اللحظات الأخيرة في حياة أبرياء كفر الشيخ.. رسالتان من رفاق الزنزانة

تناقل نشطاء على مواقع التواصل الإجتماعي رسالتين عن المعتقلين عبدالرحمن محمد عبده عطية بكالوريوس طب جامعة الأزهر، وخالد رفعت جاد عسكر، طالب الدراسات العليا بكلية العلوم جامعة المنصورة، والمحكومين بالإعدام في حكم واجب النفاذ، على إثر هزلية مقتل الحارس الشهيرة، نقلا فيها اللحظات الأخيرة في حياة الشهداء الأربعة من شباب كفر الشيخ الأبرياء الذين نفذ الانقلاب حكم الإعدام عليهم.

رسالة خالد

وأرسل المعتقل خالد عسكر إلى أهالي رفقاء الزنزانة بكفر الشيخ قائلا: “إلى أهلي الأحباب بكفر الشيخ.

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، إنا لله وإنا إليه راجعون..ولا نقول إلا ما يرضي ربنا.. نعلم أن الله كريم رحيم وأحبابي اليوم عند من هو أرحم مني ومنكم وعند من هو أرحم من هؤلاء الذين أذاقوهم الحزن والتضيق والتفزيع هم اليوم عند أرحم الراحمين.

وقد عشت معهم وعاشرتهم وكانوا خير رجال أفئدتهم كأفئدة الطير رحماء كرماء ما كانوا يحملون في قلوبهم غير الود والحب ولا ازكيهم على الله وأحسبهم الآن في روضه من رياض الجنة وفي روح وريحان قد تلقتهم الحور العين وبشرتهم بجنان الرحمن وهذا ظني بربي الكريم.

اذا علي أي شىء هذا الحزن والبكاء وأني اعلم أنكم صامدون صابرون؟

لما الحزن يا والدتي (أم لطفي) وهل سيعيش أحد منا إلى الأبد أم إننا كلنا سائرون إلى هذا المصير اليوم أو غدا.

كل نفس ذائقة الموت

لما الحزن يا والدي (أبو لطفي) أليست هذه الأعمار مكتوبة عند الله عز وجل لا يزيدها أحدا ولا ينقصها؟
لكل أجل كتاب.

هل الحزن (يا أم خديجة) لأنهم سجنوا وعذبوا ثم ماتوا أليس من الخير أن يوضع المرء في بلاء يكفر االله به الذنوب ويرفع به الدرجات ويستعد للقاء الله قبل موعد الموت؟

هل نحزن يا أمي (أم أحمد) إذا مات أبناؤنا أبطالا مجاهدين صابرين ثابتين لم يتخلوا عن دينهم ودعوتهم وزرفوا في سبيل ذلك اغلي مايملكون وهي نفوسهم أم كنا نريدهم أن يموتوا فارين متخاذلين عند دينهم ودعوتهم؟

هل نحزن يا (أم حنين) بأن الله فك أسرهم وأخذهم إلى جواره بعد أن كانوا في جوار من جوعهم وعطشهم وضيق عليهم يا أهلي اليوم يوم فرح وليس يوم حزن الآن فك الله اسرهم وفك كربهم ودفع عنهم البلاء اليوم أحسبهم عند الله فرحين مستبشرين يتمنون أن يعودوا إلى الدنيا فيستشهدوا كمن استشهدوا لما لقوا من عظم أجر الشهيد عند الله.

ولا تحسبن الذين قتلوا في سبيل الله أمواتا بل أحياء عند ربهم يرزقون.

نعم الحزن علينا نحن من قصرنا في نصره ديننا..أسال الله ان يثبتنا علي الحق حتي نلقاه وأختم بقول الله عز وجل: (من المؤمنين رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه فمنهم من قضي نحبه ومنهم من ينتظر وما بدلوا تبديلا).

اللحظات الأخيرة

وقال أحد أقارب الشهداء: “سألت عبد الرحمن عن كواليس إعدام رفاقهم فى عنبر الإعدام شهداء كفر الشيخ إن شاء الله، فقال لي: أخدوا الأربعة من الزنازين قبل التنفيذ عصرا، وقتها عرفنا أنهم هينفذوا الحكم وإنا لله وإنا إليه راجعون، بس اللى كان شاغلني وقتها الدعاء لهم بالثبات حتى آخر نفس لأنه موضع يخشى المرء على نفسه الخوف أو عدم الثبات وخصوصاً أمام أولئك الطغاة المجرمين فيفتنوا بنا ويحسبون أنهم على الحق.. الليل كله كنا بندعيلهم، إلى أن جاء وقت التنفيذ وبعد الفجر سمعنا هتاف أولهم مدوياً: حسبنا الله ونعم الوكيل، والعنبر كله يردد خلفه بهتافات هزت أرجاء السجن والله.. بعدها سُحبت “الطبلية” من تحته، ولها صوت نعرفه جيداً.. وصعدت روحه إلى بارئها شاهدةً أمام الله على طغيان هؤلاء واستكبارهم فى أرضه.
وجاء دور الثانى الذى رفع صوته مرددا: “ولست أبإلى حين أقتل مسلماً على أي جنب كان فى الله مصرعي” ثم الثالث فالرابع الذي ظل يثبتنا قائلا: “يا جنود الله صبراً إن بعد العسر يسرا” إلى أن فاضت روحه الطاهرة.

وسكتت الأصوات أمام هذا الموقف العظيم والمشهد الأليم الذي ستظل جدران هذا السجن شاهدةً على إزهاق أرواح المسلمين ظلماً بين جنباته..وأضاف هي لحظة واحدة وانتقلوا بعدها إلى نعيم أبديّ ينسيهم من أول غمسه فيه كل بؤس ذاقوه فى هذه الدنيا..صحيح نحزن لفراقهم ولكن نسعد انهم لقوا ربهم مقبلين غير مدبرين ثابتين على الحق لم يضرهم جميع من خذلهم على طول الطريق وعرضه!.

ويزيد صاحب العقيده على صاحبة هذا المشهد قائلاً #هي_لله ليس نصرة إلا لدينه لا لجماعة ولا غيرها.

 

 

x

‎قد يُعجبك أيضاً

في الذكرى التاسعة للثورة.. مواقع التواصل تغرد «ثورة الغضب 25»

في الخامس والعشرين من يناير كل عام، يحيي المصريون ذكرى ثورتهم الخالدة التي أطاحت برأس ...