7 سنوات على جرائم بشار وما زال قتل السوريين مستمرا

لم ينتفض العالم الذي يزعم الدفاع عن حقوق الإنسان والحيوان، تجاه الجرائم الممنهجة لنظام بشار الأسد ضد الشعب السوري في الذكرى السابعة لقيام ثورته، بالرغم من توثيق منظمات حقوق الإنسان والعفو الدولية وصور الصحفيين وكاميرات المراسلين لملايين الضحايا من النساء والأطفال والعجائز والشباب، الذين أبادهم النظام السوري بدعم إيراني وروسي، مستخدما الطائرات والأسلحة المحرمة دوليا والسلاح الكيماوي، والإعدامات الجماعية، والقمع والتعذيب والانتهاكات التي يشاهدها العالم مباشرة وعلى الهواء، دون أن يتحرك له ضمير.

دعا السوريون في 2011 سلمياً إلى إجراء إصلاحات ديمقراطية بسيطة، فواجهتها قوات أمن الأسد برفض مطالبهم وشنت حملة عنيفة لقمع المتظاهرين المدنيين.

مع ذلك كله، واصل الأسد ذبح السوريين، وتقول الامم المتحدة إن ما يقرب من 200 ألف قتلوا منذ بدء القتال، إلا أن الرقم تجاوز 550 في إحصاءات المرصد السوري لحقوق النسان، ورغم كل ما فعله الأسد من قتل جماعي للمدنيين والأطفال والصحفيين الغربيين وتعذيب الأطفال، إلا أن الولايات المتحدة امتنعت عن التدخل.

وفيما يلي نظرة على جانب من أسوأ جرائم السفاح السوري بشار الأسد:

خلال سبعة سنوات على جرائم بشار المستمرة اتهمت منظمة العفو الدولية نظام بشار بتنفيذ إعدامات جماعية سرية شنقا بحق 13 ألف معتقل، غالبيتهم من المدنيين المعارضين، في سجن صيدنايا قرب دمشق خلال خمس سنوات من النزاع في سوريا.

السلخ وقطع الأعضاء

في بداية أحداث الثورة السورية، وتحديدًا في سبتمبر 2011 كشفت منظمة العفو الدولية سبتمبر عن أول حالة تلقى فيها امرأة حتفها في السجن منذ اندلاع الثورة، ولكن الأمر الغريب كان حالة الجثة.

وقالت المنظمة إن الجثة المشوهة للفتاة زينب الحصني 18 عاماً، وهي مواطنة من مدينة حمص وسط سورية، قد عثرت عليها أسرة الضحية في مشرحة يوم 13 سبتمبر 2011، مقطوعة الرأس والذراعين فضلاً عن سلخ جلدها.

اغتصاب النساء

لا تتوقف عمليات الاعتقال على التعذيب بل الانتهاك الجنسي والاغتصاب أيضًا، ووثقت “الشبكة السورية لحقوق الإنسان”، ذلك الأمر في دراسة بحثية حول ظاهرة الاعتداء الجنسي، لا سيما “الاغتصاب”، في سجون النظام السوري، حيث أجرت الشبكة سبع مقابلات مع سبع سوريات قالوا إنهن تعرضن للاغتصاب في أمن الدولة بمحافظة حماة.

وتشير الشبكة، في بحثها، إلى أن ما نسبته 99.9 بالمائة، من آلاف العينات التي أجريت عليها الدراسة، تم اختطافهم من قبل الجيش، أو الأمن، أو المليشيات المحلية، أو الأجنبية، دون تبليغهم بأمر اعتقالهم مسبقا.

وقالت إحدى السوريات المغتصبات “في اليوم الرابع وبعد انتهاء التعذيب، والتحقيق، تم اقتيادي إلى مكتب المقدم سليمان جمعة، أنا وفتاة أخرى، حيث كان يوجد اثنان من أصدقائه، ويضحكون بصوت مرتفع، في أثناء شربهم للكحول”.

واستطردت: “أمر المقدم، إحدى عناصره النسائية بخلع ملابسنا، ولم تنجح محاولاتنا بإيقافها، ومن ثم بدأ مسلسل الاغتصاب الجماعي، وسط ضحكاتهم، وكان المقدم جمعة يقول “هي الحرية اللي بدنا نعطيكم إياها يا كلاب”.

قتل ما يزيد عن نصف مليون

قتل بشار عدد كبير من الناس، فوفقاً للأمم المتحدة قتل أكثر من 350 ألف شخص على الأقل في سوريا من بينهم أكثر من 15000 طفل دون سن 10. فيما تشير مصادر أخرى إلى أن العدد تجاوز نصف مليون سوري.

