النكسة مازالت مستمرة.. اسرائيل تحيي انتصارها بحرب جديدة تحت رعاية السيسي

مرت الذكرى الـ51 على نكسة يونيو، التي تمت برعاية جمال عبد الناصر ورفاقه من عسكر يوليو 1952، وبالرغم من انكسار هذه النكسة بنصر أكتوبر، إلا أن توابع النكسة توالت في عهد عسكر عبد الفتاح السيسي، بعد الانبطاح أمام العدو الصهيوني، والدخول في صفقة القرن، وتسليم جزيرتي تيران وصنافير للسعودية برعاية إسرائيلية، في الوقت الذي تستعد فيه دولة الاحتلال المنتشية بذكرى النكسة لشن حرب جديدة، على الفلسطينيين، والمسلمين بشكل عام في القدس، خاصة بعد الضوء الأخضر الذي أخذته من خلال استمرار موجة نكسة يونيو.

واختتم سلاح الجو الإسرائيلي، مساء الخميس، تدريبات استمرت ثلاثة أسابيع، “استعدادا لحرب محتملة” على جبهتي الشمال والجنوب، بحسب ما نشرته صحيفة “جيروزاليم بوست” العبرية.

وقالت الصحيفة إن مئات من المقاتلات والمروحيات شاركت في التدريبات العسكرية التي استمرت خلال ساعات الليل والنهار على مدار ثلاثة أسابيع.
ونقلت عن متحدث باسم الجيش الصهيوني، أن التدريبات ركّزت على زيادة استعداد الجنود في مجموعة متنوعة من السيناريوهات، فضلا عن الرد على الهجمات المتكررة في غضون فترة زمنية قصيرة، وتوفير الدعم الجوي للقوات البرية.

وفي السياق، نشر الجيش لقطات من تدريباته قبل يوم واحد فقط من مسيرة مرتقبة على حدود قطاع غزة مع إسرائيل، من المتوقع أن يشارك فيها عشرات الآلاف من الفلسطينيين، إحياء للذكرى الـ51 لـ”النكسة”.

وذكرت القناة الإسرائيلة السابعة، مساء الخميس، أن الجيش الصهيوني رفع حالة التأهب في الجمعة الأخيرة من شهر رمضان، في الضفة الغربية وقطاع غزة، تحسبا لمسيرات كبيرة ومحاولات لاختراق النقاط الحدودية أو اندلاع مواجهات. وأشارت إلى أن الجيش سيزيد من قواته المنتشرة على حدود القطاع، وسيعزز من انتشار قواته في مناطق التماس بالضفة الغربية المحتلة.

مليونية القدس

يأتي ذلك بالتزامن مع استعداد الفلسطينيين للخروج اليوم الجمعة في مسيرة “مليونية القدس”، ضمن فعاليات مسيرة العودة وكسر الحصار، إحياءً لذكرى “النكسة”.
وبدأ آلاف الفلسطينيين، بالتجمع في عدة مواقع قرب السياج الفاصل بين القطاع وإسرائيل، منذ نهاية مارس الماضي، للمطالبة بعودة اللاجئين إلى قراهم ومدنهم التي هجروا منها قسرا عام 1948، ورفع الحصار عن غزة.

ويقمع الجيش الإسرائيلي تلك المسيرات السلمية بعنف، وارتكب مجزرة دامية أسفرت عن استشهاد 123 فلسطينيا وإصابة أكثر من 13 ألفا و600 آخرين.

كما تصاعدت المواجهات في الشهرين الأخيرين في قطاع غزة، وعودة الحديث عن إمكانية اندلاع جولة جديدة من العنف بين إسرائيل وحركة حماس، بسبب تدهور الأوضاع الإنسانية والاقتصادية في القطاع المحاصر، طرح الحديث عن إمكانية بحث خيارات أخرى للتعامل مع الأزمة.

 

الحرب بين رأيين

وتباينت الأراء حول الحرب الصهيونية على قطاع غزة، ما بين وجود خلاف بين المستويين السياسي والأمني في إسرائيل، إذ ينظر قادة الحكومة الإسرائيلية إلى مصالحهم السياسية، ويتصرفون بناء عليها، فيما يرى المستوى الأمني القضية من وجهة نظر مهنية، تشير إلى ضرورة التخفيف من الأزمة التي يعيشها قطاع غزة لتجنب التصعيد.

أما السياق الثاني فيرى أن تجنب إسرائيل خوض مواجهة شاملة مؤخرا في غزة، جاء في سياق استراتيجي هو تمرير الخطة الأمريكية للتسوية، المعروفة إعلاميا باسم “صفقة القرن” التي يسعى الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إلى فرضها.

ونقلت وكالة “الأناضول” التركية عن الخبير في الشأن الإسرائيلي د. أنطون شلحت مدير وحدة “المشهد الإسرائيلي”، أن أمام إسرائيل خيارين كبيرين للتعامل مع غزة، فالمستوى السياسي يميل للحل العسكري ومواجهة مسيرات غزة والطائرات الورقية الحارقة بالمزيد من العنف.

