الرئيس مرسي.. ملحمة صمود نادرة

رسالة من كلمات قليلة بعث بها للشعب المصري كاشفا حقيقة اختطافه والانقلاب عليه هزت قلاعهم.. وسمى في رسالته الأسماء بمسمياتها: ما جرى انقلاب عسكري متكامل الأركان وما جرى خيانة يجب أن يحاكم مرتكبوها فجن جنونهم.. وهكذا فقد قدم الرئيس محمد مرسى بعد أربعة أشهر من منعه مخاطبة شعبه بالقوة قدم شهادته لله ثم للشعب والعالم والتاريخ؛ حيث وصف ما جرى توصيفا دقيقا.. انقلاب وخيانة يستحق مرتكبها المحاكمة.. فطارت عقولهم وبدءوا إجراءات عقابية سريعة ضده وضد أسرته التي تصطف إلى جواره كتفا بكتف في الثبات والكفاح من أجل الحق كما تصطف خلفه على طريق الشرف والنزاهة والركون إلى جنب الله.

تطايرت الأخبار عن منع أسرته من زيارته ثم وضعه فى زنزانة انفرادية فى سجن برج العرب، ولا ندرى ماذا يفعل زبانية فرعون معه الآن وماذا يخططون له؟!.

وفى كل الأحوال فإن ما جرى مع الرئيس محمد مرسى أول رئيس مدنى منتخب في تاريخ مصر يوم 2 يوليو 2013م سيظل محفورا في سجلات التاريخ ولن تستطيع قوة أن تمحوه. وستظل كلماته التي نطق بها بأعلى صوته داخل المحاكمة تدوي في مسامع الزمن والتاريخ رغم حبس صوته وتغييب صورته، كما ستظل كلماته التي وجهها للشعب المصري عبر محاميه تقرع آذان الانقلابيين ومن هندسوا وطبخوا لهم انقلابهم ويقدمون وقود استمراره رغم فشله، وستظل تهز كيانهم وتلاحقهم إلى الأبد.

وستظل كلمات الرئيس تلاحق العالم كله وخاصة الولايات المتحدة وأوروبا وتعرى أكاذيبهم عن الحرية والديمقراطية والانتخابات بعد أن نزعت عن تجار الحريات والانتخابات والديمقراطية من علمانيى ذلك الزمان الأغبر نزعت عنهم كل ما يوارى سوءاتهم.

الآن يسطر التاريخ في صفحات نادرة ملحمة صمود الرئيس وعائلته ومن خلفهم شعب لا يفارق شوارع دون كلل انتصارا لاختطاف حق الشعب في اختيار رئيسه.. حق طال انتظاره أكثر من سبعة آلاف عام فلما وصل ضنوا عليه به فسارعوا لاختطافه.

مرسي يكتب تاريخا نادرا لأنه صاحب المواقف النادرة التي سيقف التاريخ أمامها طويلا باحترام وإجلال.. نادر في ترشحه حين ساقه القدر للترشح في آخر أيام الترشح.. ونادر في دعايته الانتخابية التي لم تستغرق سوى ثلاثة أسابيع بينما غيره استغرقت دعايته ما يقرب من العام.. ونادر في نجاحه بمقعد الرئاسة عندما حارت السلطات ودارت وأصيبت بالشلل التام لمدة أسبوع بعد انتهاء المهلة لإعلان النتيجة فقد ظلت تدقق وتراجع وتحاول علها تتمكن من إسقاطه ولكنه جاء رئيسا.. ونادر في التأسيس لمصر الدولة الكبرى بمشروعات وتحركات أذهلت الجميع، ونادر في صموده ضد الانقلاب الغادر.. هي إذًا ملحمة نادرة يخوضها الرجل بكل عزيمة وجسارة وإصرار من أجل الشعب المصري وحقوقه.. ولا أعتقد أنه سيتوقف لحظة حتى يقضى الله أمرا كان مفعولا.. إما النصر وعودة الحق للشعب ودحر الانقلاب وإما الشهادة.

x

‎قد يُعجبك أيضاً

السيسي يُطعم المصريين الخبز المصاب بـ”الإرجوت” السام لإرضاء الروس!

رصد تقرير استقصائي لموقع “أريج” كيف يُطعم السيسي المصريين الخبز المصاب بفطر قمح “الإرجوت” لإرضاء ...