تذمر بالجيش بعد مبادرة السيسي للتخلي عن سيناء في صفقة القرن

كشفت مصادر مُطلعة قريبة الشأن بالقوات المسلحة، عن أن هناك حالة من التذمر بين قيادات الصفين الثاني والثالث بالجيش؛ على خلفية ما يتردد عن تخلي السيسي عن أجزاء من سيناء للفلسطينيين، وضم الضفة الغربية والقدس للكيان الصهيوني، في إطار صفقة القرن التي يرعاها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، المنتمي لتيار اليمين المتطرف الموالي لإسرائيل.

وبحسب مراقبين، فإن هناك صلة تربط بين الجريمة الإرهابية التي وقعت في مسجد الروضة، يوم الجمعة 24 نوفمبر الماضي، وأسفرت عن استشهاد 311 شخصًا بينهم 27 طفلا، والأصوات الكثيفة في كافة وسائل الإعلام، التي تدعو إلى إخلاء سيناء من أهلها بحجة القضاء على الإرهاب، مؤكدين أن هؤلاء الإرهابيين وهؤلاء الإعلاميين في معسكر واحد يتم توزيع الأدوار فيه خدمة للمشروع الصهيوني.

وما أحدث ضجة أكبر- بحسب صحيفة “العربي الجديد”- هو حديث وزيرة المساواة الاجتماعية الإسرائيلية جيلا جملئيل، عن “عدم إمكانية إقامة دولة فلسطينية إلا في سيناء”، خصوصا أن ردّ الفعل المصري الرسمي لم يكن على القدر المطلوب من الحزم في مواجهة هذه الدعوات والمخطط الإسرائيلي. وانتابت قيادات كبيرة في الجيش المصري حالة من الغضب، جراء ما اعتبروه “ميوعة مصرية غير مفهومة” للرد على مخطط تبادل الأراضي والتنازل عن أجزاء من سيناء لصالح تسوية القضية الفلسطينية، وفق ما ذكرته مصادر قريبة من المؤسسة العسكرية.

وحول موافقة الجيش عن تنازل السيسي عن جزيرتي تيران وصنافير للسعودية، حاولت المصادر تبرير هذه الفضيحة بأن “الجيش لم يكن موافقا على هذه الخطوة، لكن صمته ارتبط بتطمينات من قادة الجيش بأن مسألة الجزيرتين صفقة سياسية اقتصادية، والنظام السعودي في نهاية المطاف، بأي حال من الأحوال، لا يمكنه الاستغناء عن الجيش المصري، وبالتالي فإنها فعلياً ستكون تحت سيطرة مصر في أي لحظة”.

وزعمت هذه المصادر أن المجلس العسكري لم يكن موافقا على مسألة التنازل عن الجزيرتين، ولكن السيسي قال لهم “إن هناك تنسيقا كبيرا مع السعودية حيال الأمر، ولا داعي للقلق، والنفوذ المصري في البحر الأحمر كما هو ولم يطرأ عليه تغيير”.

لكن هذه المصادر شددت على أن هناك رفضًا واسعًا داخل المؤسسة العسكرية حول ما يتردد عن التنازل عن أجزاء من سيناء في إطار صفقة القرن، وأكدت أن الجيش لن يسمح بذلك تحت أي ظرف.

دعوات مريبة

وحول الدعوات المتكررة في الإعلام بعد كل حادثة إرهابية في سيناء بإخلائها من السكان، يرى محمد سيف الدولة، المختص بالشأن القومي، أنها دعوات مشبوهة ومريبة لا تخدم إلا المشروع الإسرائيلي في المقام الأول.

وأكد سيف الدولة أن الهدف الأول للصهاينة هو “سيناء بلا بشر”، فهم ينظرون لسيناء ليس على أنها أرض مصرية بل منطقة عازلة بين مصر وفلسطين.

واستطرد الخبير في الشأن القومي، أنّ موازين القوى العسكرية تستطيع أن تهزم الجيوش، ولكنها لا تملك الاستيلاء على الأراضي واستيطانها لو كانت عامرة بالسكان، مضيفا “انظروا كيف انسحبت إسرائيل من جنوب لبنان ومن غزة، وتذكروا كيف تصدى أهالي السويس لإسرائيل فى 1973، وقبلهم أهالى بورسعيد للعدوان الثلاثي في 1956”.

واعتبر سيف الدولة أنه “لا يوجد أي هدف عاقل أو منطقي أو مفهوم للمذبحة البشعة التي وقعت في بئر العبد إلا إخلاء الأرض وتهجير السكان، وهو مطلب إسرائيلي قديم ولا يزال قائما”.

ويؤكد سيف الدولة يقينه بأن جماعات مسلحة في سيناء على صلة بالعدو الصهيوني، مضيفا “هذه جماعات انفصالية وحال نجاحها بفصل سيناء عن السيادة المصرية، فإنه في اليوم التالي ستكون السيادة عليها صهيونية”.

مخططات التهجير تتواصل

ويربط سيف الدولة، مؤسس حركة مصريون ضد الصهيونية، بين مجزرة بئر العبد في مسجد الروضة ومجزرة “دير ياسين”، مستشهدا بقول مناحم بيجن في مذكراته التي ترجمت تحت اسم “التمرد”: “لولا مذبحة دير ياسين لما قامت إسرائيل، لقد نجحت دير ياسين وأخواتها من المذابح الأخرى في تفريغ فلسطين من 750 ألف فلسطيني”.

ووقعت مذبحة دير ياسين في قرية دير ياسين، التي تقع غربي القدس في 9 أبريل عام 1948، على يد الجماعتين الصهيونيتين: أرجون وشتيرن. أي بعد أسبوعين من توقيع معاهدة سلام طلبها رؤساء المستوطنات اليهودية المجاورة، ووافق عليها أهالي قرية دير ياسين.

بالتالي- والحديث لسيف الدولة- عند المقارنة بين المذبحتين في عدد القتلى، تجد أنه لا يمكن أن يكون هناك هدف لهذه الجريمة إلا تفريغ سيناء من أهلها.

في السياق ذاته، قال الدكتور خالد سعيد، المختص بالشأن الإسرائيلي: إن تهجير أهالي سيناء لا يخدم إلا العدو الصهيوني في المقام الأول.

وأشار السعيد- في تصريحات صحفية- إلى أن الدعوات التي ظهرت في مصر مؤخرًا لإخلاء شمال سيناء من السكان بزعم القضاء على الإرهاب تأتي في إطار تنفيذ مشروع تيودور هرتزل، الذي جمده الإنجليز عام 1903، وهو تهيئة سيناء بدون سكان ليأخذها اليهود مستوطنة تضاف إلى فلسطين المحتلة، وهو هدف استراتيجي قديم لإقامة إسرائيل الكبرى من الفرات إلى النيل.

وأكد السعيد أن إسرائيل تريد أن تصدر للعالم بأن سيناء يسودها الإرهاب، وأن مصر غير قادرة على السيطرة عليها لتسويغ فكرة إقامة دولة فلسطينية فيها.

x

‎قد يُعجبك أيضاً

السيسي يُطعم المصريين الخبز المصاب بـ”الإرجوت” السام لإرضاء الروس!

رصد تقرير استقصائي لموقع “أريج” كيف يُطعم السيسي المصريين الخبز المصاب بفطر قمح “الإرجوت” لإرضاء ...