حلب أم المجازر بقلم: د. عز الدين الكومي

z

بقلم: د. عز الدين الكومي

إنها ليست مصادفة أن يقوم المجرم جورج بوش بعد غزو العراق ليعلن أمام العالم أنه يقود حملة صليبية خلال حديثه إلى الجنود الكنديين الذين سارعوا للالتحاق بالقوات الأمريكية قائلا: إن هؤلاء وقفوا إلى جانبنا في هذه الحملة الصليبية الهامة للدفاع عن الحرية ثم عاد وسحب كلامه معتذرا وأنها زلة لسان وهى لم تكن كذلك لأن قساوسة روسيا اعتبروا التدخل الروسى وقصف أطفال سوريا بالأسلحة الفتاكة حربا مقدسة يباركها الرب!!.

حلب هى قلب الثورة السورية النابض لكنها اليوم تباد بفعل القصف الروسى وطيران النظام النصيرى الحاقد وفي ظل صمت دولي رهيب والسؤال أين المتحدة وأين الجامعه العربية وأين منظمة المؤتمر الإسلامي وأين منظمات حقوق الإنسان وأين دعاة الديمقراطية ؟

بالتأكيد لن يتكلموا لأن الضحية شعب مسلم ولن نسمع سوى تصريحات وإدانات شجب واستنكار لا يسمن ولايغنى من جوع!

إن مجازر حلب ضد الأبرياء والعزل تحت زعم محاربة الإرهاب أكدت أن مجلس الأمن والأمم المتحدة وكافة المؤسسات والكيانات الدولية والعديد من دول العالم متواطئون في مؤامرة الإبادة ضد الشعب السورى!!

فما حدث فى مجزرة مستشفى القدس التي ارتكبتها الطائرات الروسية والنصيرية فجر اليوم الخميس وسقط فيها عشرات الضحايا من الشهداء والجرحى معظمهم أطفال ونساء بينما العرب والمسلمون يتفرجون لما يحدث لإخوانهم فى سورية من عمليات إبادة جماعية عبر قصف متواصل بصواريخ طائرات النظام النصيرى وبراميله المتفجرة والذى يعد جريمة ضد الإنسانية يشارك فيها المجتمع الدولي والأنظمة العربية بالصمت القاتل!!.

لقد احترقت النخوة والكرامة العربية واحترق الضميرالانساني واحترقت بلادنا يوم أن قايضها الحكام العملاء بكرايسهم ثمنا لبقائهم خدما في بلاط الراعى الجديد حتي ينجو بنفسه وكرسيه!! .

وهنا ندرك لماذا تآمرت كل قوى الشر العالمية والإقليمية والمحلية من القومجية والليبرالية والعلمانية على الرئيس مرسى يوم أن وقف يقول: لبيك يا سورية، وكان له موقف رائع في مؤتمر عدم الانحياز بطهران الراعى الرسمى للنظام النصيرى قائلا: إن دعم السوريين فى نضالهم هو واجب أخلاقى وأن نزيف الدم السورى فى رقابنا جميعا وقام التلفزيون الرسمى الإيرانى بتحريف الترجمة وذكر البحرين بدلا من سورية مع أن الرئيس مرسى لم يتطرق إلى البحرين في كلمته!!.

وبعد الإطاحة بالرئيس مرسى في انقلاب عسكرى مدعوم من قوى الشر العالمية قام الحكام العملاء بدعم أعداء الله في كل حرب علي دين الله و طالبوا بوتن بالغضب والإنتقام من أردوغان وطالبوا الصهاينة بدك غزه وناصروا ودعموا السفاح القاتل حتى لايسقط.

ولأول مرة في تاريخ حلب الصمود منذ أن دخلت حظيرة الإسلام ورفرفت على أرضها راية التوحيد تحرم مساجد حلب من صلاة الجمعة. في الوقت الذي يرُفع فيه الآذان لصلاة الجمعة اليوم في كل مساجد الأرض تُحرم مآذن حلب من الأذان لصلاة الجمعة بعد أن أعلن المجلس الشرعى في مدينة حلب وريفها وريفها بتعليق صلاة الجمعة وإقامة صلاة الظهر تعويضًا عنها بسبب الغارات التى يشنها الطيران الروسى
والطيران النصيرى!

والعجيب بل والمضحك فى الوقت الذى يعلن فيه النظام الإنقلابى عن التقارب والتكامل بينه وبين النظام النصيرى مما يؤكد على التشابه الواضح بينهما في إرهاب الشعب وتدمير مقدراته لصالح أعداء الأمة يأتى المتحدث الرسمي باسم خارجية الإنقلاب ومن باب ذر الرماد في العيون يقول :أن عمليات القصف التي شهدتها مناطق متفرقة من سوريا على مدار اليومين الماضيين لا سيما قصف مستشفى القدس في مدينة حلب وما خلفته من مشاهد يندى لها جبين الإنسانية.

وأعرب المتحدث باسم خارجية الانقلاب- نيابة عن بان كى مون – عن القلق البالغ الذي ينتاب الحكومة المصرية، إزاء تدهور الوضع الميداني على الساحة السورية، وما توارد من معلومات عن سقوط العديد من المدنيين ضحية للتصعيد، والأثر السلبي الذي قد يترتب على ذلك، سواء على الصعيد الإنساني أو السياسي لا سيما وأن الحاجة تقتضي تطوير العملية السياسية والانتقال بها إلى مرحلة التفاوض المباشر إضافة إلى تسهيل تمرير المساعدات الإنسانية لأبناء الشعب السوري في المناطق المحاصرة.

وهذا يعيد للأذهان تصريحات وزير خارجية الإنقلاب السابق عندما أكد ترحيب النظام الإنقلابى بالعملية العسكرية الروسية في سوريا مشيرا وأن الرغبة الروسية قوية في مكافحة الإرهاب والكباب ومحاصرة انتشاره في سوريا واليوم يزرفون دموع التماسيح على المذابح في سورية!!.

هؤلاء الذين يصفقون للسفاح القاتل في مصر ويستشهدون بمجرم سوريا وينشرون صور مذابح حلب ويشكرون القاتل ونظامه الإنقلابى أنه لم يجعل بلادنا مثل سوريا والعراق!.

واليوم وبعد أن أصبح بشار مجرد دمية في يد الروس والإيرانيين ومن قبلهم أمريكا والصهاينة والذى نجح في الترويج لإسطورة الممانعة والمقاومة والصمود والتصدي وهذا ماأكده مسؤول أمريكي عندما سئل عن الموقف الأمريكي من الإعلام السوري المعادي لأمريكا فأجاب المسؤول:نحن لا يهمنا ما يقوله نظام الأسد وإعلامه بل يهمنا ما يفعله لنا!.

وأخيرا.. إنها الحرب الصليبية الصهيونية علي الإسلام والمسلمينكما أعلن كبيرهم قبل أكثر من ربع قرن!.

 

x

‎قد يُعجبك أيضاً

هزيمة مؤقتة

محمد عبدالقدوس الأوضاع في بلادي بعد تسع سنوات من ثورتنا المجيدة تدخل في دنيا العجائب.. ...