التدين الصحيح حلال المشاكل

بمناسبة موسم الحج أقول إن التدين الصحيح له فضل كبير في حل مشاكل الدنيا، وهو ضروري جدا لبلدنا، واقصد به التدين الحلو الوسطي بين اللا مبالاة الدينية أو التدين الشكلي، وبين التشدد والتطرف.

وأذكر لحضرتك أمثلة عملية تؤكد صحة ما أقول.. إننا نتحدث كثيرا عن أهمية بناء الإنسان الركيزة الأساسية لأي تقدم.. فهل يمكن تحقيق ذلك دون أن يكون التدين الحلو من سماته؟؟ وبلادي فيها مصيبة اسمها الطلاق، ومصر للأسف من أعلى دول العالم في أبغض الحلال إلى الله ، وعندما نرى التدين الصحيح في الأسرة المصرية، فإن تلك البلوى ستتراجع إلى حد كبير.

وبرامج الإعلام والفن تشكو من اختلاط الحابل بالنابل، وفيها الكثير من الفساد، والتدين الصحيح ضروري لضبط هذه المجالات وتقديم كل ما هو مفيد للناس،والابتعاد عن العيب أو الفن الهابط ليكون البديل كل ما يرتقي بالإنسان من فنون.

ويلاحظ أننا نشكو جميعا من أزمة أخلاق في مجتمعنا، برغم أن شعب مصر متدين، لكن يغلب عليه للأسف التدين الشكلي.

وعندما ينتشر التدين الحلو فإن هذا سينعكس بالتأكيد على أخلاقيات بلدنا.

والتدين الصحيح ضروري جدا في التصدي لأمراض القلوب، وهو كما قال إمام عصره الشيخ محمد الغزالي رحمه الله أخطر من معاصي الجوارح، مثل شرب الخمر وغيره، ومن أمثلة أمراض القلوب التكبر والنفاق والحسد، وكل ما هو غير ظاهر للناس لكنه يتحكم في سلوك صاحبه، وتجده من الأسباب الأساسية لأزمة الأخلاق! وعلاج صاحبه يكون بالتدين الصحيح.

وأخيرا فإن هذا الأمر بالغ الأهمية في التصدي للتشدد والتطرف، فلا يفل الحديد إلا الحديد.. أليس كذلك ؟

هل الدين مجرد علاقة شخصية بين الإنسان وربه!

هناك مقولة شهيرة تقول إن الدين علاقة شخصية بين الإنسان وربه!! وأقول لك إذا كان المقصود بتلك العبارة أنه لا يجوز لأحد التفتيش في النوايا، أو أن يضع نفسه وصيا على الآخرين ، فهذا صحيح تماما، ومن جهة أخرى تبقى مصيبة إذا كان تدينه قاصرا على نفسه ، ولم ينعكس في سلوكه مع الآخرين، وتلك إحدى مصائبنا التي تتمثل في التدين الشكلي، أو الانفصال بين الإيمان بربنا والسلوك ، ويلاحظ دوما أن القرآن ربط بين الإيمان والعمل الصالح ، ودوما تجدهما متلازمين لا ينفصل أحدهما عن الآخر أبدا.. “الذين آمنوا وعملوا الصالحات”.

لكن في عصرنا النكد يلاحظ الحرص على تأدية العبادات، مع أزمة أخلاق!! طيب إزاي وليه وعلشان إيه؟؟ السبب هذا الانفصام النكد بين التدين والسلوك الحلو مع كل الناس على اختلاف أشكالهم ، وهذا بالطبع يدخل في دنيا العجائب.. أليس كذلك ؟

ـــــــ

محمد عبدالقدوس

x

‎قد يُعجبك أيضاً

في الذكرى التاسعة للثورة.. مواقع التواصل تغرد «ثورة الغضب 25»

في الخامس والعشرين من يناير كل عام، يحيي المصريون ذكرى ثورتهم الخالدة التي أطاحت برأس ...