بعد مقتل “القس سمعان”.. هل تحقق الأمن للكنيسة على يد السيسي؟

بعد مقتل “القمص سمعان شحاتة رزق الله” يوم الخميس الماضي 12 أكتوبر 2017م بمنطقة عزبة النخل بالمرج، تسود حالة من الرعب بين قيادات ورعايا الكنيسة الأرثوذوكسية، وسط  دعوات لحماية الأقباط بعد كثافة الأعمال المسلحة من جانب تنظيم “داعش” ضدهم منذ العام الماضي، بينما تكشفت حقائق خطيرة حول القاتل الذي تأكد أنه سوابق، وتم احتجازه بالأمن الوطني وإطلاق سراحه دون اتهامات؛ ما يشير إلى أن للحادث خفايا ربما تتكشف خلال التحقيقات الجارية.
المثير للدهشة أن وسائل الإعلام الموالية للعسكر حاولت التكتم على الحادث المروع وذلك حتى لا يأخذ بعدا دوليا يسلط الضوء على الأوضاع الأمنية المتردية في البلاد، كما خشيت من تأثيرات الحادث على حظوظ مرشحة العسكر مشيرة خطاب في انتخابات اليونسكو التي كانت تجرى في ذات التوقيت؛ إلا أن تداول مقطع فيديو بالحادث المروع ومع تداول نشطاء مواقع التواصل الاجتماعي للحادث بدأ الإعلام في معالجة الحادث من منظور أن الجاني مختل عقليا.
وبحسب مراقبين فإن رهان الكنيسة على تحقيق الأمن للأقباط عبر الانقلاب على المسار الديمقراطي ومشاركتها المكثفة في 30 يونيو هو رهان قد تأكد فشله ؛ مؤكدين أن الشعب المصري كله مسلميه وأقباطه يتعرضون لاضطهاد من جانب النظام، ومع غياب الحريات واختفاء العدالة؛ تحولت مصر إلى غابة، تغرق في بحار الكراهية، ولا مخرج لها إلا بعودة المسار الديمقراطي والتعايش المشترك بين الجميع متساويين أمام القانون.

