الخونة من حكام العرب باعوا القدس قبل ترامب

على الرغم من حجم الكارثة السياسية لإعلان الرئيس الأمريكي ترامب عن أن القدس عاصمة لإسرائيل، وقرار نقل السفارة الأمريكية للقدس، وما يجره من ويلات على القضية الفلسطينية، إلا أنَّ الكارثة الكبرى تتمحور في الخونة العرب الذين باعوا القدس قبل ترامب.

السيسي يقدم صفقة القرن

وسبق ترامب في خيانة الحق الفلسطيني والعربي والإسلامي، قائد الانقلاب العسكري في مصر عبد الفتاح السيسي، حينما وافق على خطط صهيونية سبق وأن رفضها المخلوع حسني مبارك، بالتنازل عن أراضٍ مصرية بسيناء لإقامة دولة فلسطينية مقطعة الأوصال عليها،
وذلك بما يسمى بصفقة القرن، خلال لقائه الرئيس الأمريكي ترامب.

وأد مشروع المقاومة

أما محمد بن زايد، خائن الإمارات، فتعهد منذ وقت بعيد بتصفية مشروع المقاومة في المنطقة، عبر فرض أجندة إماراتية صيغت في الدوائر الصهيوأمريكية، لنزع المقاومة والجهاد من الإسلام، وقصر الإسلام على بعض المفاهيم التعبدية والشعائر.

كما برز دور الإمارات في تصفية المقاومة الفلسطينية، خلال عملية اغتيال القيادي الفلسطيني “المبحوح” على أراضي الإمارات.

ابن سلمان واستبدال القدس بـ”أبو ديس”

ومن الخيانات الكبرى التي تورط فيها قادة العرب، مشروع محمد بن سلمان، الذي قدمه للرئيس الفلسطيني محمود عباس أبو مازن، والمتعلق باختيار مدينة أبو ديس عاصمة للفلسطينيين بدلا من القدس، بجانب التقارب الكبير بين الرياض وتل أبيب سرا وعلانية.

اليوم، تناولت ثلاث صحف فرنسية كبيرة، التقارب السري بين إسرائيل والسعودية، فتحت عنوان “التقارب السري بين إسرائيل والسعودية”، قال بنيامين بارت، مراسل صحيفة “لوموند” ببيروت: إنه بالنسبة لدول الخليج فإن العداء لإيران أهم من مصير الفلسطينيين.

ونبّه بارت إلى أن ولي العهد السعودي محمد بن سلمان “مولع بالقطيعة مع الماضي، وأظهر ذلك في أكثر من مثال، وأثبته في المجال الدبلوماسي من خلال تهيئة مناخ جديد إزاء إسرائيل التي لا توجد لها علاقات رسمية مع السعودية، وإن كان التعاون موجودا بين الطرفين منذ عدة سنوات، لكن من وراء الكواليس، غير أن علامات التقارب بينهما تضاعفت في الأشهر الأخيرة، ولم يعد التطبيع من المحظورات”، على حد تعبيره.

وعددت الصحيفة بعض تلك العلامات، مثل زيارة أحد رجال الدين السعوديين المقربين من ابن سلمان لكنيس يهودي في باريس، ومشاركة المدير السابق للمخابرات السعودية تركي الفيصل، برفقة المدير السابق للموساد الإسرائيلي “إفراييم هالي”، في ندوة بكنيس يهودي في نيويورك.

وفي نظر العديد من المحللين، تعتبر هذه المبادرات وسيلة لإعداد الرأي العام في الخليج لإضفاء الطابع الرسمي على الروابط بين الدولتين، كما بدأ تضامن المجتمعات الخليجية مع الفلسطينيين يشهد بعض علامات الضعف والفتور.

فالمزاج المتقلب لابن سلمان ومطالبته بإعادة تشكيل المنطقة، وسمات الشخصية التي أظهرها في تعامله مع قضيتي رئيس الوزراء اللبناني وقطر، تزيد من احتمال حدوث “انفجار عظيم” بالشرق الأوسط، حسب بارت.

ذلك الانفجار الذي حذرت صحيفة “لوفيغارو” من وقوعه؛ بسبب اختزال العلاقة بين واشنطن والرياض في عائلتي ترامب وابن سلمان؛ “فالعلاقات الأمريكية السعودية، التي كانت في السابق تستند إلى شبكة متطورة من التبادلات الرسمية وغير الرسمية، أصبحت فجأة لعبة غامضة وشخصية للغاية بين عائلة ترامب والأمير ابن سلمان، الذي يهدف إلى زعزعة الرموز وتغيير الوضع الراهن، مما يثير الرعب في عالم الدبلوماسية”، على حد تعبير الصحيفة.

ولذلك الرعب ما يبرره؛ فترمب- مثلا- كلف زوج ابنته اليهودي جارود كوشنر بالسعي لحل القضية الفلسطينية الإسرائيلية، رغم أنه -حسب لوفيغارو- “يفتقد لأي نوع من أنواع التجربة في المنطقة، ويعمل دون أي خطة رسمية، ولا يحيط نفسه بأي خبراء في شئون الشرق الأوسط”.

وهو ما ندد به السفير الأمريكي السابق بالرياض تشاس فريمان، قائلا: “أين دبلوماسيونا العظماء؟ لم تعد ثمة خطة أمريكية! الخطة الوحيدة هي “الأنا” للرئيس، إننا ننقض نفوذنا الذي بنيناه بأيدينا”.

لكن ما الخطة التي تسربت بشأن حل الصراع العربي الإسرائيلي؟ وما مدى اندفاع الرياض في الضغط من أجل تنفيذها؟ وأين القدس من كل ذلك؟.

خطة السلام

هذا ما حاولت صحيفة ميديابارت الإلكترونية الرد عليه، في تقرير قالت فيه، إن اعتراف ترامب بالقدس عاصمة لإسرائيل يندرج ضمن خطة سلام حاولت أمريكا بمساعدة السعودية، الضغط على الفلسطينيين لقبولها.

فخلال الأشهر الماضية، تشكل حلف لم يسبق له مثيل، ضم إضافة إلى أمريكا طرفين كانا إلى وقت قريب عدوين لدودين هما السعودية وإسرائيل، واستخدم هذا الحلف نفوذه لإقناع القادة الفلسطينيين بقبول خطة سلام جديدة أو إجبارهم على ذلك.

وحسب هذه الخطة، يحصل الفلسطينيون على دولة مفككة الأوصال ومحدودة السيادة في أراضيها بالضفة الغربية، مع بقاء أغلب المستوطنات الحالية في الضفة الغربية تحت السيطرة الإسرائيلية.

وتصبح بموجب هذه الخطة القدس عاصمة لإسرائيل، ولكن ليس للدولة الفلسطينية المتناثرة التي يمكن أن تنشئ عاصمتها في أبو ديس، وهو تجمع في القدس الشرقية لكنه معزول عن المدينة بالجدار الفاصل. وينص بند آخر من هذه الخطة على أنه لن يكون هناك اعتراف بحق العودة ولو بشكل رمزي للفلسطينيين وذريتهم.

x

‎قد يُعجبك أيضاً

السيسي يُطعم المصريين الخبز المصاب بـ”الإرجوت” السام لإرضاء الروس!

رصد تقرير استقصائي لموقع “أريج” كيف يُطعم السيسي المصريين الخبز المصاب بفطر قمح “الإرجوت” لإرضاء ...