كاتب إسرائيلي: ترامب يحطم المفهوم الأمريكي بشأن القدس

قال مختص إسرائيلي في الشؤون الأمريكية، إن نقل السفارة الأمريكية إلي مدينة القدس المحتلة، هو “جزء من رزمة سياسية شاملة لكل المنطقة في الشرق الأوسط بما فيها السعودية”، لافتا إلى أن “الأيام ستكشف عن جوهر مبادرة القدس وعلاقتها بما يجري في المنطقة”.

ولفت المعلق في صحيفة “اسرائيل اليوم” للشؤون الأمريكية البروفيسور أبراهام بن تسفي، إلى أنه “في الأيام الأخيرة تكثر المؤشرات التي تشير إلى أن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، يبدو مصمما على تنفيذ وعده الانتخابي قريبا، ويعلن عن اعترافه بالقدس عاصمة لإسرائيل، وما ينتج عن ذلك من نقل السفارة الأمريكية إليها”.

وأشار إلى أن “الانطباع السائد، أن ترامب يختلف عن أسلافه بأنه لا يخاف من خطوة جريئة، تتحدى المفهوم السائد المتجذر في الدبلوماسية الأمريكية، بأن القدس لا يمكنها أن تجد حلها إلا في إطار اتفاق دائم بين الطرفين”.

ونوه بن تسفي، إلى أن “المفهوم الأمريكي بشأن القدس المحتلة “تواصل كعلامة ثابتة ومركزية في سياسة الولايات المتحدة الشرق أوسطية، حتى دخول ترامب إلى البيت الأبيض”.

ومع “النهاية الفاشلة لقمة كامب ديفيد 2000” بحسب بن تسفي “تبين استعداد رئيس الوزراء الإسرائيلي الأسبق ايهود باراك، لتجاوز الخطوط الحمراء الواضحة في مواقف كل حكومات إسرائيل السابقة، وموافقته ضمن أمور أخرى على تقسيم السيادة في البلدة القديمة، لكن الطرف الفلسطيني لم يستجب باستعداد لهذه للمرونة”.

ويرى الكاتب الإسرائيلي أن “الفرص للتقدم في التسوية بشأن القدس انتهت، وواصلت الدبلوماسية الأمريكية حملة أوهامها، رغم معارضة الكونغرس المتواصلة لخط موقف الإدارة الأمريكية”.

ويضيف: “منذ إقرار الكونغرس لـ”قانون السفارة الأمريكية في القدس” يوم 8 نوفمبر/تشرين الثاني 1995؛ وهو القانون الذي قرر بأن على الإدارة أن تعترف بالقدس عاصمة لإسرائيل وتنقل إليها السفارة الأمريكية في موعد لا يتجاوز نهاية أيار 1999، لكن ذلك لم يشكل رافعة فاعلة لرؤساء الولايات المتحدة لتغيير نهجهم التقليدي، وبالتالي استخدم رؤساء أمريكا على نحو متكرر الخيار الذي يمنحهم تأجيل تطبيق قانون السفارة”.

وأوضح بن تسفي، أن “هذا المفهوم يوشك اليوم على الانهيار، على خلفية رد فعل البيت الأبيض على الظروف الإقليمية المتغيرة”، منوها أن “عصف المنظومات داخل المعسكر السني في ضوء التهديد الإيراني المتعاظم، واستعداد السعودية للخروج من الخزانة والتعاون مع إسرائيل في المجال الاستراتيجي”.

وتابع المعلق: “وهذا ما يجعل الآن التحول الذي يلوح في الموقف الأمريكي في مسألة القدس محفزا ورافعة؛ يكمن فيهما الاحتمال لاختراق إقليمي، وذلك كجزء من منظومة صد واسعة، تتدرج إسرائيل فيها ضمن العناصر التي ستنخرط في إطارها بإسناد واشنطن”.

وأضاف: “يدور الحديث عن عنصر واحد متداخل في صيغة سياسية مركبة، تتضمن جملة خطوات بناء ثقة من إسرائيل، وفيها نقل السفارة إلى القدس، وذلك على أمل أن يسمح هذا الغلاف الداعم (الذي يضم السعودي أيضا) لإسرائيل بالمشاركة في المسيرة، في ظل المخاطر المدروسة والدعم الأمريكي المناسب”.

x

‎قد يُعجبك أيضاً

في الذكرى التاسعة للثورة.. مواقع التواصل تغرد «ثورة الغضب 25»

في الخامس والعشرين من يناير كل عام، يحيي المصريون ذكرى ثورتهم الخالدة التي أطاحت برأس ...