دولة العلم والإيمان وبناء المستقبل

بقلم: محمد عبد القدوس

 

أظن أن البعض قد يسخرون من عنوان مقالي هذا قائلا: دولة العلم والإيمان إيه يا عمنا! هذا شعار مستهلك أطلقه السادات لمواجهة اليسار المصري وكان معارضا له!! ومن فضلك لا تتحدث كثيرا عن الإيمان فقد أدى ذلك إلى التطرف! ومستقبل مصر يبنيه أبناء بلدنا بسواعدهم بالعمل والجهد وليس بالشعارات!!

 

وهذا الكلام أراه غريبا حقا! وفي يقيني أن بلادي لن تنهض إلا بالعلم والإيمان.. وأشرح ما أعنيه في نقاط محددة.

 

هذا الشعار رأيناه في حرب أكتوبر المجيدة! كان التخطيط للحرب في أعلى مراحله، والعبور تم بشعار “الله أكبر”، وهكذا اجتمع العلم والإيمان في كبرى إنجازات مصر.. فكيف يقال بعد ذلك أنه شعار مستهلك لا يسمن ولا يغني من جوع!!

 

ومن فضلك قارن الأداء المصري في العبور وتحرير سيناء عام 1973 بما جرى في الكارثة المروعة التي وقعت سنة 1967، لتتأكد من صدق كلامي، فلم يكن هناك علم ولا إيمان، بل شعارات فارغة و”جعجعة”!!

 

وأنتقل إلى النقطة الثانية وأقول لحضرتك: من فضلك اديني عقلك.. ازاي يمكن أن تنهض بلادي دون علم ولا تخطيط سليم.. أي عقل هذا؟؟.. ومستحيل أن يكون هذا كلام منطقي، من يقول بلاش دولة علم والإيمان، وبلادي أهدرت أموال طائلة ومليارات في مشروعات فاشلة لأنها تمت دون دراسة متأنية ولا علم سليم!

 

وقد يرد البعض قائلا في جرأة لا يحسد عليها: العلم مطلوب ولكن احترس من الإيمان، لأن التدين يكاد يوازي التطرف والإرهاب!!

 

ومن جديد أتساءل: هل هذا عقل أو منطق؟؟ الإيمان الصحيح يعطي الإنسان قوة جبارة، وفيه إيجابيات عديدة أهمها طاقة كبرى في العمل وأخلاق حلوة مع كل الناس!!

 

ولذلك فإن وضع التدين مع الإرهاب في سلة واحدة أمر غريب يمثل قمة التطرف، وكلام غير معقول بالمرة! ومشكلة بلادي الأساسية أن التدين فيها شكلي ولا بد من إصلاحه ليكون إيمانا صحيحا وفعالا!

 

ويدخل في دنيا العجائب من يقول: بلاش تدين خالص!

x

‎قد يُعجبك أيضاً

هزيمة مؤقتة

محمد عبدالقدوس الأوضاع في بلادي بعد تسع سنوات من ثورتنا المجيدة تدخل في دنيا العجائب.. ...