«أفرول السيسي».. نفس كلام “داعش” لكنكم تحبون العسكر!

“مستعد ألبس الأفرول وأنزل أقاتل.. ونحارب لأجل خاطر ربنا”، بتلك العبارة المرتعشة أعلن السفيه قائد الانقلاب عبد الفتاح السيسي استعداده لارتداء الزى العسكري مرة أخرى، وزعم رغبته في القتال بجانب القوات المسلحة والشرطة في حرب عصابته ضد الإرهاب. أردف عبارته تلك برعشة أخرى توسل فيها للشعب الذي قام بقمعه وقتل الآلاف من أطفاله ونسائه ورجاله “انزلوا الانتخابات عشان شكلنا قدام العالم”!.

وقال السفيه السيسي، في كلمته المرتعشة أمام الندوة التثقيفية للقوات المسلحة اليوم الخميس: “قسما بالله أنا مستعد ألبس الأفرول وأنزل أقاتل بجانب جنودنا؛ ﻷننا نحارب ناس تسيء إلى الذات الإلهية، ومقام الله سبحانه وتعالى، ونحن نقاتل ﻷجل خاطر ربنا نحن على الحق المبين”.

يقول صاحب حساب الناصر: “طب هو لما اعتقل المرشحين وهددهم وسجنهم وحول الانتخابات لمسرحية هزلية ونزع منها الشرعية.. مكانش بيسيء لصورة مصر؟!.. هاجس انعدام شرعيته في الفترة التانية مجننه وبيتكلم النهاردة عشان متأكد إنه واخدها بقوة السلاح”.

نفس كلام داعش

يقول الإعلامي عبد العزيز مجاهد: “نفس كلام داعش لكنكم تحبون السيسي!”، مضيفا “السيسي قبل قليل في خطاب “الحشاشين” لكنَّ علمانيي السيسي لا يرون في القتل باسم الدين خلطًا ومتاجرة به، طالما أن الخطاب صادر من الحاكم! شأنه شأن فقهاء ولاية المتغلب لا ينتقدون إلا الحاكم الديمقراطي !”.

ويرى مراقبون مع افتقاد الانقلاب للشرعية يتعدد كلام السفيه السيسي عن الزى العسكري، منذ توليه سلطة الانقلاب بمصر، ففي وقت سابق فاجأ السفيه المشاركين والمدعوين في افتتاح مركز قيادة قوات مكافحة الإرهاب شرق القناة بظهوره مرتديًا الزى العسكري، والملفت أنه لم يكن الزي التشريفي كما كان يحرص الرئيس الأسبق أنور السادات عليه، وإنما ظهر بالزى العسكري الخاص بالعمليات والتدريب.

السفيه السيسي في هذه المرة يكون قد ظهر بزيه العسكري 4 مرات بعد انقلابه على الدكتور محمد مرسي، أول رئيس مدني منتخب للبلاد، أولها كان أثناء زيارة قوات الجيش والشرطة بسيناء في 4 يوليو 2015، عقب هجمات إرهابية أسفرت عن مقتل 17 عسكريًا.

وارتدى السفيه السيسي “الأفرول” للمرة الثانية بحفل افتتاح تفريعة قناة السويس الأسطوري، في 6 أغسطس 2015، ثم باحتفال الجيش بافتتاح الأسطول الجنوبي، وتسلم مصر حاملة المروحيات “ميستيرال”، وتدشين قارب صواريخ روسي بسفاجا بالبحر الأحمر في يناير 2017.

عقدة الشعبية

وأثار هذا الظهور بهذا الشكل وفي هذا التوقيت قبل مسرحية انتخابات السفيه السيسي، العديد من ردود الأفعال عن دلالاته، ولمن يوجه السفيه السيسي رسالته بهذا الزي، قبل أيام من إجراء انتخابات الرئاسة ذات المنصب المدني.

الكاتب الصحفي سليم عزوز، أكد أن السيسي لديه رغبة قديمة في العودة للزي العسكري، باعتبار أنه يميزه عن غيره، كما أن الدعاية في الانتخابات الأولى كانت تقوم على أن مصر تحتاج لرجل قوي، وهذا الرجل القوي لا بد أن يكون من المؤسسة العسكرية، ولذلك فهو يعتبر هذا الزي امتيازا له.

ويضيف عزوز أن توقيت هذا الظهور مرتبط بالدعوة التي أطلقتها الأذرع الإعلامية واللجان الإلكترونية التابعة للمخابرات العامة، والتي ظلت طوال الفترة الماضية تعزف على ضرورة أن يعود السيسي لزيه العسكري في حربه ضد الإرهاب، ولذلك فقد استجاب لهذه الدعوات، في إطار الترويج بأن مصر منغمسة في حرب حقيقية ضد الإرهاب.

