شراء الإمارات 10% من حقل “شروق”.. الغاز مقابل “الرز”

في إطار السيطرة التي تمارسها الإمارات على مصر اقتصاديا وسياسيا، عقب دعمها للانقلاب على الرئيس المنتخب محمد مرسي، بات الشارع المصري يستقبل كل يوم أنباء سيطرة الإمارات على المشروعات الحيوية والقطاعات الناجحة في مصر، من الأدوية ووسائل النقل والمواصلات، إلى شركات ومستشفيات صحية ناجحة، ومشروعات لوجستية في قناة السويس وإدارة موانئ مصرية.

أمس، جرى الإعلان عن توقيع شركة «مبادلة للبترول» التابعة لشركة «مبادلة للاستثمار» الإماراتية، وشركة «إيني» الإيطالية، اتفاقية تشتري بموجبها «مبادلة» 10% من حصة «إيني» في امتياز حقل «شروق» البحري للغاز في مصر، والذي يضم حقل «ظهر» للغاز الطبيعي.

وتم توقيع الاتفاقية بحضور محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبو ظبي، وباولو جينتيلوني رئيس وزراء إيطاليا، والشيخ منصور بن زايد آل نهيان نائب رئيس مجلس الوزراء وزير شئون الرئاسة، في العاصمة الإماراتية أبو ظبي أمس.

وتملك «إيني» حصة 60% في هذا الامتياز، وتتولى عملية تشغيل الحقل، فيما تملك الشركة البريطانية «بي بي» حصة 10%، وشركة «روسنفت» الروسية 30%، ويخضع إتمام الصفقة لاستيفاء بعض المتطلبات القانونية، من بينها الحصول على موافقة الجهات الحكومية المصرية.

وقع الاتفاقية نيابة عن «مبادلة» خلدون المبارك، الرئيس التنفيذي للمجموعة العضو المنتدب لشركة «مبادلة للاستثمار»، فيما وقع عن شركة «إيني»، كلاوديو ديسكالزي، الرئيس التنفيذي للشركة الإيطالية.

وقال مصبح الكعبي، الرئيس التنفيذي لقطاع البترول والكيماويات في شركة «مبادلة للاستثمار» ورئيس مجلس الإدارة في شركة «مبادلة للبترول»: «تعد هذه الصفقة خطوة استثمارية مهمة وحيوية بالنسبة لـ(مبادلة)، حيث ستضيف إلى محفظة استثماراتنا العالمية استثمارا جديدا يوفر تدفقا نقديا طويل الأمد. كما ستتيح لنا هذه الاتفاقية الدخول في شراكة قوية مع شركة (إيني) الإيطالية، بصفتها الجهة المسئولة عن تشغيل الحقل، وسيساهم هذا المشروع في تلبية الطلب المتنامي على الطاقة في مصر.

الغاز مقابل “الرز”

يذكر أن حقل «ظهر» تم اكتشافه بواسطة شركة الطاقة الإيطالية «إيني»، في أغسطس 2015، ويعد أكبر حقل للغاز الطبيعي يتم اكتشافه في البحر المتوسط؛ إذ تقدر احتياطات الغاز فيه بنحو 30 تريليون قدم. ويقع الحقل على بعد نحو 190 كم إلى الشمال من مدينة بورسعيد في منطقة يصل عمق المياه فيها إلى نحو 1500 متر. وقد بدأ الإنتاج في المرحلة الأولى من حقل «ظهر» في شهر ديسمبر 2017.

وبحسب اقتصاديين، يعتبر دخول الإمارات في حصص من الحقل الذي بدأ الإنتاج بالفعل، بمثابة حصاد على الجاهز؛ لتحصيل الأرباح فقط كمقابل للرز الإماراتي المتدفق على مصر منذ انقلاب 3 يوليو 2013، حيث يأتي الاستحواذ الإماراتي في سياق عدد من الصفقات التي حازتها الإمارات في مصر، كمقابل لرد جميل الرز الإماراتي المُنفق على عبد الفتاح السيسي، ما كان ليتم لولا موافقة السلطات السيادية في مصر.

ويمثل الاتفاق الإماراتي مع إيني خصمًا من عائدات الغاز على مصر، التي تعاقدت مؤخرا على شراء إمدادات غازية من إسرائيل لمدة 10 سنوات، تستهلك جزءًا كبير منها في داخل مصر، رغم الإعلانات المتلاحقة عن اكتشافات غاز في مصر.

وسبق أن سيطرت الإمارات على قطاع الأدوية والمستشفيات، بشراء شركات معامل التحاليل ومراكز الأشعة والمستشفيات الخاصة الناجحة وشركات الأدوية.

وبذلك تحصل الإمارات على مقابل “الرز” المقدم للسيسي، مشروعات حيوية وناجحة تحصل من خلالها على أضعاف مضاعفة على حساب المصريين.

x

‎قد يُعجبك أيضاً

في الذكرى التاسعة للثورة.. مواقع التواصل تغرد «ثورة الغضب 25»

في الخامس والعشرين من يناير كل عام، يحيي المصريون ذكرى ثورتهم الخالدة التي أطاحت برأس ...