لماذا يتكالب الخليج على زيارة تل أبيب واستقبال الصهاينة رغم اغتصاب القدس؟

خطوة خليجية جديدة وخطيرة لأنها جاءت عقب قرار اغتصاب القدس، نفذتها مملكة البحرين للتطبيع مع الاحتلال، تمثلت في سفر وفد من البحرين للدولة الصهيونية محملاً برسالة من ملكها لـ”التسامح”!؟.
ذهاب ملك البحرين ليتسامح مع الصهاينة ولم يتسامح مع شعبه، أثار غضب الغيورين في المملكة ووصفوه بأنه “جهل سياسي وديني”، وسخروا من اضطرار وكالة الأنباء البحرينية للزعم أن وفد جمعية “هذه هي البحرين” الحقوقية، الذي زار إسرائيل والقدس “لا يمثل أي جهة رسمية في البحرين، إنما يمثل الجمعية ذاتها”؛ لأن الوفد قال إنه كان محملاً برسالة للصهاينة من ملكها!.
أيضًا التطبيع ليس قاصرًا على الوفد، ففي فبراير الماضي، استضاف ملك البحرين حمد بن عيسى حاخامَين أمريكيَين، وفي شهر سبتمبر الماضي زار ابنه مركزًا يهوديًا في لوس أنجلوس تعزيزًا لمرسوم التسامح الديني الذي وقّعه الملك.. قال الحاخامات الأمريكيون في هذه المناسبة إن الملك يدعم إلغاء المقاطعة العربية على إسرائيل. أيضًا لم يقتصر الأمر على ذلك فقد استضافت البحرين وفدًا إسرائيليًا لاجتماع الفيفا بمزاعم فصل الرياضة عن السياسة، برغم أن البحرين ودول حصار قطر رفضت المشاركة في بطولة (خليجي) لأنها في قطر!.
ودفع هذا عشرات البحرينيين للكتابة على مواقع التواصل يتبرؤون مما فعله الوفد البحريني ويؤكدون أنهم مع القدس والانتفاضة وأن الوفد البحريني لا يمثل أهل البحرين.
وتحت هاشتاج (#البحرين_تقاوم_التطبيع) كتبوا يقولون “أنا (فلان) من البحرين، اعتبر الكيان الصهيوني غاصبًا ومحتلاً، والزيارة التي قام بها وفد جمعية “هذه هي البحرين” للقدس المحتلة عار أخلاقي وإنساني، وادعاء الوفد تمثيل الشعب البحريني إساءة للبحرينيين، وأعلن براءتي من هذا الفعل ومن قام به ودعمه”.
وقد طرد المقدسيون وفد جمعية “هذه هي البحرين”، التي (قد) تمثل الحكومة الوفد البحريني ومنعوهم من دخول الأقصى.
كما اضطر الوفد التطبيعي لإلغاء زيارته إلى غزة نهائيًا بعدما أبلغهم الغزاويون عدم الترحيب بهم وأنه سيتم استقبالهم بالأحذية والبيض الفاسد، ووقف عشرات الشبان بالفعل امام معبر بيت حانون وهم يحملون الأحذية والبيض الفاسد لضرب الوفد التطبيعي البحريني به.
والوفد البحريني الذي زار دولة الاحتلال مؤلف من 30 شخصًا، وضم في عضويته بعض الأجانب المقيمين بمملكة البحرين من ديانات مختلفة، بينهم مسلمون، وشيعة، ومسيحيون، ويهودا، وهندوسيون، وبوذيون وزعموا أن هدفهم التسامح وزيارة الجامعات الإسرائيلية ومناقشة قضايا مشتركة رغم التوتر الذي أثاره إعلان ترامب عن القدس عاصمة لإسرائيل.
“هذه هي البحرين” جمعية مشبوهة
ورغم النفي الرسمي لعلاقة الجمعية بالسلطات البحرينية، فإن تاريخ تدشين هذه الجمعية يشير لعكس ذلك، فقد نشأت الجمعية في مايو 2017 رسميًا في حفل أقيم تحت رعاية الملك حمد بن عيسى آل خليفة في فندق الفورسيزونز.
