بعد اعتقال «عنان».. إلى أين يصل غباء السيسي؟

«البيادة تشتعل.. فالنار تأكل بعضها إن لم تجد ما تأكله».. هذا ما يتداوله مراقبون وسياسيون ونشطاء على مواقع التواصل الاجتماعي، بعد إذاعة تلفزيون العسكر الرسمي بيانًا للجيش عن استدعاء سامي عنان، رئيس أركان حرب القوات المسلحة الأسبق، وأنباء أخرى تؤكد اعتقاله.

وقال بيان الجيش، إن “عنان لم يحصل على موافقة القيادة العامة للقوات المسلحة على الترشح لانتخابات الرئاسة”.

من جهته يقول عمرو عبد الهادي، عضو جبهة الضمير، إن “المخابرات العامة بتسرب صور للسيسي لما كان جرسون عند سامي عنان وطنطاوي.. يا مسهل.. شكلنا هنصحى يوم هنلاقيهم بيضربوا بعض بالأسلحة ومدخلين الجيش معاهم في العاركة”.

ويقول الناشط السياسي إبراهيم المصري: “إلقاء القبض على سامي عنان وتهديد شفيق يُخلي الساحة أمام السيسي تمامًا للاحتفاظ بكرسي الرئاسة المسروق من مرسي مسبقًا.. استرجل يا خالد يا علي وسيبهاله فاضية وخليك محترم”.

وتابع: “فرق كبير أوي لما الإعلام وقت الانتخابات ينقل للناس برة إن محدش نزل قصاد الديكتاتور المستبد وبين إنه ينقل إن فيه تنافس بين مرشحين فيوحي إن فيه تنافس حقيقي”.

 

رائحة انقلاب

في وقت سابق، سادت حالة من الارتباك الشديد بين أركان نظام العسكر، بعدما أرسلت صحيفة الوطن- المعروفة بقربها من أجهزة الأمن، وامتلاكها ما يقرب من 50% من أسهمها حسب تسريبات سابقة- رسالة نصية لآلاف المشتركين لديها، أن هناك تحركات داخل الجيش استعدادًا لانقلاب عسكري على السيسي لصالح الفريق شفيق.

وشهدت كافة المدن المصرية خلال الأعوام الماضية التي تلت الانقلاب في 30 يونيو 2013، بما في ذلك القاهرة، عددا كبيرا من مظاهرات حاشدة رافضة للانقلاب، وأخرى محتجة على الفشل الاقتصادي والسياسي وبيع الجزر للسعودية والتفريط في السيادة المصرية.

ويرى مراقبون أن موجات الانتفاضات الشعبية بعد الانقلاب منذ انقلاب 3 يوليو 2013، لا تحسب فقط بحجم الحشد الجماهيري الذي ضمته، ولا طبيعة الشعارات التي رفعتها.

ويؤكد مراقبون أنه باعتقال الفريق سامي عنان فإن الأمور مرشحة أن تنفلت أكثر من يد الانقلاب، وتشجع على خروج حشود المظاهرات خلال الأيام والأسابيع المقبلة، كما أن شعارات “ارحل” و”الشعب يريد إسقاط النظام”، ظلت تتردد في شوارع المدن والأحياء منذ الانقلاب.

واستمرت مظاهرات ما بعد الانقلاب بلا توقف، وإنْ كانت بحشود صغيرة ومتفرقة بعد الفض الدموي لاعتصام رابعة، بعدما كانت مقتصرة في جلها على الشارع الإسلامي فقط.

في المقابل ضمت مظاهرات رفض الانقلاب مؤخرًا كافة فئات وتوجهات المصريين، بما في ذلك العديد ممن أيدوا الانقلاب أو مهدوا له- بجهل أو وعي- الطريق، وتعد هذه لحظة مواجهة حقيقية بين جنرالات الانقلاب والشعب، مواجهة حاول السفيه قائد الانقلاب عبد الفتاح السيسي طوال الأعوام الماضية تجنبها، ومنعها بكل ما أوتي من وسائل القمع والانتهاكات والاعتقال والإعدام.

 

هل تسبق الثورة؟

وعلَّق أحد المراقبين للشأن المصري على اعتقال الفريق عنان، بأنها عكست تصاعد الشكوك في شرعية انقلاب السفيه السيسي، زيادة أن تظاهرات “الشرعية” مثلت تصاعد الشكوك في قدرة الانقلاب على الاستمرار.

وأخفق الانقلاب في تأسيس أي قدر من الشرعية طوال الأعوام الماضية، حسب قادة الانقلاب أنفسهم، لأن الشرعية مسألة قانونية بحتة، لا يكتسبها الانقلاب من خلال مسرحية انتخابات رئاسية صورية، والقيام بسلسلة زيارات لعدد من الدول الأوروبية.

وجاء الرفض المستمر للانقلاب من الرئيس محمد مرسي، أول رئيس مدني منتخب للبلاد، وتصميمه المستمر على اعتباره انقلابًا على إرادة الشعب، ليضرب الحد الأدنى من الشرعية القانونية.

جاء اعتقال عنان ليزيد طين العسكر بلة، وتلاشت آثار تنقل السفيه السيسي من روما إلى باريس، ومن برلين إلى لندن، وكان الواضح في كل زيارات السفيه الخارجية أن الخجل كان يجلل قادة الدول الغربية الذين استقبلوه لهذا السبب أو غيره.

كما لم تتوقف وسائل الإعلام الغربية يوما عن وصفه بالقائد الانقلابي، ثم جاءت حادثة مقتل الطالب الإيطالي جوليو ريجيني- وما بعدها من كوارث أمنية- لتكشف حجم أزمة الانقلاب، وأزمة زعماء الدول الأوروبية الذين فتحوا له أبواب عواصمهم.

#عيش_حرية_كرامة

x

‎قد يُعجبك أيضاً

السيسي يُطعم المصريين الخبز المصاب بـ”الإرجوت” السام لإرضاء الروس!

رصد تقرير استقصائي لموقع “أريج” كيف يُطعم السيسي المصريين الخبز المصاب بفطر قمح “الإرجوت” لإرضاء ...