عبد الناصر أم السيسي.. أيهما أولى لكشف الغمة عن المصريين؟

حالة من الجدال أثارها نشطاء مواقع التواصل الاجتماعي، حول أولوية كشف سلبيات حقبة جمال عبد الناصر صاحب انقلاب يوليو 1952، أم أن الأولى الهجوم على قائد الانقلاب العسكري عبد الفتاح السيسي، وكشف ملفات الفساد الحالية، حيث انقسم البعض ما بين التركيز على كشف الحقائق من القاع لدولة العسكر لإزالة الغمة من عيون المصريين الذين مازال البعض منهم ينبهر بانقلاب يوليو، والانهيار الحادث على يد عسكر جمال عبد الناصر، في حين رأى البعض أن قضيتنا الآن مع جرائم قائد الانقلاب الحالي.

ماذا قدم ناصر؟

وفند نشطاء مواقع التواصل الاجتماعي كوارث الحقبة التي حكم فيها الرئيس الراحل جمال عبد الناصر، كما ردوا على الإنجازات الوهمية التي كان يروجها عبد الناصر، وسار على نهجه السيسي من بعده في تضليل الشعب المصري، وحكمهم بالوهم، ومن بينها ترويج الناصريين وهم استقلال مصر، حيث يعتقد أنصار عبدالناصر أنه هو من أجلى الإنجليز عن مصر عام 1954، و الحقيقة التاريخية الثابتة توثيقا، هي أن الجلاء الفعلي تم عام 1947، عندما أخرجهم النحاس باشا رحمه الله من مدن مصر كلها، وجمعهم في مدن القناة لحين الجلاء النهائي، بيد أن بريطانيا و من ورائها الغرب كله، كان لهم مطلب وحيد و هو فصل السودان عن مصر ، و من ثم الجلاء وهو ما تم بعد انقلاب يوليو.

كما رأى نشطاء مواقع التواصل الاجتماعي أن مناهج التعليم التي وضعها نظام ناصر زيفت التاريخ تزييفا متعمدا، فضلا عن أن مجانية التعليم التي يردد الناصريون أنه لولا عبد الناصر ما تعلمنا، و لم يكلفوا أنفسهم عناء السؤال وهو كيف تعلم عبد الناصر نفسه وكيف تعلم الدكتور مصطفى مشرفة و سميرة موسى المتخصصين في علم الذرة، وغيرهم كثيرون؟! و هم من الفقراء المعدمين.

وأكد النشطاء على أن سياسة التعليم في العهد الملكي، كانت المجانية للتعليم الأساسي، ثم مجانية تفوق بعد ذلك و نصف مجانية للأقل تفوقا، مما ينفي تماما كذبة أن المصري حرم من التعليم بسبب فقره.

كما ردوا على تأميم القناة، موضحين أن مصيبة تأميم القناة قبل عودتها لمصر بـ 12 عاما، كان الهدف الرئيسي منها هو سقوط ديون إنجلترا و احتلال إسرائيل ميناء أم الرشراش” إيلات حاليا” كمنفذ لها على البحر الأحمر، في حين أكدوا أن مشروع السد العالي الذي يفتخر به الناصريون تم مناقشته ورفضه في الأربعينيات من القرن الماضي وذلك لعدم جدواه و ضرره البالغ على خصوبة التربة الزراعية، ولكن الزعيم الملهم أصر عليه فقط من أجل الزعامة الشخصية.

حتى أن إذاعة القرآن الكريم التي افتتحها عبد الناصر، جاءت مقابل تدميره للأزهر وإلغاء المحاكم الشرعية و فرض القوانين الشيوعية و تأييده ل تيتو ضد مسلمي البوسنة وأفريقيا الوسطى ضد مسلميها و مطاردته لأي تيار إسلامي.

وردوا على المؤيدين لعبد الناصر، أن إنشاء مصنع للحديد والصلب أو مصنع زيوت هو تطوير اقتصادي، متناسين تماما أن سياسة التأميم و التي لم تمارس إلا ضد المصريين فقط، عكس ما يزعم إعلامه المضلل بالإضافة إلى حروب الزعامة الشخصية في اليمن والكونغو، هي ما دمرت اقتصاد مصر حتى هذه اللحظة.

وفي النهاية كان الإنجاز الأخير لعبد الناصر أنه جعل المصريين يترحمون على ايام الملك فاروق رغم الفساد الذي شاب الحقبة التي حم فيها.

فلم يكن المصريون يتوقعون أبدا أنهم سيترحمون على أيام الملك فاروق، ويتمنون عودة حكمه بعد 64 عاما من رحيله، في انقلاب يوليو 1952 على يد العسكر”، لكن بات هذا هو الواقع فعلا بعدما تخلفت مصر وأصبحت في ذيل الأمم، بعد ستين عاما من حكمهم الفاشي.

فالعسكر الذين وعدوا المصريين بعد رحيل فاروق برغد الحياة ونهضة البلاد، كانت كل وعودهم عبارة وهم، لم يتحقق منها أي شيء، فتخلفت مصر سياسيا واقتصاديا واجتماعيا، حتى أصبحت مصر تستدين من كل الدول والبلدان، وأصبحت ذليلة خاضعة لكل من يدفع في عهد الانقلابيين، حتى أصبح العديد من المصريين يرددون “ولا يوم من أيامك يا فاروق”.

فالدولار الذي لم يكن يساوي سوى بضعة قروش في عهد فاروق، أصبح يساوي الآن 12 جنيها أو أكثر في عهد قائد الانقلاب السيسي، والقاهرة التي كانت تضاهي في جمالها لندن وباريس، أصبحت الآن مليئة بالعشوائيات وضمن أسوأ مدن العالم من حيث التلوث والعشوائية والفقر، والحياة السياسية التي كانت مليئة بالتنافس السياسي أًصبحت الآن مجمدة في حكم العسكر، فلا أحزاب حرة، ولا انتخابات نزيهة ولا مناخ ديمقراطي على الإطلاق.

