في ذكرى يناير.. هل كان انقلاب السيسي مخططًا صهيونيًا؟

تحل الذكرى السابعة لثورة الخامس والعشرين من يناير، وسط حملة تشويه يرى كثيرون أنها ممنهجة بحق الرموز الشبابية والسياسية التي تصدرت صفوفها الأولى، ورغم أن الثورة كللت بالإطاحة برأس العسكر الرئيس المخلوع حسني مبارك، بعد أن ظل جاثمًا على صدور المصريين طيلة 30 عامًا من الفساد والقهر، فإنها عجزت عن القضاء على باقي أجزائه التي ظلت كامنة في مؤسسات الدولة وخارجها، لتنجح بمرور الوقت في الوقيعة بين شركاء الميدان والعودة للسلطة مرة أخرى في 30 يونيو 2013.

في الثالث من يوليو 2013 انقلب السفيه عبد الفتاح السيسي على أول رئيس مدني منتخب في تاريخ مصر محمد مرسي، واحتجزه في مكان غير معلوم، وعطّل العمل بالدستور، وصدرت أوامر باعتقال المئات من أعضاء جماعة الإخوان المسلمين، الذين أحيلوا لاحقًا إلى المحاكمة، وصدرت أحكام ضد عدد كبير منهم.

وفي الوقت الذي تفرقت فيه السبل بنشطاء الثورة وشبابها، الذين باتوا إما ملاحقين أمنيًا أو مطاردين خارج حدود الوطن، لا زال كثيرون منهم يحمل بداخله حلم إحياء الثورة لتحويل شعارها عيش حرية كرامة إنسانية إلى واقع.

وتساءل مراقبون ألم يكن انقلاب السفيه السيسي في الثالث من يوليو 2013 مخططًا صهيونيًا، بكل ما تحمل الكلمة من معنى؟ ألم يقلب المنطقة رأسًا على عقب بقتله آلاف المتظاهرين من أبناء شعبه، ثم بتأييده بشار الأسد، وحصاره غزة، وقصفه ليبيا، ودعمه المتمردين في السودان بالسلاح؟

 

لصالح إسرائيل!

بات الحديث عن حميمية العلاقة بين الكيان الصهيوني والسفيه السيسي حديثًا مستهلكًا؛ فمظاهر العلاقة الدافئة بينهما أصبحت في العلن ولم تعد سرًا خافيًا على أحد، سواء من ناحية السيسي الذي لا يترك مناسبة في الداخل أو في الخارج إلا ويتحدث فيها عن إسرائيل بكل حب وود، أو من ناحية الكيان الصهيوني الذي يبذل قادته كل ما في وسعهم، ويُسخرون كل طاقاتهم من أجل الحفاظ على نظام السيسي المتهاوي والفاشل بشكل واضح على كل الأصعدة.

ومن خلال متابعة تصريحات قادة الكيان الصهيوني ووسائل إعلامه، يتضح أن هذه العلاقة تسبق الانقلاب العسكري في الثالث من يوليو 2013؛ حيث يبدو واضحًا أن الكيان الصهيوني كان ضالعًا بشكل كبير في التخطيط والترتيب لهذا الانقلاب وما تلاه من مذابح وجرائم.

نشر معهد دراسات الأمن القومي التابع لجامعة تل أبيب دراسة عن “النظرة المصرية تجاه الشرق الأوسط الجديد”، مشيرًا إلى أن خطوات السفيه السيسي الأخيرة تجاه تل أبيب، تشي بسعي جنرالات الانقلاب إلى إدماج “إسرائيل” بالمنطقة العربية.

وقال معد الدراسة الأكاديمي الصهيوني “أوفير فينتر” إن السيسي أعلن أن علاقات مصر وإسرائيل في طريقها؛ لأن تكون أكثر حميمية، بحيث تصبح إسرائيل جزءًا من محور إقليمي يضم مصر وعددًا من الدول العربية الأخرى.

ويؤكد فينتر أن جنرالات الانقلاب تقدموا ببعض الخطوات لتحسين علاقاتهم مع إسرائيل، تمهيدا للتطور في الترتيبات الفلسطينية الإسرائيلية، مشيرا إلى أن الرغبة الحالية للعسكر بالوصول إلى سلام ساخن مع كيان الاحتلال مستفيدين بالوضع الجيوسياسي الجديد الذي يجد السيسي فيه نفسه.

 

انقلاب إقليمي

الكاتب الصحفي وائل قنديل قال إن “ما جرى في مصر انقلاب عسكري قام به الجيش بناء على رغبة دول إقليمية؛ سواء الخليج أو إسرائيل، التي كانت ترغب جميعا في القضاء عن المشروع الديمقراطي في مصر وإزاحة الإخوان عن السلطة والمشهد السياسي بوجه عام”.

وأضاف أن مشروع عبد الفتاح السيسي هو مشروع عقاب إقليمي ودولي للشعب المصري على ثورة 25 يناير 2011، حتى لا تفكر الشعوب العربية مرة أخرى في طلب الحرية والانعتاق من الأنظمة المستبدة التابعة للغرب.

وأشار إلى أن السيسي حوّل مصر من دولة إقليمية رائدة إلى مجرد تابع، فقد تسلم وطنا كاملا؛ فتنازل عن جزيرتي تيران وصنافير للسعودية، ويخطط الآن للتنازل عن سيناء لصالح إقامة مشروع القرن الذي تنوي من خلاله إسرائيل -بالتعاون مع ما يسمى دول الاعتدال العربي- تصفية القضية الفلسطينية، ولم يكتف بذلك بل فرط في حقوق مصر بمياه نهر النيل.

وشدد قنديل على أنه خلال أربع سنوات من حكم السيسي ارتفعت معدلات التضخم، وتضاعفت أرقام الدين الخارجي والداخلي، كما انخفضت قيمة الجنيه المصري بنسبة 250%، بالإضافة إلى ارتفاع أسعار المواد الغذائية والوقود والخدمات بأكثر من أربعة أضعاف.

#العسكر_اعداء_الثورة

x

‎قد يُعجبك أيضاً

السيسي يُطعم المصريين الخبز المصاب بـ”الإرجوت” السام لإرضاء الروس!

رصد تقرير استقصائي لموقع “أريج” كيف يُطعم السيسي المصريين الخبز المصاب بفطر قمح “الإرجوت” لإرضاء ...