جلابيته ( اخ صعيدي ) .. الاول لم اقدر ان انظر اليه ثانيا من هول المنظر والثاني احمله مع اخرين …. وانا احاول ان اخرج بعض الكلمات ولكن توقف التفكير ووقف اللسان … وكل ما يدور فى ذهنى ازاي الرصاصة وصلت الى هذه المسافة ؟

 

ومن الملاحظات فى هذا الموقف :

لا يوجد الا 4 سيارات اسعاف فقط واحيانا كانت تذهب ولا نجد الى السيارات الملاكي وربع النقل لنقل المصابين .

الناس رايحة تدافع عن نفسها وليس معها اى استعدادات .

الكثير من الناس واقف لا يصنع شئ ! … او يحمل الجرحى ثم يذهب بها الى السيارات .

ومن ذلك لقيت سيارة ربع نقل تنقل الجرحى قلت له تعالى نعمل شيئ تاني نذهب الى الميدان ونحضر اطارات الكاوتش والزبالة نولع فيها النار والرجل ” الله يكرمه ” سمع هذه المشورة وذهب معي .

ذهبنا مرات اخرى الى الميدان لجمع الدروع الحديد والخوز والكمامات والمناديل والقطن لان الناس منذ امس الجمعة الساعة 11 مساءا ولا يوجد معها شيئ … ونسلمها للناس الذين فى الامام تدافع عن نفسها .

واحد من الناس حب يدخل النصب التذكارى ومدفن الرئيس الراحل السادات وجد اناس تمنعه وتقول له بلاش تذهب الى هناك عاوزين نحافظ على هذا المكان … وبعد نصف ساعة من ذلك ونحن نرجع فى احد الهجمات الى خلف من هذا المكان نجد رصاص حي كثيف يأتى من خلف مقر النصب التذكاري …. وسقوط ناس كثيرة فجأة من هذه الناحية غدرا .

تم مسك 3 بلطجية فى داخل سور جامعة الازهر وفيه تجمع كثير وأحد البلطجية مسكينة والبعض يضرب فيه والكثير من الناس تحميه من الضرب وواحد من فوق السيارة النصف نقل يرش الماء حتى تبتعد الناس عنه …. وكذلك عند مسك بلطجي اخر نفس الامر …. واخر ولد صغير يقولون ولد صغير لا تضربوه …. والبعض يقول منهم اثنين مسحيين … والبعض يقول كل هؤلاء من منشية ناصر من منطقة الزرايب ( مره يكونوا امام المدرعات يضربون بالطوب ومرات عديده يكونوا خلف المدرعات عندما تهجم المدرعات لتضرب الغاز او الرصاص ) .

ناس كثيرة عادية وشباب من ثورة يناير تحس انهم فاهمين كيفية الهجوم وكيفية التراجع وناس ملتحين واخرين حسني النية تحس انهم واقفين مع الناس وخلاص .

زهول من الموقف ومن هذه الاحداث المؤسفة … بس اسفى للاخ الى اضرب فى رأسه علشان معرفتش اشيلة ولا انظر اليه ثانيا …. والله آسف يا أخي ….. لعل الله ان يجمعنا فى مستقر رحمته ويحفظ بلدنا مصر يوحفظنا ويثبتنا وقت الفتن ، اللهم آمين . (رضا معوض)

x

‎قد يُعجبك أيضاً

“عمر التلمساني” مجدد شباب الجماعة ومُطلق الدعوة إلى العالمية

في مثل هذا اليوم 22 مايو 1986، أي قبل 33 سنة، ودّعت الأمة عمر التلمساني، ...