ويدعي أعضاؤها أنها تهدف إلى “تعزيز الحرية الدينية والتعايش السلمي على أساس عالمي” وتتبني “وثيقة بالتشاور مع قادة الأديان الرئيسة في العالم” وتلعب دورًا في “مكافحة الإرهاب والتطرف والعنف والتعصب والكراهية، وتحث الناس بجميع أديانهم على رفض هذه الأعمال والتعهد باستبدالها مع الاحترام المتبادل والتفاهم والمحبة”.
ولكن الجمعية ووكالة الأنباء البحرينية زعموا أن الجمعية تؤكد أن الوفد الذي ضم في عضويته بعض الأجانب المقيمين بالمملكة من ديانات مختلفة، لا يمثل أي جهة رسمية، وقام بتلك الزيارة “بمبادرة ذاتية”، استنادًا إلى مبدأ التسامح والتعايش.
تطبيع سعودي وإماراتي
وشهدت الأشهر الأخيرة لقاءات علنية وسرية بين وفود سعودية وإسرائيلية، وفتح قنصلية إسرائيلية في أبو ظبي وفتح خط طيران خاص بين تل ابيب وأبو ظبي لرجال الأعمال واستقبال الإمارات وفدًا رياضيًا إسرائيليًا في بطولة الجودو العالمية واستعداد السعودية لاستقبال وفد رياضي صهيوني للاعبي الشطرنج الإسرائيليين.
وبلغ الأمر حد أن قدمت الإمارات اعتذارها لإسرائيل، على خلفية قضية عدم رفع العلم الإسرائيلي خلال بطولة الجودو التي أقيمت مؤخرًا في دولة الإمارات وشارك فيها لاعبون إسرائيليون، ورفض لاعب اماراتي مصافحة نظيره الإسرائيلي رافضا للتطبيع، وهو ما أكدته صحيفة “تايمز اوف إسرائيل”.
وبحسب صحيفة “يديعوت أحرنوت” الإسرائيلية، تعهدت دولة الإمارات برفع العلم الإسرائيلي العام المقبل، خلال مباريات الجودو العالمية المقامة على أراضيها.
وقالت الصحيفة إن ممثل الإمارات في اللقاء وعد برفع العلم الإسرائيلي العام المقبل 2018 وذلك بهدف إرضاء المنتخب الإسرائيلي الذي يشارك في المباريات هناك منذ أكثر من عام.
ونشر الاتحاد الدولي لرياضة الجودو، صورة تجمع رئيس اتحاد الجودو الاماراتي، وهو يعتذر لنظيره الإسرائيلي لعدم سماح الإمارات برفع الرموز الإسرائيلية خلال البطولة الدولية.
كما نشر الاتحاد صورة أخرى قال إنها خلال اعتذار مسئولين إمارتيين لأحد اللاعبين الإسرائيليين بعد رفض نظيره الإماراتي مصافحته بعد انتهاء النزال بينهما.
وقبل شهور، كشفت صحيفة “ميدل إيست مونيتور”، من خلال وثائق نقلتها عن موقع “ويكيليكس” أن تنسيقًا اقتصاديًا ودبلوماسيًا وأمنيًا وعسكريًا يجري بشكل متسارع بين الإمارات وإسرائيل.
وأظهرت الوثائق الدور الكبير الذي يقوم به يوسف العتيبة، سفير الإمارات لدى الولايات المتحدة، في الدفع بالتطبيع بين بلاده وإسرائيل، في اتجاه مراحل غير مسبوقة، مشيرة إلى أن أبو ظبي أصبحت قاطرة تحاول جذب العالم العربي إلى السير في ركاب المنظور الإسرائيلي للمنطقة وقضاياها، وفي صدارتها القضية الفلسطينية.
وأشارت وثائق ويكيليكس إلى تعاقد الإمارات مع شركة إيه جي تي الأمنية الإسرائيلية لتأمين مرافق النفط والغاز، وكذلك إقامة شبكة مراقبة مدنية في أبو ظبي.