وهم السيسي

فتماما كما أوهم عبد الناصر المصريين بـ”مشروع المفاعل الذري”؛ قام قائد الانقلاب العسكري عبد الفتاح السيسي بالإعلان أيضا عن بدء المشروع الوهمي لـ”مفاعل الطاقة النووية”، ثم اتضح بعد ذلك أن المشروعين وهميان.

وظهر عبد الناصر خلال الفيديو المتداول وهو يزور ما يعرف بـ”مفاعل أنشاص النووي”، والذي أنشئ بمساعدة الاتحاد السوفيتي وقتها عام 1961، على غرار مشروع السيسي الذي تساعده فيه روسيا ذاتها، كما قام عبد الناصر، خلال الفيديو، بارتداء البالطو الأبيض الخاص بالمفاعل، وبدا عليه الاهتمام والاستماع إلى تفاصيل المفاعل الذي لم ير النور منذ تلك الزيارة.

كما أعاد ناشطون نشر خبر قديم نُشر في جريدة “الأخبار”، في الستينات من القرن الماضي، احتلت كلمة “الصاروخ” مانشيته العريض، وتم ترويس الخبر بعبارة “أطلقنا صاروخا مداه 600 كيلو متر”.

وتحت كلمة الصاروخ “صاروخ عربي يستطيع إصابة تل أبيب إذا أُطلق من القاهرة”، نُشرت صورة تحت المانشيت للصاروخ، وصورة أخرى لجمال عبد الناصر وعبد الحكيم عامر ومدير المخابرات المصرية آنذاك “صلاح نصر”، وهم ينظرون إلى السماء.

وفي عام 2014، استيقظ المصريون والعالم أجمع على “فنكوش عسكري” فريد من نوعه، يتمثل في اختراع “علاج بالكفتة” لعلاج أمراض الإيدز وفيروس”سي”، وسط حالة من التحدي من جانب حكومة وجيش وإعلام الانقلاب، إلا أنه ومع اقتراب الموعد المحدد لبدء العلاج بالجهاز الذي عرف باسم “جهاز كفتة عبد العاطي”، تراجع كل هولاء مطالبين بتأجيل العلاج بالجهاز 3 أشهر أخرى، ثم 3 أشهر أخرى، إلا أنه ومع إصرار النشطاء على مواقع التواصل الاجتماعي على المتابعة اليومية للموعد المحدد للعلاج بالجهاز، لم يجد نظام الانقلاب بدا من الاعتراف بـ”فنكوش” الجهاز، وأنه لم يكن سوى خدعة أراد قائد الانقلاب عبد الفتاح السيسي تقديم نفسه للمصريين من خلالها، قبل استيلائه على كرسي الحكم في مصر.

المؤتمر الاقتصادي

بالرغم من مرور عام ونصف على المؤتمر الاقتصادى الذي روج له إعلام السيسي، إلا أنه وحتى هذه اللحظة لم ينفذ السيسي مشروعا واحدا من المشروعات، الأمر الذي جعل عددا من الأذرع الإعلامية للانقلاب- أمثال: جابر القرموطي، وعمر أديب، ولميس الحديدي- يعترفون بأن المؤتمر كان خدعة كبيرة لم تجن مصر منه أي شيء.

العاصمة الإدارية الجديدة

وكان مشروع العاصمة الجديدة من أهم المشروعات التى أعلنت عنها حكومة الانقلاب خلال المؤتمر، بتكلفة تصل إلى 45 مليار دولار، على أن يتم إنجاز المشروع خلال 5 إلى 7 أعوام، مبشرة بتوفير أكثر من مليون فرصة عمل، إلا أن السيسي خرج بعد ذلك وصدم الجميع، قائلا: إن ميزانية الدولة لا تتحمل إنشاء العاصمة الجديدة، وذلك بعد أن انسحبت الشركة الإماراتية من تمويل المشروع.

محور قناة السويس

كما هلل الإعلام المؤيد للانقلاب “تحيا مصر.. هنعمل قناة سويس جديدة”، وبدأت أكبر حملة في تاريخ مصر للاستيلاء على أموال المصريين من خلال ما يعرف بـ”شهادات استثمار القناة”، وبدأ عدد من المصريين المخدوعين بوضع “تحويشة عمرهم” في المشروع، بعد أن وعدهم إعلام العسكر بعوائد مغرية بعد افتتاح المشروع؛ حيث تم جمع 64 مليار جنيه في إنشاء “تفريعة” وليس “قناة”.

فنكوش “المليون ونصف فدان”

انضم مشروع “المليون ونصف فدان” إلى مشروعات السيسي الوهمية، حيث وعدوا المصريين حينها بتوفير المشروع لـ75 ألف فرصة عمل، فضلا عن بناء 85 ألف وحدة سكنية خلال المشروع، لكن خبراء أكدوا استحالة ذلك في ظل قرب انتهاء إثيوبيا من بناء “سد النهضة”، فضلا عن وجود أزمة مياه في مصر قبل بناء “السد” الذي سيفاقم تلك الأزمة بشكل كبير.

x

‎قد يُعجبك أيضاً

السيسي يُطعم المصريين الخبز المصاب بـ”الإرجوت” السام لإرضاء الروس!

رصد تقرير استقصائي لموقع “أريج” كيف يُطعم السيسي المصريين الخبز المصاب بفطر قمح “الإرجوت” لإرضاء ...