ما موقف الثوار من رسالة الجيش للشعب المصري؟

أحداث متسارعة شهدتها مصر خلال الساعات الماضية، بدأت باعتقال الفريق سامي عنان لمنعه من منافسة رئيس الانقلاب عبد الفتاح السيسي في الانتخابات الرئاسية المقبلة، وانتهت بإعلان المرشح المحتمل خالد علي، انسحابه من السباق الرئاسي، لتبقي الساحة خالية أمام السيسي ليستمر علي رأس السلطة التي استولي عليها بعد انقلابه علي الرئيس محمد مرسي.

وما بين اعتقال “عنان” وانسحاب “علي” تثار العديد من التساؤلات عن مصير الحياة السياسية في مصر: لماذا تخلص السيسي من منافسيه بهذه الإجراءات التي جعلته يغرد منفردا في قصر الاتحادية؟ ولماذا ساندته القوات المسلحة بهذا الشكل؟ وهل ما جري شهادة وفاة لثورة يناير التي تحتفل بذكراها السابعة هذه الأيام؟ ولماذا لا يري شركاء 30 يونيو حتي الآن أن ما جري في يوليو 2013 كان انقلابا عسكريا؟ وهل ما جري يمكن أن يكون فرصة للإخوان المسلمين وشركائهم في ميدان التحرير للاتفاق مرة أخري وتجاوز أحداث ما بعد الانقلاب؟

الناشط السياسي المصري محمد عصمت سيف الدولة قدم الإجابة علي التساؤل الأخير في تعليق علي صفحته بموقع التواصل الاجتماعي “فيسبوك” أنه بعد انسحاب خالد علي وما حدث مع عنان يجب علي القوي الوطنية أن تبحث عن الاصطفاف الوطني لاستعادة ثورة 25 يناير، معلقا علي ما تشهده مصر الآن بكلمة واحدة وهي “هانت”.
شركاء القمع

وهو ما ذهب إليه أيضا القيادي بجماعة الإخوان المسلمين وعضو برلمان الثورة محمد جمال حشمت، الذي أكد أن ما جري خلال اليومين الماضيين تأكيد لاستمرار غياب الشرعية التي حاول شركاء 30 يونيو تقديم الكثير من المبررات من أجل السماح للسفاح السيسي بالسطو عليها وعزل رئيس منتخب وسجنه وتهديده بالإعدام ومعه الآلاف من مؤيديه.

وأوضح حشمت أن ما جري الآن فرصة للباحثين عن مستقبل أفضل لمصر واستعادة ثورة 25 يناير مرة أخري من أنصار الشرعية ورافضي الانقلاب ولمن أيضا تخلوا عن دعم الانقلاب بشكل جاد أن يتحالفوا لإسقاط السيسي ومن يقف وراءه، مشيرا إلي أن السيسي يتصرف بهذه الحماقة المكشوفة لأنه يحظى بدعم أمريكي وصهيوني كامل وتقف خلفه أنظمة خليجية متصهينة وبالتالي فلا تعنيه أية إجراءات يتخذها للاستمرار في منصبه الذي اغتصبه برضا دولي غير مبرر إلا للقضاء علي طموح الشعب المصري وآماله في التغيير الحقيقي لواقعه السياسي والاقتصادي والاجتماعي.

ويري حشمت أن المجلس العسكري الحالي شريك للسيسي في كل ما يحدث بمصر وبالتالي موقفه من عنان وصمته علي ما يقوم به السيسي لتخريب الأمن القومي لمصر، يؤكد أن هناك مصالح مشتركة بينهم جعلتهم يضعون الجيش في قلب المعركة ضد الشعب، فليس هناك معني آخر لموقف الجيش من عنان إلا أنه لمنع ما يمكن أن نسميه انقلابا من داخل القصر، وهي رسالة واضحة بألا يفكر أحد بأن هناك فصيلا داخل الجيش ضد السيسي، ولعل ذلك يمكن أن يكون محفزا للرافضين للحكم العسكري والرافضين للقمع والاستبداد أن يعيدوا مواقفهم لإنقاذ كل ما يمكن إنقاذه.

ممنوع الاقتراب

ويصف الناشط السياسي أحمد الجيزاوي ما جري خلال الأيام الماضية بأنه هدية السيسي للمصريين في ذكري 25 يناير، وكأنه يقول إن مطالبكم بتداول السلطة لم يعد لها وجود فالانتخابات الرئاسية لم تعد أمرا يحتمل الجد، وإنه ليس هناك إلا شخص واحد يسيطر علي المشهد ومن ورائه القوة الغاشمة التي يمكن أن تضحي بأي شيء من أجل الحفاظ علي مكاسبها.

ويلخص الجيزاوي المشهد بأنه بدأ بالانقلاب والاستيلاء علي السلطة ثم التهديد من الاقتراب منها وأخيرا المنع بمختلف الطرق لتكون المحصلة أن الجيش والسيسي رفعوا شعار “ممنوع الاقتراب أو الترشيح”.

وقال إن رسالة السيسي للغرب بأن الشعب يقف وراءه بمليون توكيل شعبي إضافة إلي 500 تأييد برلماني، أمر مفضوح للغاية، خاصة بعد الذي جري مع الفريق عنان، مستدلا بالبيان الصحفي الذي أصدره السيناتور الأمريكي جون ماكين بمناسبة الذكري السابعة لثورة يناير والذي شكك فيه في إجراء انتخابات حرة ونزيهة بمصر، في ظل وجود مناخ قمعي وغياب المنافسة الحقيقية، وأن مصر تتقهقر إلى الوراء في ظل حملة السيسي غير المسبوقة على النشاط السياسي وحقوق الإنسان الأساسية التي أدّت إلى سجن عشرات الآلاف من المعارضين، وأنهم في الغرب كانوا يتوقعون أن تكون الانتخابات الرئاسية فرصة للسيسي لإشراك المواطنين في العملية السياسية وأن تتاح لجميع المرشحين للمناصب العامة فرص متساوية؛ وبدلا من أن يروا ذلك، وجدوا مناخا قمعيا انتقاميا.

وأشار الجيزاوي إلى أن المجتمع الدولي لا يستقي معلوماته من إعلام السيسي في ظل الثورة المعلوماتية التي تقدمها مواقع التواصل الاجتماعي كل يوم.

x

‎قد يُعجبك أيضاً

السيسي يُطعم المصريين الخبز المصاب بـ”الإرجوت” السام لإرضاء الروس!

رصد تقرير استقصائي لموقع “أريج” كيف يُطعم السيسي المصريين الخبز المصاب بفطر قمح “الإرجوت” لإرضاء ...