نتائج اقتصادية مدمرة للحرب بين الرياض وطهران.. ما دور مصر؟

مع تصاعد حدة التوتر بين المملكة العربية السعودية وإيران، وحرب التصريحات المتبادلة بين مسؤولي البلدين، ترجح تكهنات المحللين نشوب حرب محتملة بالمنطقة بين الرياض وحلفائها من ناحية وطهران وحلفائها من ناحية أخرى.

وفي ظل الترقب والحذر الذي يسيطر على شعوب المنطقة، من احتمالات نشوب حرب بين البلدين المتنافسين، تتبادر إلى الأذهان العديد من التساؤلات حول المستفيد من هذه الحرب المرتقبة، وهل هناك دوافع اقتصادية تغذي التحريض على مواجهة عسكرية؟

وقالت صحيفة “فايننشال تايمز”، في تقرير لها اليوم ترجمته “عربي21”، إن الدبلوماسيين في المنطقة يرون أن هذه التطورات خطيرة، وتؤثر في الاستقرار، وقد تؤدي إلى جولة جديدة من حروب الوكالة في المنطقة، ويخشون من خلق موجة جديدة للاجئين، وزيادة فاتورة إعادة إعمار، لافتة إلى أنهم خائفون من أنه بدلا من قيام الولايات المتحدة بالحد من تصرفات السعودية، فإن إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب تشجعها.

ومن ناحيته استبعد الخبير الاقتصادي مروان اسكندر، نشوب حرب مباشرة بين السعودية وإيران، معتبرا أن التحريض على الحرب “عمل جنون”.

وقال اسكندر  “لو نشبت حرب بين البلدين سيصل سعر البترول إلى 120 دولارا للبرميل”، مؤكدا أن العالم لن يتحمل اندلاع حرب جديدة في المنطقة.

وفي يونيو الماضي، قالت مجلة “فوربس” الأمريكية إن الاقتصاد الأمريكي سيكون هو المستفيد الأكبر من الحرب المقبلة بين السعودية وإيران، مؤكدة أن نشوب حرب بين البلدين المنتجين للنفط ستجعل من الشركات الأمريكية وأصحاب حقول النفط الصخري الأمريكي أغنياء جدا، وستنعكس أرباحهم بالإيجاب على الاقتصاد الأمريكي بتمويل العجز التجاري وتكريس وضع واشنطن كمصدر أساسي للنفط.

وأشارت المجلة الأمريكية إلى أن “واشنطن ممثلة في إدارة الرئيس دونالد ترامب يمكن ألا تفعل شيئا لتمنع حصول هذه الحرب بين الخصمين الأيديولوجيين الكبيرين”.

ولفتت المجلة إلى أن “تلك الحرب ربما تفيد السعودية أيضا لأن ارتفاع أسعار النفط سيمهد الطريق لخطة جعل أسهم شركة أرامكو السعودية متاحة للبيع وسيعطي حقولها النفطية المستهلكة بكثافة بعض الراحة، لكن الحرب في الوقت نفسه -وفقا للمجلة- قد تحمل مخاطر أكبر للنظامين خصوصا إذا كان هناك عدد كبير من الضحايا”.

وفي هذا الإطار قال الخبير الاقتصادي كمال حمدان، إن بدائل النفط الخليجي وخاصة السعودي أصبحت كثيرة الآن، ويوجد الآن بدائل للنفط من مصادر طاقة أخرى، ولم تعد السعودية هي المصدر الرئيسي للطاقة وإن كانت هي المنتج الأول أو الثاني حاليا للنفط على مستوى العالم.

كما استبعد حمدان خلال حديثه لـ “عربي21”، اندلاع مواجهة عسكرية بين القطبين الإقليميين الكبيرين، مؤكدا في الوقت ذاته تصاعد الحرب الاقتصادية بين البلدين ومواصلة سعي كل بلد إلى العودة للمفهوم النظري للدولة الإقليمية خاصة في ظل الفراغ الكبير التي تعاني منها المنطقة.

وأوضح أنه “إذا حدثت مواجهة عسكرية مباشرة ستكون نتائجها مدمرة للجميع، ولن يربح أحد، لأنه إذا كانت السعودية تمتلك الآن ترسانة أسلحة حديثة وجيشا قويا، ففي المقابل إيران تبني ترسانتها العسكرية منذ خمسة عقود”.

وتابع: “بالعودة للمفهوم النظري للدولة الإقليمية الكبرى ستكون المنطقة في حال صراع وتنافس مستمر على كافة المستويات الاقتصادية والعسكرية، ولا يمكن في هذا الصدد تجاهل الدور القوي الذي تلعبه تركيا، كما لا يمكن تجاهل دور العراق أو سوريا إذا ما قاما من كبوتهما”.

وأضاف حمدان: “قد يكون كل ما يجري من تصعيد إعلامي بين طهران والرياض، جزءا من الصراع الداخلي والتنافس على السلطة داخل كل بلد، وسعيه لمحاولة قتل خصومه الداخليين معنويا أو ماليا وربما جسديا”.

وأوضح أن تبعات هذه الصراع الإقليمي سيؤدي بدون شك إلى تشكيل قطب أو محور جديد سيغير من الخريطة الاقتصادية والعسكرية بالمنطقة، ستنعكس آثارها على سوق النفط من ناحية وحركة الأسواق والاستثمارات الأجنبية المباشرة من ناحية أخرى.

وأشار الخبير الاقتصادي إلى أن هذا المحور الذي سيغير من خريطة اللاعبين في السوق الإقليمي “قد يضم إيران والعراق وسوريا وربما قطر في مواجهة السعودية”، لافتا إلى أن العاملين المتمثلين في النفط والأسواق لا يمكن التفكير فيهما بعيدا عن مصر سواء كسوق أو كشريك في هذا المحور أو التحالف، وهو ما سيدفع السعودية لمكافحة أي احتمال لانضمام مصر لهذا التحالف.

x

‎قد يُعجبك أيضاً

السيسي يُطعم المصريين الخبز المصاب بـ”الإرجوت” السام لإرضاء الروس!

رصد تقرير استقصائي لموقع “أريج” كيف يُطعم السيسي المصريين الخبز المصاب بفطر قمح “الإرجوت” لإرضاء ...