بعد تجاهل ابن سلمان للاستثمارات.. هل انتهى “عصر الرز” بين السيسي والخليج؟

كشفت الزيارة الأخيرة لمحمد بن سلمان إلى مصر، عن انتهاء عصر الرز بين قائد الانقلاب عبد الفتاح السيسي وداعميه، سواء الإمارات أو السعودية، حيث لم يتم خلال الزيارة- التي لاقت رفضًا شعبيًّا واستقبالًا مشوها- الإعلان عن أية استثمارات سعودية جديدة في مصر، وهو أمر كان اعتياديًّا في الزيارات السابقة للمسئولين السعوديين إلى نظام الانقلاب.

وعلى عكس ما كان متوقعًا بأن يحصل نظام الانقلاب على مساعدات أو منح تحت مسمى “الرز” الذي اشتُهر السيسي بجمعه خلال السنوات الخمس الماضية، غادر “بن سلمان” مصر دون أن يشير إلى أية أموال أو استثمارات ستُضخ.

وشهدت الزيارة المشئومة حدثًا جليًّا فيما يتعلق بالاستثمارات، حيث كشف الدكتور عبد الله بن محفوظ، رئيس مجلس الأعمال السعودى المصرى، عن أن رجل الأعمال السعودى الشيخ صالح كامل و32 مستثمرًا بالمملكة، قرروا تصفية شركة “جسور المحبة” التى تم تأسيسها خلال زيارة العاهل السعودى سلمان بن عبد العزيز للقاهرة منتصف 2016، برأسمال 6 مليارات جنيه، الأمر الذي يعد بمثابة مفاجأة صادمة لنظام الانقلاب.

وأوضح «بن محفوظ» أن الخطوات التنفيذية للشركة أظهرت عدم جدواها الاقتصادية، لذا تم الاتفاق على تصفيتها، لافتا إلى أن شركة “جسور المحبة” تم تأسيسها برأسمال كبير بناءً على عواطف ومشاعر طيبة بعدما أعلن نظام الاقنلاب عن فنكوش قناة السويس.

ونشرت هيئة الإذاعة البريطانية تقريرًا، أشارت فيه إلى أن الجولة الأخيرة التي قام بها ابن سلمان تهدف إلى تبييض سمعته التي انهارت بعد مقتل الصحفي السعودي جمال خاشقجي داخل قنصلية بلاده في إسطنبول، ولكن ما حدث في مصر من تجاهل لضخ الاستثمارات يعد خير دليل على أن الزيارة لم تنجح في تحقيق أهدافها.

ونقلت “بي بي سي” عن جمال عيد، رئيس الشبكة العربية لحقوق الإنسان في مصر، قوله إن جولة “بن سلمان” ليست سوى محاولة لتحسين صورته، باعتبار أنها تمثل المحاولة الأولى له للخروج من البلاد، بعد التداعيات الكارثية لعملية قتل الكاتب السعودي جمال خاشقجي في قنصلية بلاده في إسطنبول.

ويرى عيد أن اختيار “بن سلمان” السفر إلى دول معظمها لا يقل استبدادًا عن السعودية، يظهر إلى أي مدى فشلت هذه المحاولة، رغم جهود الحكومات غير الديمقراطية في تلك الدول، والتي حرصت على إظهار أنه مرحب به دون وجود حرية لدى الناس في التعبير عن رأيهم في الزيارة.

ويعتبر عيد أن سلطات الانقلاب في مصر هي واحدة من الدول التي سعت لترتيب الترحيب بـ”ابن سلمان”، وإلباسه لباس الترحيب الشعبي، عبر مجموعة من المواطنين الشرفاء الذين تم تسييرهم في ميدان التحرير، رافعين الأعلام السعودية، ويضيف أن السيدة الوحيدة التي رفعت لافتة معارضة لزيارة محمد بن سلمان، وسط كل من حشدتهم الدولة، انتهى بها الأمر في قبضة الشرطة.

x

‎قد يُعجبك أيضاً

في الذكرى التاسعة للثورة.. مواقع التواصل تغرد «ثورة الغضب 25»

في الخامس والعشرين من يناير كل عام، يحيي المصريون ذكرى ثورتهم الخالدة التي أطاحت برأس ...