إخوان الدقهلية الموقع الرسمي للإخوان المسلمين بالدقهلية
الأخذ بالأسباب، فقد بذل نبينا الكريم وأبو بكر الصديق كل ما في وسعهما لإنجاح عملية الهجرة، فعندما يأخذ المسلم بكافة الأسباب فإنّ الله سبحانه وتعالي سيتم هذا الأمر بقدرته وعظمته ولعل الدليل على ذلك إغشاء عيون المشركين أثناء وقوفهم أمام بيت الرسول فلم يروه وهو خارج، وحماية النبي الكريم وأبو بكر الصديق أثناء وجودهم في الغار من أن ينظر المشركون إليهم فيغيروا عليهم.
الاعتماد على الله سبحانه وتعالى بعد الأخذ بالأسباب ولعل الدليل على ذلك قوله صلى الله عليه وسلم: (ما ظنُّك باثنَينِ اللهُ ثالثُهما؟) [صحيح]، ومن ذلك أيضاً أنّ النبي الكريم يم يكثر من الالتفات في الطريق أثناء سفره لأنّه كان متوكلاً على الله وحده.
الأمل والثقة بنصر الله سبحانه وتعالى، فلم يفقد النبي الكريم روح الأمل خلال هذه الرحلة الصعبة ولو للحظةٍ واحدة، ولعل الدليل على ذلك تبشيره لسراقة بن مالك أحد المشركين الذين تبعوه ليقبضوا عليه أنّ الإسلام سيظهر وستعلى كلمته وستسقط عرش كسرى تحت أقدام المسلمين، كما أنّه وعد سراقة أنّه سيلبس من الأساور الخاصة بكسرى.
حرص النبي الكريم على الصحبة الصالحة، سواء كان في الهجرة أم في مختلف مراحل حياته، فقد بدأت دعوته بصحبة أبي بكر، وخطى كل خطوة إلى جانب صاحبه، لعله بذلك يعلمنا على ضرورة اختيار الصحبة الصالحة؛ لما لهذه النصيحة من أثر كبير في حياة المسلم من تقويته وإعانته على الحق.
توضيح أنّ القائد العظيم يعيش معاناة شعبه وأصحابه تماماً، فعندما يهاجرون يهاجر هو الآخر، وعندما يُطاردون من الكفار، يتعرّض هو أيضاً للمطاردة، وعندما يتعبون يتعب تماماً مثلهم، وبالتالي فهو لا يعيش في رغد الحياة وفي العيش الكريم بمنعزلٍ عنهم كما نرى الكثير من النماذج التي تفعل ذلك في واقعنا المعاش.
الدعوة إلى الله سبحانه وتعالى في كل مكانٍ وزمان.
حب أبي بكر الصدّيق لرسول الله صلى الله عليه وسلم وعمله على مساعدته في كافة الأمور، فقد كان يجهز له الراحلة، ويبكي من الفرح لصحبته، وينظف له الغار، يسير أمامه وخلفه حماية له، وبذلك نتعلم أن نحب نبينا الكريم كهذا الحب، فقد ورد عنه صلى الله عليه وسلم: (لا يُؤمِنُ أحدُكم حتى أكونَ أحبَّ إليهِ من والدِه وولدِه والناسِ أجمعينَ) [صحيح].
بذل وعطاء أبي بكر الصدّيق للدعوة إلى الله وتبرعه بكل ما يملك من أجل إتمام هذا الأمر.