ومن المرجح أن عدد القتلى أعلى بكثير حتى من ذلك. كما قالت نافي بيلاي المفوضة السامية لحقوق الإنسان في الأمم المتحدة “من المؤسف أن أرقامنا أقل في الواقع من العدد الإجمالي الحقيقي للأشخاص الذين قتلوا خلال السنوات الثلاث الأولى من هذا الصراع القاتل”.

حصار الأطفال في أرخبيل التعذيب

“أرخبيل التعذيب”: هذا هو الاسم الذي أطلقته هيومن رايتس ووتش على شبكة واسعة ومعقدة من مراكز التعذيب والاعتقال التي تديرها قوات الأمن السورية وعناصر المخابرات. وقالت آنا نيستات المدير المساعد لبرنامج الطوارئ في هيومن رايتس ووتش إن “مستوى التعذيب لا يمكن مقارنته بأي صراع آخر”.

عندما يتعلق الأمر ببلطجية الأسد، فهم لا يقيمون أي اعتبار لسن من يقومون بتعذيبه حتى لو كان طفلاً، كما أن واحد من كل خمسة معتقلين هو قاصر.

هجمات بالسلاح الكيماوي

لم يدّخر نظام الأسد أي جريمة حرب إلا وارتكبها، ولكن استخدام السلاح الكيماوي كان واحداً من أكثر الانتهاكات علنية، حيث قام النظام السوري بقصف الغوطة المجاورة للعاصمة دمشق بصواريخ محمّلة بغاز السارين، وقتل أكثر من 1400 مدني في الهجوم، وتسمم عدة مئات آخرين. وكان هذا أول استخدام واسع النطاق للأسلحة الكيميائية منذ عام 1988، عندما استخدمه صدام حسين ضد الكورد عند نهاية الحرب بين إيران والعراق.

حذر باراك أوباما الأسد بمقولته الشهيرة سيتجاوز “الخط الأحمر” لو أنه استخدم أسلحة كيميائية ضد شعبه، إلا أن الولايات المتحدة لم تقُم بعمل عسكري وربما تمنّى أوباما لو أنه لم يطلق التحذير أساساً، واستمر بشار في ضرب الشعب الصوري بالسلاح الكيماوي دون رادع له.

البراميل المتفجرة

القنابل البرميلية تشبه الأسلحة الكيميائية من حيث أنها لا تميز بين المدنيين والجنود، وهذا هو هدف الأسد الرئيسي: قتل أعداد هائلة من المدنيين، وتدمير كتل المدينة كلها، وترويع السكان. تصنع هذه البراميل شديدة الانفجار غير الموجهة والعشوائية من مواد رخيصة ومتوفرة، مثل براميل النفط أو الماء، وتعبأ بالمتفجرات والخردة المعدنية لتحقيق أقصى قدر من الدمار.

استخدم جيش الأسد القنابل البرميلية مراراً وتكراراً، وفي المدن ذات الكثافة السكانية العالية مثل حلب، فإن النتائج مدمرة على حياة الإنسان والبنية التحتية للمدينة.

مجزرة الحولة

حجم القتل واسع النطاق، والإرهاب الشامل الذي يمارسه نظام الأسد، غالباً ما يكشف عن نفسه في نطاق ضيق، مثل المجزرة التي ارتكبها في بلدة الحولة.

وفقاً لتقرير الأمم المتحدة، قتلت القوات الحكومية السورية وميليشيات موالية للحكومة معروفة باسم “الشبّيحة” أكثر من 1000 مدني في مايو 2012. كان نصف الضحايا من الأطفال، ثم قاموا بإطلاق نار الرشاشات على المنازل بشكل عشوائي ثم قاموا بتمشيط المنازل لقتل الرجال والنساء والأطفال فيها.

ودفعت هذه المذبحة مجلس حقوق الإنسان في الأمم المتحدة لتمرير قرار يدين النظام لهجمات متعمدة على المدنيين.

استهداف الصحفيين

ارتبط بدء قتال الولايات المتحدة ضد داعش بذبح الصحفيين الأمريكيين جيمس فولي وستيفن سوتلوف.

وقد لعبت جماعات أخرى مثل داعش والنصرة دوراً في تحويل سوريا إلى “أخطر بلد في العالم بالنسبة للصحفيين” وفقاً لمنظمة مراسلون بلا حدود، إلا أنّ نظام الأسد كان اللاعب الرئيسي، حيث اعتقلت قواته بشكل مستمر وسجنت وقتلت الصحفيين طوال مدة النزاع.

تهجير تسعة ملايين شخص

فر 2.5 مليون من السوريين إلى الدول المجاورة في تركيا ولبنان والأردن والعراق، وهناك 6.5 مليون مشرّد داخل سوريا.

ويقول برنامج الغذاء العالمي للأمم المتحدة أن ما يقرب من 6 مليون سوري يعتمدون الآن على برامج المساعدات الغذائية من أجل البقاء.

