الانقلاب على السيسي.. حقيقة أم وسيلة لفرض السيطرة؟

تتكاثر أحاديث الانقلاب على السيسي وإفشال محاولة اغتيال له، وفق ما تروجه الأذرع الإعلامية بالفضائيات المصرية، التي تأتمر بأوامر ضباط المخابرات الحربية والأمن الوطني.. وتترافق تلك الروايات مع حملات اعتقالات لمعارضي السييسي داخل مؤسسة الجيش من أنصار الفريق سامي عنان، بجانب تململ داخل قيادات المؤسسة العسكرية من اعتقال الفريق سامي عنان –أحد محاربي الجيش المصري، المفترض أن ينال مكانة كبيرة.

تلك الأوضاع يراها مراقبون أنها أزمة يفتعلها قائد الانقلاب العسكري لزيادة قبضته الأمنية في الجيش بعد سلسلة من أساليب السيطرة والإخضاع التي يديرها السيسي في مؤسسات الدولة، من خلال دائرتهه الأمنية الضيقة، التي نفذت محاولة اغتيال لوزير الدفاع الانقلابي صبحي صدقي ووزير الداخلية الانقلابي مجدي عبد الغفار خلال زيارتهما السرية للقوات العاملة في العريش مؤخرا، وكذلك إقالة رئيس اركان الجيش محمود حجازي والعشرات من قيادات المناطق المركزية وقادة الأسلحة في إطار السيطرة الخشنة التي يعتمدها السيسي.
بجانب إقالات موسعة في جهاز المخابرات العامة وصلت الإطاحة برئيسه اللواء «خالد فوزي» وإسناد رئاسة المخابرات العامة لمدير مكتب السيسي عباس كامل.

ولعل ما يشير إلى اعتماد السيسي وفريقه سيناريو محاولة الانقلاب عليه، عدم ظهور أية دلائل فعلية على ذلك إلا في وسائل إعلام المخابرات، التي روجت في وقت سابق الشهر الماضي أنباء عن تحرك بعض الفرق العسكرية في منطقة السويس، ووقوع مواجهات بين مؤيدين ومعارضين للسيسي داخل الوحدات العسكرية، وهو ما روجه إعلام عمرو أديب، دون تأكيدات رسمية أو معلومات مؤكدة. وقد ترافق مع الانباء حملات مسعورة من اعتقالات في اوساط القيادات العسكرية.

حيث كشف مصدر عسكري مطلع، عن اعتقال 23 قيادة عسكرية في الجيش المصري، من الموالين لرئيس الأركان الأسبق الفريق «سامي عنان»، المحتجز منذ الأسبوع الماضي، على خلفية إعلانه الترشح لمسرحية الانتخابات، وأفادت المصادر أن «جهاز المخابرات الحربية، أشرف على عملية الاعتقال في ذات اليوم الذي تم فيه اعتقال عنان، وتحويله للنيابة العسكرية بتهمة التزوير والتحريض ضد القوات المسلحة».

وتضم القيادات العسكرية المعتقلة، ضباطا من رتب رفيعة، بينهم 3 من قيادات المنطقة العسكرية الشمالية، بمحافظة الأسكندرية..
وجرى إيداع الضباط المعتقلين في أحد مقار الاحتجاز التابعة للجهاز، وإخضاعهم لتحقيقات بشأن دعمهم لحملة عنان الانتخابية.

ويتعرض «عنان» الذي استبعدته الهيئة الوطنية للانتخابات من الانتخابات لضغوط لإجباره على تقديم بيان اعتذار، على طريقة الفريق «أحمد شفيق»، رئيس وزراء مصر الأسبق، الذي أعلن تراجعه، في وقت سابق، عن الترشح للانتخابات الرئاسية.

 

حقائق
وكان موقع «ميدل إيست آي» كشف في وقت سابق، أن اجتماعا عقد في القاهرة، لبحث المرشح لخلافة «السيسي»، شارك فيه عدد من كبار ضباط الجيش، منهم بالإضافة إلى «عنان»، سلفه في منصب رئيس هيئة أركان الجيش الأسبق الفريق «مجدي حتاتة»، وكذلك «أسامة عسكر»، القائد السابق للجيش الثالث الميداني.
ووفق الصحفي البريطاني «ديفيد هيرست»، فإن «عنان وشفيق، كلاهما، أخرجا الانقسام داخل الجيش المصري من الخلف إلى الواجهة ومن الظل إلى النور».

وتابع «هيرست» تحت عنوان «بعد حملة السيسي للتخلص من منافسيه.. هل يأمن الضباط مكره؟»، قائلا: «لا يوجد الآن سوى السيسي بما لديه من نفوذ المخابرات الحربية وبما خلفه من قائمة طويلة ومتنامية من ضحاياه، بما في ذلك بعض كبار المتنفذين من ضباط الجيش السابقين».

وخلال فعاليات مؤتمر «حكاية وطن»، قبل نحو أسبوعين، هدد «السيسي» بإفشال أي محاولة للوصول إلى سدة الحكم، قائلا: «اللي هيقرب الفاسدين من الكرسي ده يحذر مني»، وهو ما اعتبر رسالة تهديد لـ«عنان» ورفاقه، باتت حقيقة على أرض الواقع.


وما بين حقائق التململ العسكري من سياسات السيسي في سيناء التي تداولت تقارير أمنية وإعلامية مؤكدة سماح السيسي للطيران الصهيوني بتنفيذ أكثر من 100 طلعة جوية داخل سيناء منفردة، وتفريط السيسي في مساحات وواسعة من مساحة مصر ، سواء في تيران وصنافير أو المياة الاقليمية في البحر المتوسط أو مياه النيل.

وفي وقت سابق، أرسلت قيادات بالجيش تحذيرات إلى المجلس الأعلى للقوات المسلحة ، لعدم تأثر صورة الجيش المصري بسياسات النظام، فضلاً عن وجود حالة من التململ من توريط الجيش في كل الأزمات والمشاكل. حيث كشفت مصادر عسكرية مؤخرا إن “ثمة خطورة شديدة من استدعاء اسم الجيش المصري في كل شيء بهذه الصورة، حتى ما إذا خرجت انتفاضة غضب ستكون موجهة هذه المرة إلى النظام الحالي والجيش، وهي سابقة ستكون خطيرة للغاية”.

وإزاء هذا الوضع يعتمد السيسي استراتيجية الاستفادة من المخاطر وتحويلها لمكاسب شخصية، تستهدف تثبيت أركان حكمه المستبد.

x

‎قد يُعجبك أيضاً

السيسي يُطعم المصريين الخبز المصاب بـ”الإرجوت” السام لإرضاء الروس!

رصد تقرير استقصائي لموقع “أريج” كيف يُطعم السيسي المصريين الخبز المصاب بفطر قمح “الإرجوت” لإرضاء ...