قوائم الإرهاب بين الوهم والتطبيع!

بقلم: د. عز الدين الكومى

 

من يتابع الخطوات التى قامت بها السعودية بزعم العودة للإسلام الوسطى الذى كان يسود قبل 1979، وما صاحب ذلك من إجراءات، تمثلت فى إلغاء هيئة الأمر بالمعروف والنهى عن المنكر، واعتقال عدد من العلماء. وأخيراً إدراج الاتحاد العالمى لعلماء للمسلمين، والمجلس الإسلامي العالمي “مساع” على قوائم الإرهاب، بناء على توجيهات محمد بن زايد. الحاكم الفعلى لدولة الإمارات. حتى لا يبقى سوى مجلس حكماء الإمارات، الذى يرأسة شيخ العسكر أحمد الطيب. وهيئة كبار علماء ابن سلمان لإصدار ما يريدون من الفتاوى.. التى تؤيد التطبيع مع الصهاينة والسير نحو العلمنة!

لكن الطريف فى قوائم إرهاب آل نهيان وآل سعود أنه لا يندرج فيها إلا علماء أهل السنة، والمؤسسات الخيرية السنية بزعم ترويج الإرهاب عبر استغلال الخطاب الإسلامي، وأن الأفراد المدرجين على القائمة نفذوا عمليات إرهابية مختلفة، نالوا خلالها دعما قطريا مباشراً على مستويات مختلفة!

والسؤال هنا من هو الإرهابى الحقيقى، هل علماء الأمة أم حكام العرب من العسكر الخونة، عملاء الأمريكان؟ الذين يهرولون للتطبيع مع الصهاينة، وإلا أين موقف دول الحصار من منظمات إيران الإرهابية ومن يمارسون الإرهاب والقتل وعلى رأسهم قاسم سليمانى جزار السنة، فى الشام والعراق وقادة المليشيات الإجرامية من الحرس الثوري وبدر والمهدي والنجباء وغيرهم؟ ولماذ لا يوضع عبدالملك الحوثى، وعلى عبدالله صالح، وهما اللذان يشنان حرباً ضد دول التحالف؟ ولماذا لا يوضع نتنياهو وقادة الصهاينة على قوائم الإرهاب، وكذلك قادة الحشد الشعبى فى العراق، ولكن يتم استقبال مقتدى الصدر، وغلام قاسم سليمانى، وحارسه الشخصى، وزير داخلية العراق ومهندس الحشد الشعبى قاسم الأعرج فى الرياض!

مما يؤكد أن الحرب المسعورة التى تشنها السعودية والإمارات موجهة بالأساس ضد الاسلام والمسلمين السنة، فقد تساقطت الأقنعة، وانكشفت الوجوه، فدولة الإمارات التى دعمت وتدعم الإرهاب والنظام الإنقلابى فى كل من مصر وليبيا واليمن والعراق وسوريا وحتى فى أفريقيا الوسطى، فلمصلحة من يحدث كل ذلك؟

فالمملكة العربية السعودية، التى ظلت تقود العالم الاسلامي لعقود، اليوم تتقزم بانتهاجها سياسات محمد بن زايد الرامية للتطبيع مع الصهاينة، والعلمانية مما أفقدها دورها فى قيادة العالم الإسلامى، حتى صارت عاجزة عن مقاومة الحوثيين فى اليمن!

ولكن تأتى الخطوة السعودية فى إطار معاقبة اتحاد علماء المسلمين. لأنه سبق أن الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين ناشد الملك سلمان بن عبدالعزيز بسرعة الإفراج عن العلماء والدعاة الذين تم اعتقالهم، وعدم المساس بحريتهم، كما استنكر الاتحاد حصار قطر، ودعا السعودية إلى تغليب صوت الحكمة في التعامل مع الأزمة الخليجية.