جرائم مفزعة

نشرت صحيفة “ديلي ميل” البريطانية صور مسربة التقطها مصور سوري وبلغ عددها 45 ألف تبرز العنف الممنهج من نظام بشار الأسد ضد المدنيين في سجون سوريا.

رفض المصور السوري العسكري الكشف عن هويته وأسمى نفسه “قيصر”، وأكد للصحيفة أنه كان يعمل ضمن فريق الطب الشرعي في أحد سجون النظام في سوريا، وجمع الصور في الفترة بين عامي 2011 و2013 من خلال نقلها على “فلاشات USB”.

روى “قيصر” أنه كان معرضا لأن يكون أحد ضحايا نظام الأسد، لكنه استطاع أن يفلت من خلال الاتصال مع المعارضة السورية.

تعذيب ممنهج

وهذه ليست المرة الأولى التي يكشف فيها عن تعذيب وحشي في السجون السورية، فقد سبق لمنظمات حقوقية أن أكدت وجود “أدلة دامغة” على ارتكاب جرائم ضد الإنسانية.

ففي العام الماضي أعلنت الشبكة السورية لحقوق الإنسان أن 11 ألفًا و429 شخصًا قتلوا بسبب التعذيب في سوريا، 99% منهم قتلوا على أيدي قوات النظام.

وفي الإطار نفسه، أشارت الشبكة إلى أن “التعذيب يُمارس في أبشع صوره في سوريا بطريقة يومية مستمرة منذ مارس 2011 وحتى تاريخ إعداد التقرير، ولساعات طويلة قد تؤدي إلى الموت، حيث يسجل فريق الشبكة السورية لحقوق الإنسان يوميًا ما بين ثلاث إلى أربع حالات وفاة، بسبب التعذيب داخل مراكز الاحتجاز”.

هذه الاعتقالات العشوائية طالت الجميع في سوريا منذ اندلاع الاحتجاجات والحراك الشعبي في سوريا، حيث بدأت مختلف أجهزة الأمن التابعة للنظام بحملات اعتقال فردية محددة، وجماعية عشوائية، ولم يكن الفلسطينيون بمنأى عن ذلك، فمنذ الأيام الأولى تم اعتقال فلسطينيين، لكن بشكل غير ممنهج، الرابطة الفلسطينية لحقوق الإنسان في سوريا جعلت من شهر أغسطس عام 2011 تاريخًا مفصليًا في عمليات اعتقال الفلسطينيين.

مسلخ بشري

قالت منظمة العفو الدولية في تقرير عنوانه “مسلخ بشري: شنق جماعي وإبادة في سجن صيدنايا”، إنه بين 2011 و2015، كل أسبوع، وغالبا مرتين أسبوعيا، كان يتم اقتياد مجموعات تصل أحيانا إلى خمسين شخصا إلى خارج زنزاناتهم في السجن وشنقهم حتى الموت، مشيرة إلى أنه خلال هذه السنوات الخمس شنق في صيدنايا سرا 13 ألف شخص، غالبيتهم من المدنيين الذين يعتقد أنهم معارضون لنظام بشار.

وجاء في تقرير منظمة العفو أن ما بين 20 و50 شخصا تعرضوا للشنق كل أسبوع في سجن صيدنايا العسكري شمالي دمشق، وقالت المنظمة إن ما بين خمسة آلاف و13 ألفا أعدموا في صيدنايا في السنوات الأربع التي تلت الانتفاضة السورية التي تحولت إلى حرب.

وتابع التقرير: “كثير من المحتجزين الآخرين في سجن صيدنايا العسكري قتلوا بعد تعذيبهم المتكرر وحرمانهم الممنهج من الغذاء والماء والدواء والرعاية الصحية”.

وقالت المنظمة إنه كان بين السجناء عسكريون سابقون اشتبه في ولائهم وأشخاص شاركوا في الانتفاضة وإنهم خضعوا لمحاكمات صورية أمام محاكم عسكرية وأرغموا أحيانا على الإدلاء باعترافات تحت التعذيب.

وأضافت أن عمليات الإعدام أجريت سرا وأن القتلى دفنوا في مقابر جماعية خارج العاصمة دون إبلاغ أسرهم بمصيرهم، وذكرت المنظمة أن تقريرها “يستند إلى مقابلات مع 84 شاهدا من بينهم حراس وضباط وسجناء سابقون بالسجن بالإضافة إلى قضاة ومحامين”.

x

‎قد يُعجبك أيضاً

في الذكرى التاسعة للثورة.. مواقع التواصل تغرد «ثورة الغضب 25»

في الخامس والعشرين من يناير كل عام، يحيي المصريون ذكرى ثورتهم الخالدة التي أطاحت برأس ...