طرق طمس الجرائم واحدة منذ قتل قابيل أخاه هابيل إلى المجازر التي يرتكبها العسكر في أركان الدنيا الأربعة، أقدم تلك الطرق هو حرق جثامين الضحايا، وهو ما كشفت عنه مديرة منظمة “مشروع أراكان” الحقوقية كريس ليوا، التي قالت إن جيش ميانمار – البوذي – يجمع جثث شهداء مسلمي الروهينجا، ويحرقها حتى يطمس الأدلة التي تدينه، وهو نفس الأسلوب الذي استخدمه السيسي مع شهداء مجزرتي رابعة والنهضة.
وأكدت ليوا أن منظمة مشروع أراكان تراقب الأحداث في الإقليم، حيث إن 130 من مسلمي أراكان على الأقل قتلوا في منطقة سكنية واحدة فقط بمدينة “راثيدوانغ”، بجانب قتل عشرات المسلمين في ثلاث قرى مجاورة.
وتقوم القوات الأمنية هناك بتطويق القرى وإطلاق النار بشكل عشوائي على السكان المسلمين، ويساعد الجيش في ذلك الكثير من البوذيين في الوقت الحالي.
الروهينجا والإخوان
ومن ميانمار إلى القاهرة وتحديدًا في أواخر عام 2013، وبحسب تقرير موقع “ميدل إيست مونيتور” البريطاني، فإن قائد العمليات الخاصة اللواء مدحت المنشاوي كان صاحب فكرة إحراق ميدان رابعة بكل ما فيه حتى لا يكون ثمة دليل يذكر، وهو من أعطى الأمر بإشعال النار في مسجد رابعة العدوية، وبينما كانت الخيام تشتعل كان فيها مصابون وعجائز منعتهم الإصابات من الإفلات من النيران، التي حولت الميدان لكتلة لهب حمراء.
وأكد التقرير أن عددًا غير قليل من سيارات الترحيلات العسكرية كانت تحمل عشرات الجثث التي عثرت عليها القوات في الميدان وحوله فصدرت لهم الأوامر بالتوجه بسيارات الجثث إلى الإدارة العامة لتدريب قوات الأمن وهي تعد أكبر معسكر في الجمهورية.
وأردف التقرير بأن السيارات وقفت لأكثر من ساعتين وسط حراسة مشددة وهي مملوءة بالجثث الغارقة في الدماء والمتفجرة بالقذائف والمتفحمة من الحرق على طريق مصر السويس على مقربة من المعسكر في ساعة متأخرة من الليل حتى قام مساعد الوزير لقطاع قوات الأمن بإخلاء المركز الثالث من المجندين والضباط وكل كائن حي وقام لودر تابع للقوات المسلحة بحفر ملعب التنس.
روايات الحريق
وروى نشطاء وصحفيون شهاداتهم على ما حدث في فض اعتصام رابعة العدوية، والذي قامت عصابة الانقلاب (قوات الأمن والجيش) بفضه بوحشية وعنف شديدين أدى لاستشهاد المئات وجرح الآلاف من المعتصمين السلميين بينهم صحفيون وإعلاميون ونساء وأطفال وكبار في السن.
وروت رميساء رمضان، والتي كانت معتصمة بميدان رابعة العدوية شهادتها قائلة: إن الشرطة لم تكن تكتفي بالقتل فقط، بل إنهم كانوا يحرقون بعض الجثث بعد قتلها، كما أحرقوا العديد من الخيام وبداخلها معتصمون أحياء.
وأضافت رميساء: “اللي كان بيحصل وقتها كان أبشع ما رأته عيني على الإطلاق، الجنود بيضربوا بجنون، بيولعوا في الشجر اللى على الجانبين فى طريق النزهة، حرقوا أوتوبيسين واقفين، كان فى اتنيين من الشباب معديين بعربية عادى مش تبع الاعتصام إصلاً اتصابوا واحد منهم مات والتاني لحقوه في المستشفى، القناصة فوق العمارات بيصوبوا على أي حد ماسك كاميرا”.
كما قالت الناشطة آلاء عطية إن بعض الجثث قتلتها القوات المهاجمة حرقا “فى مسجد الايمان فى اتنين من الجثث ماتوا محروقين وهما احياء يمكن كانوا مصابين وحرقوهم وهم مجهولون مش معروف هوياتهم ولقينا ان مفيش جدوى من تصويرهم لان صعب جدا التعرف عليهم”.
وكان جيش ميانمار (بورما سابقا) قتل حوالي ثلاثة ألاف مسلم خلال عمليات شنها في الثلاثة أيام الماضية بولاية أراكان، كما تسببت عمليات الجيش البوذي في تشريد أكثر من 100 ألف شخص، فهناك حوالي ألفي شخص عالقين على ميانمار مع بنجلاديش بعد أن أغلقت الأخيرة حدودها أمامهم .
ويبلغ عدد المسلمين في ميانمار نحو 4.3% من إجمالي عدد السكان وهو 51.5 مليونًا تقريبا.