ويصر النظام الانقلابى فى مصر على أن تقوم قطر بتسليم رئيس الاتحاد الدكتور «يوسف القرضاوي»، لذلك أعلنت دول حصار قطر، إضافة كيانيين وأحد عشر شخصية سياسية إلى ما تسمي بقوائم الإرهاب، أبرزها الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين. كما أدرجت رئيس البرلمان المصري بالخارج الدكتور محمد جمال أحمد حشمت على القائمة نفسها.

ومن المضحك أن الدكتور يوسف القرضاوي الذي أدرجته السعودية ضمن قائمة الإرهابيين، زار السعودية قبل شهرين وزار مكة المكرمة، وكان من أبرز الشخصيات التي شاركت في المؤتمر الإسلامي والتقى بالعديد من الشخصيات البارزة بالمملكة من أمثال المفتى العام للمملكة الشيخ عبدالعزيز آل الشيخ، ورئيس هيئة علماء المملكة، كما أن السعودية قبل سنوات منحت الدكتور يوسف القرضاوى جائزة الملك فيصل، وكذلك دولة الإمارات لم يختلف موقفها كثيرًا عن موقف السعودية، فرغم وصمها الدكتور القرضاوي بالإرهاب، إلا أنها كانت قد منحته قبل أعوام مضت جائزة الشخصية الإسلامية الأبرز، والتي بلغت قيمتها المالية من أكثر مليون درهم إماراتي!

وقال الدكتور القرضاوى ردًا على إدراجه على قوائم الإرهاب: حملنا على عاتقنا في العقود الماضية مُقاومة الميل نحو التشدد والتطرف الآتي من هُناك، والذي يُحدث الفوضى على الساحة الإسلامية. واليوم نُوضع على قوائم الإرهاب؟! رمتني بدائها وانسلت!

وكانت سلطات الانقلاب قد طالبت الإنتربول بالقبض على الدكتور القرضاوى، ولكن بعد مدة قام الإنتربول برفع اسم الشيخ يوسف القرضاوي، رئيس الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين من قوائم المطلوبين، إضافة إلى مطلوبين آخرين، بعد تفهم الإنتربول الوضع الحالي في مصر، وبعد أن تبين له أن التهم المزعومة التي وجهها النظام الانقلابى إلى الشيخ ملفقة، واكتشاف أن التهم الجنائية ما هي إلا غلاف لتهم سياسية خالصة تتمحورحول معارضة السلطات، وكانت منظمة الإنتربول قد نشرت اسم الدكتورالقرضاوي على موقعها كمطلوب بتهم السلب والنهب والحرق والقتل وجميعها تهم تبين أنها ملفقة لكونها حدثت وهو خارج الدولة المصرية وكذلك عدم معقوليتها فهي لا تتناسب مع سيرته وعمر!

وكان محمد العيسى رئيس رابطة العالم الإسلامي عندما سئل عن الإرهاب الذي تنفذه مجموعات ومنظمات باسم الإسلام ضد إسرائيل وأهداف يهودية، وتربطه بالصراع الفلسطيني الإسرائيلي، يقع في إطار الإرهاب الذي تعارضه بلاده لأنه يسيء للإسلام؛ ردَّ العيسى بأن أي عمل عنف أو إرهاب يحاول تبرير نفسه بواسطة الدين الإسلامي مرفوض. وأشار إلى أن الإسلام غير مرتبط بالسياسة، وهو ديانة سمحة، وتفاهم ومحبة واحترام الآخر.

وأوضح العيسى أنه يستعد للاجتماع بكبير حاخامات اليهود في فرنسا، والحوار معه في هذه المسائل، كما أنه منفتح للحوار مع كافة الأديان، بما فيها اليهودية، مؤكداً أن السعودية تقود الإسلام المعتدل المسالم، وهي لا تؤيد منظمات الإرهاب والإسلام المتطرف مثل تنظيم داعش!

x

‎قد يُعجبك أيضاً

هزيمة مؤقتة

محمد عبدالقدوس الأوضاع في بلادي بعد تسع سنوات من ثورتنا المجيدة تدخل في دنيا العجائب.. ...