“صبري” ليس أولهم .. “نخانيخ” عفا عنهم الانقلاب

فيما يقبع عشرات الآلاف من الأبرياء خلف القضبان وعلى أرصفة الزنازين الباردة يودعون شهيدًا كل يوم ويتحسرون على الوطن الذي يضحي بأكثر أبنائه وطنية، يعفو قائد الانقلاب عن أحد عتاة الإجرام في مصر.

عن “نخنوخ” أتحدث بالطبع؛ وعن بقية “النخانيخ” التي سبقته إلى الحرية في ظل انقلاب أزاح العدل وغيب القانون وجعل السيادة للمجرمين وقاتلي المصريين وسارقي قوته.

حيث دأب الانقلاب، بعد يونيو 2013 وقبله، على تبرئة المجرمين وحبس الشرفاء؛ وهو ما يتضح تمامًا باستعراض أسماء الآلاف التي تعيش في ظلمات السجون منذ أكثر من 5 سنوات، وتلك الأسماء التي غادرت السجون بمجرد وقوع الانقلاب أو قبله بقليل أو بعده بشهور.

مهرجان البراءة لجميع المجرمين

بدأ مهرجان البراءة لجميع المجرمين، منذ وقت مبكر، فبعد الثورة تم تحويل كافة رموز نظام مبارك للمحاكمة، وظن المصريون أن “العدل أخذ مجراه”، وأن “الجريمة لا تفيد”، إلا أنه بعد قليل تبين أن “الجريمة تفيد كثيرًا مع القضاء الشامخ”، وأنه بدأت فعاليات ما أطلق عليه المصريون “مهرجان البراءة للجميع” وخاصة رموز نظام مبارك الذين لم يعاقب منهم أحد، وأفلتوا من قبضة العدالة الرخوة، سواء عن طريق تسهيل الهروب خارج البلاد وأحكام البراءة وصفقات التصالح وإسقاط التهم بالتقادم.

يقول الكاتب أسامة دياب واصفًا بعض جوانب المأساة : “المعاملة “القانونية” التمييزية لصالح كبار المستثمرين وكبار رجال الدولة – بجانب كونها غير دستورية – تُعد من أهم أسباب عدم قابلية إدانة جرائم الفساد الكبيرة، وهي القاعدة القانونية التي استفاد منها بالفعل مبارك وحبيب العادلي في القضية المعروفة إعلاميًا بـ”هدايا الأهرام”، واستفاد منها أيضا رجلا الأعمال هشام الحاذق وحسين السجواني في قضية “أرض الغردقة”. وقام العديد من رموز فساد نظام مبارك بالتقدم بطلبات التصالح مقابل تسديد بعض المبالغ المالية وعلى رأسهم حسين سالم”.

مبارك وعصابته

حصل الرئيس المخلوع حسني مبارك على البراءة في كافة القضايا التي كان متهمًا فيها، وعاد إلى قواعده سالمًا، واحتفل وسط عائلته بعيد ميلاده التسعين، فيما عاد كل أركان نظامه إلى أعمالهم وجامعاتهم، وكأن ثورة لم تحدث عليهم.

حيث حصل “مبارك” على براءة في قتل المتظاهرين، و”القصور الرئاسية” وغيرها من قضايا الفساد. كما تمت تبرئة رئيس الوزراء الأسبق أحمد نظيف، ووزير الداخلية حبيب العادلي، في قضية “اللوحات المعدنية” .

كما حصل على براءات كل من زهير جرانة، وزير سياحة مبارك، وزكريا عزمي رئيس ديوانه، ورشيد محمد رشيد، وزير التجارة والصناعة في عهد مبارك، وسامح فهمي وزير البترول الأسبق، وحسين سالم، وأنس الفقي وزير الإعلام الأسبق، وأحمد المغربي وزير الإسكان الأسبق، وفتحي سرور رئيس مجلس الشعب الأسبق، وأحمد عز أمين التنظيم وعضو لجنة السياسات بالحزب الوطني المنحل، وصفوت الشريف رئيس مجلس الشورى الأسبق، ويوسف بطرس غالي، وزير المالية الأسبق .. وغيرهم من رموز الفساد.

قتلة الثوار وناهبو المال

برأ القضاء “الشامخ” كل قيادات وزارة داخلية الانقلاب من التهم التي وجهت لهم، سواء بعد ثورة يناير 2011، أو التي ارتكبوها بعد انقلاب 2013. ومن تلك القضايا، براءة حبيب العادلي وزير داخلية مبارك من تهمة الكسب غير المشروع.

وتمت تبرئة 90 مسئولاً بمؤسسات الدولة المختلفة على رأسهم وزارات الداخلية والمالية والنقل والجهاز المركزي للمحاسبات في اتهامهم في القضية المعروفة إعلاميًا باتهام اللواء حبيب العادلي وزير الداخلية الأسبق بالاستيلاء على مليار جنيه من ميزانية وزارة الداخلية، وتم رفعهم من قوائم المنع من السفر.

وبرأت “محكمة جنايات الإسكندرية”، عبد الرحمن الشيمي، ضابط بجهاز أمن الدولة “المنحل” المتهم بتعذيب وقتل الشاب “سيد بلال” أثناء التحقيق معه على خلفية أحداث تفجيرات كنيسة القديسين.

وتمت تبرئة ضابطي الأمن الوطني عمر محمود عمر حماد، ومحمد الأنور محمدين، اللذين قتلا المحامي كريم حمدي، وذلك في القضية المعروفة إعلاميًا بـ “مقتل محامي المطرية”، في إعادة مُحاكمتهما بالقضية.

وكانت على رأس القضايا التي أصيب الرأي العام بالصدمة نتيجة تبرئة المتهمين فيها قضية “قتل المتظاهرين” التي برأت قيادات داخلية حبيب العادلي ومنهم : حسن عبد الرحمن وعدلي فايد وإسماعيل الشاعر، وغيرهم.

x

‎قد يُعجبك أيضاً

السيسي يُطعم المصريين الخبز المصاب بـ”الإرجوت” السام لإرضاء الروس!

رصد تقرير استقصائي لموقع “أريج” كيف يُطعم السيسي المصريين الخبز المصاب بفطر قمح “الإرجوت” لإرضاء ...