فشل الانقلاب يفاقم أزمات الأسر مع بداية الدراسة

مع انطلاقة العام الدراسي الجديد تعددت المشكلات والأزمات الاسرية في مصر، إثر سياسات الفشل الاقتصادي والتعليمي، الذي يديره عبد الفتاح السيسي وانقلابه العسكري تنوعت المشكلات بين ارتفاع أسعار الكتب والزي والمصروفات والباصات.. وغيرها.
وفي نقد ساخر لأداء حكومة الانقلاب مع بداية العام الدراسي الجديد، كتب الكاتب الصحفي عبد الناصر سلامة مقالا بعنوان “عام دراسي.. شكرًا يا حكومة”.
ومع بدء العام الدراسى الجديد، لا توجد أسرة مصرية واحدة اشتكت من المصروفات المدرسية ولا الجامعية، ولا من أسعار الزِّي المدرسي، ولا حتى من أسعار الباصات، هناك من المدارس الدولية من بلغت مصروفاتها ٤٠٠ ألف جنيه، وأخرى ٣٠٠ ألف، وأخرى ٢٠٠ ألف، وهناك مدارس للفقراء لم ترفع أسعارها عن ٦٠ ألفًا فقط، أما عن الجامعات فحدث ولا حرج، بعضها وصلت مصروفاتها لـ٥٠٠ ألف جنيه، بعض الباصات رفعت أسعارها من ٦٠٠٠ إلى ١٠٠٠٠ جنيه بسبب ارتفاع أسعار البنزين، الحمد لله، كله فى متناول المواطن البسيط، ولِمَ لا؟، فقد حصل البعض على علاوة ٥٠ جنيهًا، وبعضهم وصلت علاوته مائة جنيه!!”.
وحول أزمة الدروس الخصوصية التي تنهك ميزانية الاسر، والتي كانت اخر افتكاسات حكومة السيسي قطع المياة والكهرباء عن السناتر التعليمية ، كما جرى في بورسعيد، أمس، وهو حل عسكري ينم عم غباء استراتيجي، يوضح  سلامة: “شكرًا يا حكومة، هذا العام سيكون بدون دروس خصوصية، مجرد البداية، وداعًا للدروس الخصوصية، كانت تلتهم معظم دخل الأسرة، الآن سوف نكتنز الفلوس، لن نجد أوجهاً للإنفاق، سوف نصبح كبقية خلق الله من الجنسيات الأخرى، سوف نتريض فى المنتجعات الجميلة حول العالم صيفًا أو شتاءً، بدءًا من اليوم سوف يطلقون علينا السياح، السياح المصريين، كالسياح الروس، والسياح الإيطاليين والسويسريين وغيرهم، بدءًا من اليوم يمكن أن تتوجه الأسرة المصرية إلى أى مطعم لتناول طعام العشاء ولو مرة واحدة أسبوعيًا، قد نفكر فى دخول السينما أيضًا، ولِمَ لا؟، الفلوس كتير”.
كما تهكم “سلامة” على مستوى الوجبات المدرسية ومستوى النظافة المتردي في الفصول وحالة النظافة لمتدنية بالمدارس، متابعا انتقاده لمستوى العملية التعليمية بالاساس وحال المدرسين المتراجع.
مضيفًا: “شكرًا يا حكومة، عن المناهج حدِّث ولا حرج، بسيطة جدًا، في متناول الطالب المتوسط، لم يعد هناك الحشو، ولا الشروحات الجانبية، ولا انظر صفحة ٧٧، ولا راجع الدرس السابق، كما لم تعد هناك التعليمات بكتابة الصفحة خمس مرات، ولم يعد هناك الإسهاب فى الحديث عن الدولة الطولونية، ولا الجيوش الانكشارية، ولا الشعوب الحجرية، أيضًا لم يعد هناك الواجب المنزلي الذي نسهر معه حتى بعد منتصف الليل، سوف نستطيع النوم لعدة ساعات حتى نستيقظ فى الخامسة صباحاً لنلحق بباص السادسة، من الآن لن ننام فى الفصل أثناء الحصة، ولن ننام حتى فى الباص ذهابًا وإيابًا”.
ساخرا: “شكرًا ياحكومة، المناهج المدرسية فى متناول الجميع أيضًا، لن تصل أسعار الكتب هذا العام إلى ٢٠٠٠ جنيه أو حتى ١٠٠٠ جنيه، نحن نتحدث عن المدارس، فما بالنا بالجامعات التى يمكن أن تصبح أضعاف ذلك، المناهج بالكامل موجودة على الموقع الإلكتروني للمدرسة، المذاكرة والاطلاع وكل شيء من خلال التاب الجميل، أو الآى باد اللذيذ، هذا أو ذاك فقط هو ما نحمله ذهابًا إلى المدرسة وعودة منها، التاب هو سلاح التلميذ الحقيقي، كما الآي باد هو سلاح الأسرة كلها، بإمكان ولي الأمر أيضًا الاطلاع على كل ما يخص التلميذ من خلال هذا أو ذاك.
شكرًا يا حكومة، واضح أن كل الأمور مدروسة بشكل جيد، نسبة استيعاب الفصول، ونسبة استيعاب المدرسة بصفة عامة، ونسب استيعاب الكليات فى تخصصاتها المختلفة، والجامعات بالأقاليم المختلفة، كل خريج يعرف الطريق إلى الوظيفة مباشرةً، لن يتنطع على السكك، ولا في الحارات، لن يسرح بعربة فول، ولن يعمل ديلفري على موتوسيكل، ولن يموت في عرض البحر مع الهجرة غير الشرعية، من الآخر: لن يفكر فى الانتحار بعد اليوم، ولن يكون عالة على أمه أو أبيه، ولن يدمن مخدرات، كما لن يلعن اليوم الذى ولد فيه.
واختتم مدير تحرير الأهرام السابق، مقاله بالسخرية من كلمات قائد الانقلاب العسكري المشهورة، ” شبه الدولة”، أو “إتبرع لمصر بجنيه”، مكتفيًا بها في توصيف حال العملية التعليمية يرمتها في مصر،. والتي أسماها مدارس «إنتوا فقرا قوى».
x

‎قد يُعجبك أيضاً

في الذكرى التاسعة للثورة.. مواقع التواصل تغرد «ثورة الغضب 25»

في الخامس والعشرين من يناير كل عام، يحيي المصريون ذكرى ثورتهم الخالدة التي أطاحت برأس ...