“100” قتيل قبطي في عام
وذكر موقع “بوس نيوز لايف” في نسخته الألمانية، أن نشطاء حقوق الإنسان حثوا حكومة العسكر في مصر على زيادة الأمن للمسيحيين والأقليات الأخرى بعد مقتل القمص الأرثوذكسي، سمعان، الذي يرعى كنيسة  إحدى قرى محافظة بني سويف في صعيد مصر.
وأوضح الموقع، في تقريره، أن “سمعان شحاتة رزق الله”، تم مطاردته وطعنه مرارًا وتكرارًا في الرأس والرقبة والبطن من قبل رجل يعمل جزارًا، كما قام بطباعة الصليب على جبهته. ووصلت سيارة إسعاف إلى مكان الحادث بعد ساعة، ونقلته إلى المستشفى، حيث توفي يوم الخميس، 12 أكتوبر، في نفس الوقت.
وادعى الموقع، أنه لم يكن هناك حادث فردي، إذ ازداد العنف ضد الطائفة المسيحية في مصر في الأشهر الأخيرة، حيث أفادت التقارير بأن أكثر من 100 حالة وفاة قد وقعت، منذ ديسمبر 2016 في سلسلة من الهجمات التي أعلنها تنظيم “داعش”، وفقا لروايات مسيحيين على دراية بالوضع الداخلي.
خفايا خطيرة عن القاتل
وكان مسؤول مركز الإعلام الأمني في وزارة الداخلية بحكومة الانقلاب، أعلن أن أحمد سعيد السنباطي هو المتهم بارتكاب حادث طعن الكاهن شحاتة. والشاب عاطل عن العمل ومقيم في دائرة قسم شرطة السلام أول، وسبق أن اتهم في القضية رقم 23252 جنح المرج لسنة 2017 لتعديه على والده بالضرب وإصابته وإشعال النيران في منزله.
ما ذكره جيران القاتل “أحمد” يثير كثيرا من الشكوك،  فقد بدت عليه علامات التدين الشكلي منذ 8 شهور فقد كان يصلي في منتصف الشارع  وفي ذات الوقت يتعاقر الخمر والمخدرات، وكان له سلوك عدواني تجاه الأقباط ويدعو إلى قتلهم ، وظل يفتعل معهم المشاكل دون أى أى أسباب تدعو لذلك.
قبل الحادث بعدة أيام حاول “المتهم” إضرام النيران فى منزله وبداخله والده ووالدته، ويعزو الجيران هذا السلوك إلى  الظروف النفسية التى كان يمر بها المتهم من ضائقة مالية بسبب عدم حصوله على عمل، بينما ظن آخرون أن ملموس.
دخل فى عدة مشاكل مع جميع الأقباط بالمنطقة، كما أنه كان يذهب إلى «ترعة» كبيرة بالمنطقة وينزل فيها ثم يخرج منها ويقوم بتأدية الصلاة!.
ويكشف رومانى رسمى قبطي فى العقد الخامس من العمر، خادم كنيسة «العدرا الأنبا شنودة» أن المتهم قام قبل ذلك بارتكاب واقعة تعدٍّ على أحد الرهبان أيضا بكنيسة مجاورة، بالضرب والسب والقذف، ووصف الأقباط بالكفار الذين لابد من قتلهم جميعا دون أن يكون هناك أى سبب لذلك، مضيفا أنهم قاموا بإبلاغ الجهات الأمنية عن هذه الواقعة، فتم ضبط المجنى عليه واصطحابه إلى مقر الأمن الوطنى، وتم التحقيق معه لمعرفة ما إذا كان ينتمى إلى أى تيارات أو تنظيمات إرهابية، إلا أن رجال الأمن عقب التحقيق قاموا بإخلاء سبيل المتهم،
لافتا إلى أن هذه ليست المرة الأولى التى يعتدى فيها المتهم على الأقباط فى المنطقة، بل إن الوقائع كثيرة ومتعددة، مضيفا أن الأهالى كانوا دائما يقومون بإجراء الصلح بينه وبين الأقباط الذين يعتدى عليهم فى المنطقة، إلا أنه كان يعاود مرة أخرى الاعتداء على الأقباط فى المنطقة ويتوعدهم بالقتل.
رومانى رسمى خادم كنيسة «العدرا الأنبا شنودة» يقول إن هذه جريمة قتل على الهوية، مؤكدا أن هذا الحادث ليس إرهابيا، لكنه قتل على الهوية، وأن المتهم ارتكب الواقعة اعتقادا منه أن المسيحيين كفرة ويجب قتلهم.
تخوفات كنسية من اختفاء المسيحية
من جانبه سلط الكاتب والأب، هنري بولاد، الضوء على أوضاع المسيحيين في مصر، لافتًا إلى أنهم يعيشون حالة من التوتر والخوف، عقب الهجمات الإرهابية على الكنائس في الأشهر الماضية، والتي راح ضحيتها عشرات الجرحى والمصابين، حيث قال إن حادثًا مثل كنيستي طنطا والإسكندرية “لم يحدث شيء مثل ذلك أبدًا في مصر”، معبرًا عن خوفه من اختفاء المسيحية في البلاد؛ بسبب ما أسماه “الاضطهاد”.
وكشف رئيس الطائفة اليسوعية في مصر، هنري بولاد، عن توجه عام في عدم الرضا على بابا الكنيسة القبطية الحالي، البابا تواضرس الثاني، تزامنًا مع موجة الغضب السائدة تجاه رئيس الانقلاب عبدلفتاح السيسي من قبل الشباب القبطي، لافتًا إلى أنه برغم دعم رجل الأعمال القبطي نجيب ساويرس لـ”السيسي” في الانتخابات الماضية، وتمويله الكامل لحركة “تمرد”، التي أطاحت بالرئيس محمد مرسي في عام 2013، إلا أن الأوضاع ممكن أن تتغير عقب استهداف تنظيم “داعش” للأقباط، وتخاذل السلطات في حماية الأقلية المسيحية مؤخرًا، بحسب ما ذكرته صحيفة “دي فيلت” الألمانية.
وألمح “بولاد” أنه منذ الإطاحة بالرئيس “مرسي” والأوضاع في مصر “غير مناسبة” للعيش الآمن، متابعًا: “لا نوجد آمال تجاه المسيحيين لحياة آمنة في مصر، لذا فإن “المزيد والمزيد منهم غادر البلاد، لا سيما الآن بعد الهجمات”، بينما في الواقع هو يخشي على اختفاء المسيحية من مصر”.33
x

‎قد يُعجبك أيضاً

السيسي يُطعم المصريين الخبز المصاب بـ”الإرجوت” السام لإرضاء الروس!

رصد تقرير استقصائي لموقع “أريج” كيف يُطعم السيسي المصريين الخبز المصاب بفطر قمح “الإرجوت” لإرضاء ...