“في القلب أنتم”.. الشهيد عمر الفاروق صدقي 

الشهيد عمر الفاروق صدقي

محفظ للقرآن الكريم ، من طلخا دقهلية ، وهو مسئول فرع الدقهلية لمركز المعصراوي للقرآن وعلومه ، هو شاب مسلم ملتزم ، حافظ ومحفظ للقرآن الكريم ومعلم الأشبال والنشئ تعاليم الإسلام ، وهو شاب ثوري وأحد فرسان الثورة المصرية وهو أحد أعضاء الجبهة السلفية في مصر، وأحد الغيورين على هذا الدين وهذا الوطن ، تمنى الشهادة في سبيل الله وصدق الله فصدقه.

تميز الفاروق بحيوية وإبداع الشباب في تربيته للنشئ وتعليمه للقرآن الكريم وأحبه الكبير والصغير ، كان نشيطاً في طاعة الله والدعوة إليه ، وكان مشرفاً على حلقات الأشبال في أكثر من سبع مساجد في طلخا ، كما أنه كان يدير مشروعاً مسجدياً بعنوان “مسجدي جنة”.

 

يقول أحد أقرانه: تعلم الجميع منه كل شئ ، الإيثار ، والصبر ، والإخلاص لله وحده ، وأن السعي إلى الشهادة بالعمل لا بالقول ، كان مؤمناً مخلصاً صادقاً , شهيداً قبل الشهادة .

ولعمر باع في العمل الصالح ومساعدة الفقراء وأعمال البر في المواسم المختلفة وكان يشتغل بجمع الجلود للجمعيات الخيرية لإنفاقها في أبواب الخير.

كان مرحاً ومحبوباً ورحالا ، يخرج في الرحلات ويشتغل بالتربية الميدانية للشباب في المساجد والملاعب والميادين المختلفة ، كما شارك في أعمال فنية تمثيلية هادفة.

قام بدور تمثيلي لشهيد أصيب برصاص قناصة وفاضت روحه وهو يهتف “لا تتركوا دمي يذهب هدر” .. وتحول المشهد إلى حقيقة .. فهل يسمع أحد هتافه؟

تميز عمر بالإيجابية والرجولة في مشاهد الثورة المصرية ، خرج وهتف إسلامية إسلامية ، يسقط يسقط حكم العسكر ، وكان حاضراً في المظاهرات الإسلامية كما شارك في أحداث “محمد محمود” و “العباسية” ، واعتصم في ميدان رابعة العدوية حتى نال الشهادة.

كانت الشهادة تراوده وتنمى لو أن ينالها ، ويقول أحد رفقاءه: أخبرني قبل الانقلاب بأيام أنه يود الذهاب لسوريا طلبا للشهادة.

وحين وقع الانقلاب العسكري في 3 يوليو 2013م ، ونادى المنادي للخروج للتظاهر والاعتصام ودعم الشرعية ومناهضة الانقلاب ، اعتصم عمر بالميدان لمناصرة الشريعة والشرعية وإعلان كلمة الحق عند سلطان جائر ، وظل كذلك حتى وقعت مجزرة فض اعتصامي رابعة والنهضة في 14 أغسطس 2013م ، وأطلقت قوات الأمن والجيش الرصاص الحي المتفجر على المعتصمين المسالمين ، حتى أصيب عمر وارتقت روحه الطاهرة إلى مولاها.

يقول رفيقه أبو علي: رفيق دربي في كل مشهد للثورة ، تم استهدافه من هليكوبتر السيسي .

وفى أول حفل لحفظة القرآن الكريم بعد استشهاده فى دورة “النوابغ” وضع زملاءه وإخوانه وأشباله لافتة على منصة الحفل باسم الشهيد وكتبوا عليها “الغائب الحاضر” ووضعوا له كرسي في المقدمة بجانب الضيوف.

وكتب والد الشهيد الشيخ صدقي رسالة إلى ولده الشهيد يقول:

علمتني يا بنى ، يا قرة عيني

لحظة انقطاع الاتصال بين أحياء الدنيا وأحياء السماء

لحظه انتزاع دموع العين وعصارة القلب ولوعة الفراق وفرحة الشهادة فى سبيل الله

كيف ذلك كله ، رضا مطلق بقضاء الله الذى لا يرد ولا يمانع

أقول يا عمر الفاروق ، لقد علمتني ما لم أتعلمه في حياتي الطويلة وتجارتي العديدة

وما تعلمت من علوم قرأتها أو شيوخ درست أمامهم

علمتني أن كل ما ذكرت لا يساوى شيئا من غير عمل صادق

علمتني أن الشهادة ليست كلاماً فحسب بل إن معناها أن يشهد دم الشهيد أنه أرخص من دين الله ,فيراق من أجله

علمتني أن أعترف بذنبي إن كنت قصرت معك في شئ فسامحني

علمتني أن الدنيا لا قيمة لها برغم انها هانت عندي منذ فتره طويلة

x

‎قد يُعجبك أيضاً

“عمر التلمساني” مجدد شباب الجماعة ومُطلق الدعوة إلى العالمية

في مثل هذا اليوم 22 مايو 1986، أي قبل 33 سنة، ودّعت الأمة عمر التلمساني، ...