“في القلب أنتم”.. الشهيد أحمد زكى ضياء

الشهيد أحمد زكى ضياء

شاب نشأ في طاعة الله ، في أسرة متدينة تنتمي لجماعة الإخوان المسلمين ، وتربي على خلق العفة والحياء ، والحياة لأجل الإسلام ورفعة هذا الوطن ، وتعلم الإسلام في حلقات المساجد ، وعاش طفولته بين مدارس الأشبال بجماعة الإخوان.

الشهيد أحمد زكى ضياء ، من أبناء قرية أويش الحجر مركز المنصورة بمحافظة الدقهلية ، مواليد 2 فبراير 1993م ، طالب بالفرقة الثانية بكلية العلوم جامعة الزهر فرع أسيوط ، والده مدرس بالمعهد الأزهري ، وترتيبه الثانى بين أشقاءه ، شقيقته الكبرى طالبة بكلية العلوم ، وله شقيق بكلية الهندسة الزراعية ، وشقيق بالمرحلة الابتدائية ، وشقيق في مرحلة الحضانة.

شارك أحمد في الحملات الدعوية والخدمية والقوافل والأسواق الخيرية ، يحب العمل التطوعي ، ويساعد في خدمة الناس ، كما كان واعياً بالواقع السياسي وفاعلا فيه ، وهو من شباب ثورة يناير الذين شاركوا في المظاهرات والاعتصامات .

عينه ترنو نحو فلسطين والشهادة في سبيل الله ، وكتب في إحدى وصاياه أن يتبرع والده بجزء من المال للمعتصمين في رابعة وجزء لفلسطين.

 يقول محمد تويج:

أحمد كان حافظاً لكتاب الله ، محافظاً على صلاة الجماعة ، وأثناء اعتصامه برابعة وعقب الإفطار يسرع ليصلي في الصفوف الأولى أمام المنصة، اتسم بالحياء ، وهو محبوب من كل من عرفه.

 ويضيف حسام البلجيهي:

وجدت فيه خلقاً عجيباً ، كان خلوقاً لدرجة لا توصف، وجدت فيه البطولة ، عاش محترماً خجولاً حتى من نفسه ، ومات رجلاً بطلاً مدافعاً عن وطنه ، يكفيه أنه عاش حاملاً لكتاب الله ومات شهيداً فى سبيل الله.

 ويحكي خالد رفعت عنه ويقول:

قبل أن أعرفه ، كنت أسمع عنه أنه طيب جداً وخلوق جداً ، وصاحبته للسفر إلى ميدان رابعة العدوية ، وكنا ثلاثة ، وحين وصلنا قلت: اللي ربنا يكرمه مننا وينال الشهادة يشفع للإثنين الآخرين ، فإذا بأحمد يفاجئنا باعتذار ويقول : “للأسف مش هينفع لأني مسجل أسماء الـ ٧٠ فرد اللي هشفع لهم لو ربنا رزقني الشهادة” .

أحسست بمدي صدقه مع ربه ، وأحسست حينها أنه سينالها ، وبعد سماعي خبر استشهاده أيقنت أن الله يصطفي منا الشهداء.

 تقول ساره شقيقته:

أحمد كان خدوماً ويساعدنا فى تنظيف البيت ويكنس الشارع ليلة العيد مع الجيران، ويسهر حتى منتصف الليل في تجهيز النادى لصلاة العيد، وفي آخر عيد صليناه في “رابعة” استعجلنا قبل الفجر بساعة حتى نصلي التهجد ونلحق مكان في الصفوف الأمامية لصلاة العيد أمام المنصة.

كانت أمه تناديه “يحي عياش” تيمناً بالشهيد يحي عياش ، وكانت تحكي له عنه وتتمنى لو أنه مثل الشهيد عياش ، وكانت وتقول لأولادها : أنا عاوزاكم تدافعوا عن الإسلام زيهم وتكونوا شهداء زيهم ، وكانت تقول : لو أحمد استشهد هابقى مطمئنة عليه ، لأنه فاهم القضية بجد.

 

استشهاده

حين وقع الانقلاب العسكري على الرئيس الشرعي محمد مرسي في 3 يوليو 2013م ، ونادى المنادي للخروج في مظاهرات واعتصامات لرفض الانقلاب والمطالبة بعودة الشرعية ، شد أحمد رحاله إلى ميدان رابعة معتصماً وظل مرابطاً في الميدان وأعد نفسه أن يكون شهيداً وكتب وصيته ، وعاش أجمل وأفضل حالاته خلال فترة الاعتصام من صلاة وصيام ورباط وحراسة في سبيل الله ، وخروج في مظاهرات سلمية تهتف بسقوط العسكر وإسلامية إسلامية ، في سبيل الله قمنا ، هى لله هى لله.

وظل الأمر كذلك حتى بدأت مجزرة وجريمة القتل الجماعي والمعروفة باسم فض رابعة، والتي اقتحمت فيها قوات الأمن والجيش وراحت تقتل في المعتصمين بالرصاص الحي وقنابل الغاز الخانقة ومواد حارقة ، منذ صباح ذلك اليوم الموافق 14 أغسطس 2013م.

 يقول محمود من الشرقية وكان بجوار أحمد لحظة إصابته واستشهاده:

الضرب كان من كل ناحية ، وراح أحمد مع حوالي 15 شاب يصنعوا جداراً من الطوب أمام المستشفى لحماية المصابين ، وكلما اتجه الضرب ناحيتنا ننبطح أرضاً ، وسمعنا أخاً يقول: “الهمة يا شباب ، أما نشوف مين اللى ربنا بيحبه وهيلقاه النهارده ، مين أول واحد هيقابل الحور العين” ، فإذا بالرصاص يصيب أحمد وحده فقط من بين المجموعة ، ووقع على الأرض في هدوء دون أن نشعر ، حتى رأيناه ، ونقلناه للمستشفى وأخبرنا الطبيب بصعوبة العلاج ، فهممنا نلقنه الشهادة ، فإذا به يحرك شفتيه ويرفع إصبع يده اليمنى ، فابتسم الطبيب قائلاً : “ما شاء الله هو مش محتاج حد يلقنه الشهادة” ، ثم خرج الدم من فمه وابتسم وفارق الحياة ، ومن كرامات الشهيد أن دمه ظل سائلا حتى وقت دفنه بعدها بيومين.

واستشهد أحمد بعد إصابته في رأسه برصاص الجيش والداخلية نحو الساعة الواحدة والنصف بعد الظهر ، وارتقت روحه الطاهرة إلى مولاها ، شهيداً بإذن الله.

وخرج الآلاف من رجال ونساء وشباب وأطفال قرية أويش الحجر عقب صلاة الجمعة 16 أغسطس 2013م من مسجد الكفر البحرى بالقرية ، وزفوا الشهيد إلى مثواه الأخير.

 ومما جاء في وصية الشهيد والتى عثر عليها صديقه فى منزله بعد عودته من المدفن:

أوصيكم بتقوى الله وإقام الصلاة وإيتاء الزكاة .. ، وأوصيكم ألا يتكلم علىّ أحد بعد مماتى إلا بالدعاء.

x

‎قد يُعجبك أيضاً

“عمر التلمساني” مجدد شباب الجماعة ومُطلق الدعوة إلى العالمية

في مثل هذا اليوم 22 مايو 1986، أي قبل 33 سنة، ودّعت الأمة عمر التلمساني، ...