“لن يُوقفني إلا الموت”.. هل عض السيسي بن سلمان في رقبته؟

قال ولي العهد السعودي محمد بن سلمان، في حوار مع شبكة سي بي أس الأمريكية إنه إذا عاش لخمسين عاما فالمتوقع أن يحكم البلاد، وأضاف “ولن يُوقفني شيء إلا الموت”، وبذلك يسير ابن سلمان على خطى ديكتاتورية السفيه قائد الانقلاب عبد الفتاح السيسي، الذي حملت خطاباته الأخيرة عدداً من الرسائل التحذيرية الواضحة والخطيرة تجاه المصريين الذين أسماهم “معارضو الوطن”!

ويتساءل مراقبون هل أصابت بن سلمان عضة من السفيه السيسي، فتحول إلى مصاص دماء بنسخة سعودية لم يعهدها العالم من قبل؟ حيث أعلنها السفيه صراحة قبله إما السكوت وتركه في الحكم، أو الإبادة من على وجه الأرض نهائياً، معلناً صراحاً أنه لن يترك حكم البلاد في أي ظرف إلا على جثّته ميتاً أو أن تنتهي ولايته، في إشارة لما حدث مع المخلوع مبارك والرئيس المنتخب محمد مرسي.

لربما عنّ للأمير الشاب محمد بن سلمان أن يشن حربًا عسكرية شعواء في باحته الخلفية، اليمن على غرار محرقة رابعة والنهضة، ما إن تسلم بع مقاليد السلطة في المملكة، ولم يأت الأمير ببدع من الأمر، فالكل يعرف ربما منذ خلق الله ميكافيلي والسفيه السيسي من بعده أن محرقة هنا أو مجزرة هناك هو صك لا تنتهي صلاحيته للإمساك بتلابيب السلطة والمجد والخلود الوطني!

 

السكوت نهائيًا

وبنبرة قاتل وملامح سفاح قال السفيه السيسي في خطاب ألقاه يوم الأربعاء 24 فبراير 2016، أنه يعي تماماً للمؤامرات التي تدار ضد بقائه على عرش مصر “وأنا أعرف ما يحدث في مصر كما أنا أنظر إليكم الآن، وعلى الشعب ألّا يسمع لأحد غيري، وأنا أعي وأفهم جيداً ما أقوله” مشيراً في حديث موجّه إلى معارضيه، أنه “لا أحد يعتقد أن طولة بالي وخلقي الحسن تعني أن أترك البلد تقع، وقسماً بالله من سيقترب منها “هشيلوا من على وش الأرض”!.

ولأول مرة لم يكن حديث السفيه السيسي موجهاً صراحاً أو ضمناً لـ”جماعة الإخوان المسلمين”، وهم الذي اعتاد أن يذكرهم في خطاباته عند استخدام تلك اللهجة التحذيرية، ولكنه في هذه المرة يخاطب فئات أخرى طالبهم بالسكوت نهائياً، قائلاً لهم “إنتو فاكرين الحكاية إيه.. إنتو مين.. ولو عاوزين تخلوا بالكوا معايا أهلا.. لكن مش عاوزين اسكتوا”، أوضح لهؤلاء رسالة حاسمة عن موقفه من ترك السلطة وعدم تركه لها إلا بموته أو انتهاء مدته حينما قال “إنتم فاكرين إن أنا هسيبها.. لا والله أنا هفضل فيها لغاية لما تنتهي حياتي أو مدتي”.

وتحت عنوان “تعرف على كيم جونج أون الخليج العربي”، نشرت صحيفة “واشنطن بوست” الأمريكية مقالًا لأستاذ السياسة الدولية بجامعة تفتس الأمريكية “دانيال دريزنر”، تناول فيه حملة الاعتقالات الأخيرة التي شهدتها السعودية برؤية تحليلية، واعتبر الكاتب في المقال الذي نشرته الصحيفة على موقعها الإلكتروني أنَّ ولي العهد السعودي محمد بن سلمان، يشبه رئيس كوريا الشمالية المستبد كيم جونج أون.

 

سلم نفسك!

واصطحب السفيه السيسي الأسبوع الماضي، ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، لمشاهدة العرض المسرحي سلم نفسك، على المسرح الكبير بدار الأوبرا المصرية بالقاهرة، وهي عبارة عن مسرحية دعائية رخيصة مصنوعة بشكل جيد، يتم من خلالها تمرير الخطاب القمعي الذي يكرّس فكرة أن المجتمع هو المسئول عن الفساد، وليس الديكتاتور، عن طريق لغة كوميدية محببة وجذابة.

واستخدمت أنظمة العسكر على مدار التاريخ، الأعمال الفنية للترويج لنفسها، وتجلى ذلك الأمر في الحقبة الناصرية حيث تم تقديم الكثير من الأعمال الفنية التي تخدم النظام، إلا أنها كانت تمتاز بالجودة حيث كان القائمون عليها مبدعين حقيقيين أمثال صلاح جاهين، ثم انحدرت تدريجيًا لتسقط في فخ الابتذال والسطحية في عصر السادات، ثم أصبحت تجارية سطحية في زمن مبارك، حتى وصلت إلى الحضيض في عهد السيسي.

ووصف بن سلمان، السفيه السيسي بـ”القائد الملهم”، يقول المحلل السياسي والكاتب وائل قنديل:”تشعر وكأن هناك “ماكيير” سياسياً واحداً اشتغل على عبد الفتاح السيسي، في مصر، ويشتغل الآن على محمد بن سلمان، في السعودية”، مضيفاً:”الأداء واحد، والمنطلقات واحدة، وبما أن سيسي مصر يبدو، في تكوينه الذاتي والمعرفي، خلواً من الفكر والإبداع، فإن فرضية أن بن سلمان يمشي على خطى السيسي مستبعدة، والأحرى أنهما يغترفان من بحيرة واحدة، قد تكون بحيرة طبري

x

‎قد يُعجبك أيضاً

هزيمة مؤقتة

محمد عبدالقدوس الأوضاع في بلادي بعد تسع سنوات من ثورتنا المجيدة تدخل في دنيا العجائب.. ...