ماذا وراء وصول تنظيم الدولة لإدلب السورية.. وعلاقة النظام؟

وصل تنظيم الدولة ومن بعده قوات النظام السوري وحلفائه، إلى الحدود الإدارية لمحافظة إدلب، المحافظة الأخيرة المتبقية بالكامل بيد المعارضة السورية وهيئة تحرير الشام في الشمال السوري، الأمر الذي أثار تكهنات عدة.

يأتي ذلك في حين تعد إدلب الخزان البشري لكل من هو معارض للنظام السوري، وفي ظل السيطرة المطلقة لتحرير الشام على المدينة وريفها، بما في ذلك معبر باب الهوى الحدودي مع تركيا.

ومع بدء هجوم النظام السوري في ريف حماة الشرقي الذي تزامن مع هجوم واسع شنه تنظيم الدولة على المنطقة أيضا، بدأت ملامح مخطط تظهر شيئا فشيئا، وفق تعبير النشطاء السوريين، الذين لفتوا إلى أن النظام يحاول بشكل مستمر منذ أكثر من شهر لفتح محاور عدة بإدلب، بقصد إنهاك المعارضة وإجبارها على ترك أحد المحاور لتتقدم به قواته.

وبالفعل، حدث الأمر عندما فتحت قوات النظام محاور ريف حلب الجنوبي وريف حماة الشرقي، فيما توجهت قوات أخرى باتجاه ريف حماة الشمالي ومنها باتجاه الحدود الإدارية لمحافظة إدلب، التي باتت مع بعض المناطق بريف حماة الشمالي خط تماس مفتوح مع قوات النظام.

من جهته، قال عبد السلام قاسم، القيادي في “أحرار الشام”، لـ”عربي21” إن “هناك مخططات من الممكن أن ينفذها النظام بهدف كسر طوق المعارضة في ريف حماة الشمالي وريف إدلب الجنوبي”.

وقال: “من الواضح أن النظام يتطلع لدخول المحافظة التي كبدته المئات من القتلى أواسط عام 2015، عندما حوصرت آخر قواته في مشفى جسر الشغور الوطني، وقتل معظمها، فيما فر من تبقى منها إلى معسكر جورين في حماة، وهذا بالطبع سيكلفه غاليا فيما لو كان الهجوم على محور واحد فقط”.

وأكد أن النظام الآن أمام خيارين فقط، أولهما على غرار ما حدث فترة كسر الحصار عن نبل والزهراء في ريف حلب الشمالي أواخر 2015، حيث اعتمد آنذاك على الكثافة العددية والتمهيد الجوي والصاروخي العنيف، إلا أنه تكبد عشرات القتلى آنذاك رغم المساحة الكبيرة التي كانت تسيطر عليها المعارضة من حلب وريفها، ولكنه رأى أن ذلك “سيكون ذلك بمثابة استفزاز لـ(عش دبابير)، ولن يكون النظام قادرا على المتابعة، وسيتكبد خسائر فادحة”.

وأضاف: “وأما الخيار الثاني، فهو فتح العديد من المحاور، وحتى الآن هناك محورين رئيسين، الأول هو شمال شرقي حماة، والثاني جنوب حلب باتجاه الجنوبي الغربي لمحافظة إدلب، أما المحور الثالث الذي من المتوقع فتحه، فسيكون من سهل الغاب، حيث سيستغل النظام تحشد تحرير الشام والمعارضة، ليبدأ هجوما غير متوقع من سهل الغاب وبالتحديد معسكر جورين، الذ يعد الملاذ الذي سبق أن آوى عناصره الفارين قبل سنوات، وحينها ستكون المعارضة أمام جبهات طويلة ومتشابكة”.

أما الإعلامي والناشط في ريف حلب إسماعيل الصالح، فقد اعتبر في حديثه لـ”عربي21“، أن تحرك تنظيم الدولة ومعاركه المستمرة ضد تحرير الشام في المنطقة ينذر بخطر كبير، مضيفا أن جميع السيناريوهات التي تشهدها إدلب كانت مدينة حلب قد مرّت بها سابقا، خصوصا خلال معارك المدينة الصناعية ومدرسة المشاة.

وأوضح أن المعارضة في حينها كانت تقاتل النظام هناك، لتتفاجأ بهجوم كاسح لتنظيم الدولة أدى لفقدانها مساحات واسعة من مناطق سيطرتها وكانت مواقع استراتيجية تحيط بحلب المدينة.

x

‎قد يُعجبك أيضاً

في الذكرى التاسعة للثورة.. مواقع التواصل تغرد «ثورة الغضب 25»

في الخامس والعشرين من يناير كل عام، يحيي المصريون ذكرى ثورتهم الخالدة التي أطاحت برأس ...