الرئيس مرسي: لن أتنازل عن الشرعية والثورة

من جديد، أكد الرئيس محمد مرسي أنه صامد على ما وعد به المصريين من أنه لن يتنازل عن الشرعية، وأنه ثابت على موقفه من رفضه الكامل لانقلاب 3 يوليو 2013، وأنه لن يتراجع مطلقا عن مواقفه الوطنية، بغض النظر عن أي ضغوط أو مساومات قد يتعرض لها، وأنه سيظل صامدا في محبسه دون أي تراجع أو استسلام.

وأضاف الرئيس، خلال لقائه أسرته التي زارته الأسبوع الماضي في سجن طره، أنه سيضحي بنفسه من أجل ثورة يناير، واحتراما لإرادة الشعب المصري حسبة لله، حتى لو كلفه ذلك حياته التي وهبها لله.

ثبات الرئيس ليس جديدا عليه؛ بعد أن ظل صامدا خلال السنوات الخمس التي أعقبت الانقلاب العسكري؛ إلا أنه تأكيد جديد على أنه ما يزال يرفض المساومات والضغوط التي مورست عليه من أجل الاستسلام أو الإذعان للأمر الواقع.

وكشف “عبد الله” نجل الرئيس محمد مرسي، في التقرير الذي نشره “عربي 21” اليوم الخميس، عن أن أسرة الرئيس مرسي التقت به في 19 سبتمبر الماضي، وأن فريقا أمنيا مكونا من 3 ضباط حضروا الزيارة أيضا مع الأسرة.

وأكد “عبدالله” أن مدة الزيارة لم تتجاوز 25 دقيقة فقط، لافتا إلى أنه ووالدته زوجة الرئيس مرسى، وابنته شيماء، ونجليه أحمد وعمر، شاركوا في الزيارة التي لم يحضرها هذه المرة أيّ من محاميه، بعكس ما حدث خلال الزيارة السابقة، والتي منعت الأجهزة الأمنية أبناءه الرجال من حضورها، مقتصرين على السماح لزوجته وابنته ومحاميه عبد المنعم عبد المقصود فقط.

وبسؤاله عما إذا كان هناك ضغوط أو مساومات ما لإجباره على التراجع عن مواقفه والقبول بأي مبادرة لإنهاء الأزمة، أضاف “عبدالله”: “الرئيس لم يتحدث معنا صراحة إذا ما كانت هناك ضغوط تُمارس عليه للتراجع أو الانسحاب من المشهد، وهو ليس بحاجة لقول ذلك بشكل واضح؛ لأن الجميع يعلم أبعاد وملابسات ظروف اعتقاله، حيث إنه يعيش في ظروف بالغة القسوة، وبالتالي فإن ما يتعرض له الرئيس على مرأى ومسمع من العالم أجمع هو ما يجيب عن هذا السؤال”.

وأوضح أن “الرئيس مرسي حاول قدر المستطاع -وخلال الدقائق القليلة للزيارة- الاطمئنان قدر المستطاع على أسرته وعائلته، وقبل ذلك عن أحوال وحقوق الشعب المصري، وعن الحياة المعيشية للمواطنين”، مشدّدا على أنه “ثابت حتى يلقى الله حفاظا على الثورة ومكتسباتها التي ضحى الناس من أجلها، وفي القلب من ذلك انتخاب الإرادة الشعبية أول رئيس مدني منتخب”.

واستطرد قائلا: “الرئيس مرسي لن يحيد قيد أنملة عن خط الحق في التمسك بالشرعية، ليس من أجل شخص أو حزب أو جماعة، بل احتراما للشعب وخياراته، وحتى لا يخذل المصريين في أول تجربة ديمقراطية تعرفها البلاد طوال تاريخها الحديث، ولم ولن يتعرف بهذا الانقلاب مطلقا”، مشيرا إلى أن “التهمة الحقيقة والوحيدة لوالدي أنه عبّر بحق ولأول مرة عن إرادة المصريين في انتخابات حقيقة شهد العالم أجمع بنزاهتها”.

وعن أحوال الرئيس مرسي الصحية، أضاف “عبدالله”: “بدا صحيا وكأنه بخير، إلا أنه لا يزال يعاني من بعض الأمراض المزمنة، لكن حالته الصحية تبدو كأنها متوسطة، ويمكن القول إنه بخير في المجمل. وقد تأكدنا من مدى صحة المعلومات التي كانت تصلنا سابقا عن الرئيس مرسي”، منوها إلى أن معنويات والده “مرتفعة جدا، وواثق من عدالة قضيته وموقفه، وقبل ذلك يثق في نصر الله الذي يراه.

ولفت إلى أن “الرئيس مرسي يتعرض لانتهاكات صارخة للعدالة، تتنافى تماما مع معايير حقوق الإنسان المحلية أو الدولية”، مؤكدا أنه “محروم تمام من متابعة وسائل الإعلام، وممنوع عنه أي كتب أو أوراق، في ظل استمرار منعه التام والكامل عن التعامل مع البشر، باستثناء الفريق الأمني المصاحب له”.

وأشار إلى “زيارة أسرة الرئيس مرسي له في محبسه لا تعد على الإطلاق اعترافا بشرعية الانقلاب أو بمحاكمته الباطلة، فهذا حق أساسي للأسرة في زيارته والاطمئنان على صحته وأحواله، فما جرى معه لا يسلبه حقوقه الإنسانية من الالتقاء بشكل دوري بأسرته وفريق دفاعه”.

وأكد أنه “لم يتم الإعلان عن هذه الزيارة الأخيرة؛ تجنبا لما حدث مع والده في أعقاب الزيارة الثانية للأسرة في محبسه، التي كانت في 4 يونيو 2017، حيث إنه تعرض حينها لحالتي إغماء وغيبوبة سكر كاملة في محبسه، دون أي رعاية طبية تليق بحالته الصحية”، مضيفا: “قررت أسرة الرئيس في خطوة استباقية ألا تعلن عن الزيارة أو تفاصيلها إلا حينما يظهر الرئيس في جلسة محاكمته التي عُقدت، الأربعاء، في القضية المزعومة بالتخابر مع حماس”.

ونوه “عبدالله” إلى أن أسرة “مرسي” لم تتمكن من زيارته “منذ اختطافه في 3 يوليو 2013 إلا 3 مرات؛ الأولى كانت في 6 تشرين الثاني/ نوفمبر 2013 بسجن برج العرب غرب الإسكندرية، والثانية في 4 يونيو 2017 بسجن ملحق المزرعة، والثالثة في 19 سبتمبر الماضي داخل محبسه في سجن ملحق مزرعة طره”.

ووفقا لأسرة الرئيس، يعاني الرئيس المنتخب من مرض السكر المزمن، والذي أدى نتيجة ظروف السجن السيئة والحرمان من العلاج إلى مضاعفات خطيرة، بينها الضعف الشديد في الإبصار بالعين اليسرى، وبثور في الفم والأسنان، وتعرضه لغيبوبة نقص السكر في الدم، وإصابته بالتهابات روماتزمية حادة بالعمود الفقري وفقرات الرقبة، نتيجة إجباره على النوم على الأرض.

x

‎قد يُعجبك أيضاً

في الذكرى التاسعة للثورة.. مواقع التواصل تغرد «ثورة الغضب 25»

في الخامس والعشرين من يناير كل عام، يحيي المصريون ذكرى ثورتهم الخالدة التي أطاحت برأس ...