وتقول الوثائق إنه في عام 2010 استقبلت الإمارات فريق الجودو الإسرائيلي بالتزامن مع اغتيال القيادي في حركة حماس، محمود المبحوح، في دبي بالتعاون مع جهاز الاستخبارات الإسرائيلي “الموساد”، حيث لم يعد مستغربا حينها منع رفع العلم الفلسطيني في الإمارات.
وذكرت صحيفة “ميدل إيست مونيتور” أن الإمارات شاركت نهاية العام الماضي في مناورات العلم الأحمر في اليونان إلى جانب إسرائيل والولايات المتحدة.
أيضا قال نائب رئيس الاتحاد الدولي للشطرنج «إسرائيل غيلفار»، انهم يتوقعون موافقة السعودية على إعطاء الفريق الإسرائيلي تأشيرات 10 لاعبين إسرائيليين سيشاركون في «بطولة الملك سلمان العالمية للشطرنج»، التي ستحتضنها العاصمة السعودية الرياض خلال الفترة من 26 إلى 30 ديسمبر المقبل.
ونقل المحلل السياسي ومراسل «راديو إسرائيل» «شمعون أران»، عل حسابه بـ«تويتر»، عن نائب رئيس الاتحاد الدولي للشطرنج «إسرائيل غيلفار»، قوله «إننا على اتصال مع السلطات السعودية لتلقي تأشيرات الدخول للمشاركة في مسابقة الشطرنج السريع للأفراد في الرياض، زهاء 10 لاعبين من إسرائيل ينوون المشاركة، منح الـvisa يعد دليلا إيجابيا آخر للتقارب بين البلدين!
ووضعت تلك البطولة السلطات السعودية في مأزق كبير، سواء في حالة استضافة البطولة، أو قررت إلغائها، الأولى نظرا لقدوم لاعبين من (إسرائيل) لأول مرة في تاريخ المملكة، ليكونوا بذلك أول أشخاص يدخلون البلاد بجنسيتهم بشكل علني، والثانية سحب البطولة منها حال رفض إدخالهم، إذ أن الاتحاد الدولي سيعزو ذلك حينها لانتهاك شروط الاستضافة.
وسيكون سماح السعودية للإسرائيليين بدخول المملكة بعد التطورات الأخيرة في قضية القدس مغامرة كبيرة بسبب حالة الغضب الشعبي العارمة علي دولة الاحتلال وأمريكا.
والشهور الأخيرة شهدت تسارعا في وتيرة التطبيع بين الرياض وتل أبيب، بشكل علني، حيث بدأ الأمر بالزيارات السرية المتبادلة لمسؤولين من البلدين، ثم لقاءات علنية، مرورا بفتوى مفتي عام السعودية ورئيس «هيئة كبار العلماء» في المملكة، الشيخ عبد العزيز آل الشيخ، بعدم جواز قتال إسرائيل.
وكان قائد الانقلاب عبد الفتاح السيسي هو الذي رعي هذا التطبيع الصهيوني الخليجي منذ مايو 2015 حين دعا لتطبيع بين الخليج وإسرائيل ووعد دولة الاحتلال بمزايا لو اعترفت بالدولة الفلسطينية، ثم رعي لقاءات التطبيع بين الصهاينة والخليجيين
والتقي نتنياهو لأول مرة في تاريخ مصر وفتح الباب علي التعاون العسكري مع الصهاينة لحد حضور وزير دفاع الانقلاب ووزراء السعودية والامارات مع قائد عسكري صهيوني في لقاء عسكري استضافته وزارة الدفاع الامريكية.
x

‎قد يُعجبك أيضاً

السيسي يُطعم المصريين الخبز المصاب بـ”الإرجوت” السام لإرضاء الروس!

رصد تقرير استقصائي لموقع “أريج” كيف يُطعم السيسي المصريين الخبز المصاب بفطر قمح “الإرجوت” لإرضاء ...