ثورة نبي الإسلام وتشويه المتطرفين لها

بقلم: محمد عبد القدوس

 

بمناسبة المولد النبوي الشريف أقول لك إن نبي الإسلام عليه الصلاة والسلام أحدث ثورة كبرى في مفاهيم الناس وعلاقة الأرض بالسماء قبل أن يسيء المتطرفون إليها.

وأشرح ما أعنيه قائلا قبل مجيء إسلامنا الجميل كان من يريد عبادة ربنا فعليه اعتزال الدنيا كلها، ولا يمكنك أن تجمع بين الحسنيين.. حلاوة الدنيا والفوز في الآخرة! وجاء سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم ليقلب هذه المفاهيم رأسا على عقب.. لم يتصور قبله أن يتزوج من يريد عبادة ربنا، وعلى الرجل المتدين اعتزال النساء!! ومش ممكن يكون عابد لربه وفي الوقت ذاته صاحب تجارة وعنده بزنس!! وما رأيك يا سيدي أن سبعة من المبشرين بالجنة من أصحاب رسول الله كانوا مليونيرات!! والزواج سنة مؤكدة، والعزوبية مكروهة في ديننا إلا للضرورة!

وهذه المفاهيم الحلوة التي تربط الدين بالدنيا تراجعت بشدة ونحن في القرن الميلادي الجديد، وللأسف الشديد أصبح الإسلام سمعته سيئة في أوروبا وأمريكا وعدنا من جديد إلى الجاهلية الأولى التي تفصل الدين عن الدنيا، ويعني ذلك أنك إذا أردت أن تكون إنسان عصري أو “مودرن” بالتعبير الأجنبي فعليك أن تطرد الدين من حياتك واستمتع بالدنيا التي تعيش فيها.

ويدخل في دنيا العجائب أن من أسهم في ترسيخ هذا المفهوم الخاطئ فريقان، كلاهما على النقيض من الآخر!! فالفئة الأولى أهل التشدد من الإسلاميين، وكلمة حرام عندهم تنافس السلام عليكم!! وهم يطالبونك بطلاق الدنيا إذا أردت الفوز في الآخرة!! ويستدلون على صحة قولهم بما جاء في القرآن الكريم عن ذم الدنيا والتحذير منها!! وقد كذبوا، فتلك الآيات جاءت لتقول لك “أوعى تصرفك الدنيا عن الآخرة وتنساها”، فهناك حياة أخرى تنتظرك فاستعد لها ولا تصرفك حياتك في الأرض عن حياتك الأبدية القادمة ولقاء ربك.

والفئة الثانية هم أهل التشدد من العلمانيين الذين يكرهون إسلامنا الجميل من قلوبهم ويريدون الفصل الكامل بين الدين والدولة والحياة كلها، وكلامهم هذا يتعارض تماما مع مصر الإسلامية وما جاء في دستور بلادنا من أن الشريعة الإسلامية المصدر الرئيسي للتشريع، وقبل ذلك مع الفطرة الإنسانية السليمة التي تحب ربنا.. أليس كذلك؟

x

‎قد يُعجبك أيضاً

هزيمة مؤقتة

محمد عبدالقدوس الأوضاع في بلادي بعد تسع سنوات من ثورتنا المجيدة تدخل في دنيا العجائب.. ...