ويشير عزوز إلى أن السفيه السيسي بذلك يريد أن يقول إنها حرب حقيقية وليست للاستعراض كما يردد المعارضون، وأنه يخوض غمار هذه الحرب بالنيابة عن العالم كله، كما أنه يريد أن يؤكد انتماءه للمؤسسة العسكرية، باعتبار أنه ليس رجل سياسة، وليس “بتاع” كلام كما سبق وأن أعلن في خطاباته الأخيرة.

ويضيف عزوز بُعدا آخر، وهو أن دلالة التوقيت متعلقة بمحاولات السيسي لتعويض فقدان شعبيته الجماهيرية التي تراجعت نتيجة التردي المعيشي والاقتصادي والسياسي، ولذلك فإن عملية سيناء 2018 في الأساس، محاولة للبحث عن حضور داخلي على الأقل بين معسكره الذي تآكل حتى يوشك ألا يُرى بالعين المجردة، فضلا عن بحثه كذلك عن شرعية خارجية تدعم قبول أمريكا والغرب ببقائه.

شغل دعاية

ويشير الباحث المتخصص في الشئون العسكرية والأمن القومي عبد المعز الشرقاوي، أن السفيه السيسي يتحرك في ظهوره الإعلامي من خلال مجموعة من الخبراء المتعاملين مع الشئون المعنوية للقوات المسلحة، بالإضافة إلى شركة علاقات عامة غربية تتبع محمد بن زايد، ولي عهد أبو ظبي، وكلاهما يريدان تحسين صورة السفيه السيسي المتراجعة أمام الجماهير، وبالتالي يحاولون استعادة شخصية المنقذ الذي أنقذ مصر من الإخوان، ولكن هذه المرة ينقذهم من الإرهاب في سيناء، وبالتالي ما يحدث محاولة لاستعادة صورة البطل القومي مرة أخرى.

ويضيف الشرقاوي أن الغرض أيضا هو تأكيد ولاء السيسي للقوات المسلحة وارتباط المؤسسة به، ولذلك كان ارتداؤه زي العمليات والتدريب الخاص بالقادة العسكريين الميدانيين، ولم يرتد زي المارشال كما فعل مثلا في افتتاح الممر الملاحي الإضافي لقناة السويس، فضلا عن البعد الإعلامي الآخر حيث شارك باللقاء إعلاميون وسياسيون وكتاب ووزراء، وبالتالي سوف يقوم هؤلاء بإيصال رسالة فخمة جدا للجماهير كما فعل مصطفى بكري.

ويرى الشرقاوي أن أخطر ما في الموضوع ليس الزي لأنه شغل دعاية، ولكن في دلالة المكان، فهو يفتتح مركز قيادة قوات مكافحة الإرهاب شرق القناة، وهي القيادة المعنية بإدارة العملية سيناء 2018، بما يعني أن العملية التي بدأت منذ شهر لم يكن لها مركز قيادة، على خلاف ما تم ترويجه بأن العملية تم التجهيز والتحضير لها منذ أشهر.

أما الدلالة الأخرى فهي طلب رئيس الأركان باستمرار العملية لفترة إضافية، وهو ما يعني أن كل هذه القوات وهذه المعدات والهالة الإعلامية التي صاحبتها لم تستطع القضاء على عدة مئات أو آلاف من أنصار تنظيم الدولة في مساحة مكانية محددة ومحاصرة برا وجوا وبحرا، وهو ما يثير القلق على القدرة الفعلية للقوات المسلحة، واستعدادها خوض حروب مع جيوش أكثر كفاءة من عدة مقاتلين مسلحين.

ويشير الشرقاوي إلى أن الدلالة الثالثة كانت في التصريحات الخاصة بخطة تعمير سيناء، وأنها مستمرة حتى 2022، وهو ما يدعو للاستفهام عن تنفيذ الخطة في ظل عملية عسكرية مستمرة، وسوف تستمر بشكل غاشم لأجل غير محدد، وما هو مصير خطط التنمية التي كانت موجودة وكان آخرها تخصيص الرئيس محمد مرسي أربعة مليارات جنيه عام 2013، وكلف وقتها القوات المسلحة بتنفيذ هذه الخطة.

x

‎قد يُعجبك أيضاً

في الذكرى التاسعة للثورة.. مواقع التواصل تغرد «ثورة الغضب 25»

في الخامس والعشرين من يناير كل عام، يحيي المصريون ذكرى ثورتهم الخالدة التي أطاحت برأس ...