أما الحل الثاني، فهو “موضعي” من خلال تحسين الأوضاع في غزة، وهذا ما يوصي به المستوى الأمني المتمثل بالجيش والمخابرات، اللذين يريان ألّا حل لأزمة غزة بمواجهة عسكرية.

وذكّر شلحت، بانتقادات مبطنة وجّهها مسؤول في الجيش الإسرائيلي للمستوى السياسي قال فيها، إن على إسرائيل أن تكون هي المبادرة للتحكم بالمواجهة العسكرية في غزة، لا أن تنجر لها بسبب تدهور الأوضاع الإنسانية هناك.

لكن المشكلة، بحسب شلحت، تكمن في أن من يحسم هذا الجدل هم قادة المستوى السياسي، خاصة رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو ووزير الدفاع أفيغدور ليبرمان، وباقي قادة اليمين في الحكومة الذين يميلون إلى الحلول العسكرية، لهذا لا يوجد في الأفق أية خطة ولا حتى مؤشرات أو أفق لحل غير عسكري.

ويتفق المحلل الإسرائيلي في صحيفة “معاريف” العبرية “بن كسبيت” في تحليل له نشر بتاريخ 30 مايو 2018 مع هذه الرؤية، ويقول إن الحكومة الإسرائيلية لا تملك أي خطة مستقبلية للتعامل مع قطاع غزة، وهو ما قد يتسبب “باندلاع جولة جديدة من العنف في حال استمر تدهور الأحوال الإنسانية في القطاع”.

واعتبر “بن كسبيت” أن كل ما تقوم به حكومة نتنياهو هو “انتظار جولة العنف المقبلة، دون تقديم ما يمكن أن يخفف من أزمات غزة ويخلق شيئا من الأمل لسكانها”.

و يقول “بن كسبيت” إن وزير الدفاع أفيغدور ليبرمان حين كان يشغل منصب وزير الخارجية كان من دعاة اجتياح قطاع غزة عام 2014، لكن مع توليه وزارة الدفاع واضطراره للتعامل بشكل مباشر، عبر هذا المنصب، مع التحديات العسكرية التي تواجهها إسرائيل فإن ليبرمان نفسه بات يقول “إن إسرائيل سترد على إطلاق الصواريخ من غزة، بقصف المواقع التي تطلق من الصواريخ فقط”، دون الحديث عن اجتياح لغزة ونزع لسلاح حماس وغيره من التهديدات.

نكسة مستمرة

فيما ذكر الكاتب الصحفي وائل قنديل، أنه بعد عام من الثلاثين من يونيو في مصر، خرج بنيامين نتنياهو، رئيس حكومة الاحتلال الصهيوني، معلناً في أغسطس 2014، عن “حلفٍ إقليمي جديد” يجمع إسرائيل ودولاً عربية باتت تُعرف بأنها “معسكر الاعتدال”. وبعد أقل من عام على الحصار الرباعي على قطر في يونيو 2017، غرد نتنياهو قائلاً “نظرا لتصاعد الخطر الإيراني المتزايد باستمرار، أعتقد أن كل الدول العربية تقريبا لم تعد تعتبر إسرائيل عدوا لها، بل حليفا محوريا”.

وأضاف قنديل خلال مقاله اليوم بصحيفة “العربي الجديد” أن العرب انكسروا عسكرياً في 1967، وجرحوا سياسياً ومعنوياً لكنهم لم ينهزموا في إنسانيتهم وعقيدتهم وثقافتهم، بقوا عرباً، وإن كانوا مثخنين بالجراح والطعنات، ولم يفقدوا بوصلتهم الإنسانية والحضارية، ولم يكرهوا بعضهم بعضا، أو يحاربوا بعضهم بعضا.

وأشار إلى ان فرصة الكيان الصهيوني الذهبية في شن حرب جديدة على العرب والفلسطينيين جاءت بعد نكسة 2013 حينما أخذت السعودية أخذت جزيرتي تيران وصنافير، مشاركة مع إسرائيل. والإمارات وضعت يدها على مصر كلها، بعد أن كان منتهى حلمها تدمير فكرة مشروع خليج السويس الذي بدأه الرئيس محمد مرسي. وصارت تل أبيب خجلى من عطايا عبد الفتاح السيسي، ورعاته، حتى تكاد تشعر بتخمةٍ تطبيعيةٍ، تستوجب إنشاء إدارة تتولى المفاضلة والاختيار بين أفضل عروض الليكودين العرب، لإقامة علاقات تعاون وتحالف معها، وأميركا ترامب عادت تحلب نفط الخليج، بكمياتٍ أكبر مما سبق.

x

‎قد يُعجبك أيضاً

السيسي يُطعم المصريين الخبز المصاب بـ”الإرجوت” السام لإرضاء الروس!

رصد تقرير استقصائي لموقع “أريج” كيف يُطعم السيسي المصريين الخبز المصاب بفطر قمح “الإرجوت” لإرضاء ...