لهذه الأسباب فشلت جولة “بن سلمان” في إعادة إنتاجه

فشل محمد بن سلمان خلال جولته التي ضمت عددًا من الدول في إعادة إنتاج صورته المشوهة في أعقاب الاتهامات التي تلاحقه بالتورط في قتل الصحفي السعودي جمال خاشقي وشقه بالمنشار وتذويب جثته بالأسيد.

الجولة كشفت تقارير إعلامية أمريكية أنها جاءت بتوصية من الإدارة الأمريكية التي ترعى محمد بن سلمان وتعمل على إفلاته من المحاسبة على هذه الجريمة الوحشية من أجل ضمان مصالح واشنطن وتل أبيب في المنطقة.

فهل نجحت الجولة في إعادة إنتاج ولي العهد السعودي في تجميل صورته المشوهة؟ المشاهد والمواقف تؤكد عكس ذلك تماما للأسباب الآتية:

أولا: خلال زيارته للإمارات وهي الحليف الثاني في المنطقة بعد الكيان الصهيوني تناسى الناس ما جرى في الزيارة سوى المشهد المشين لابن سلمان وبن زايد في أحد الملاهى الخليعة وسط العاهرات والخمور؛ فهل هناك صورة أكثر تشويها لولي عهد بلاد الحرمين من هذا المقطع المتلفز؟ وهل بمثل هذه المشاهد يسترد بن سلمان صورته أم تلاحقه اللعنات أينما حل باعتباره قاتلاً متوحشًا ودمر بلاد اليمن السعيد.

 

ثانيا: عندما وصل إلى القاهرة كانت زيارة باهتة بدا فيه كممثل غير محترف أقرب إلى الكومبارس منه إلى ولي عهد، وتظاهر بالثقة في مشهد عبثي بالغ الجنرال السيسي في استقباله بحفاوة للتغطية على الصورة الباهتة للزايارة، ولذلك تم افتعال مشهد عشرات المرتزقة الذين لوحوا مرحبين بولي العهد في ميدان التحرير هو العشرات هم فقط الذين دفعوا إلى الترحيب بابن سلمان في مدينة يقطنها 20 مليون مصري!

والدليل على أنه مشهد مفتعل هو طرح السؤال الصحيح: كيف عرف هؤلاء أن بن سلمان سيمر من التحرير؟ وهل كان خط سيره معلوما وهل يتم أصلا الإعلان عن خط سيره؟ أم أن المشهد كله مفتعلا وتمثيلا في تمثيل؟! ولماذا سيق تلاميذ المدارس لزياد الحشود الضعيفة المفتعلة؟

 

ثالثا: كانت محطته إلى تونس هي الأكثر رفضا واحتجاجا لما تتمتع به تونس من حريات لا تتوافر في مصر والإمارت والبحرين والتي كان الاستقبال فيها رسميا ومفتعلا على المستوى الرسمي.. لكن في تونس لم يجرؤ أحد على الترحيب بالمنشار القاتل.

 

رابعا: خلال مشاركته في قمة العشرين بالأرجنتين رفض ترامب التقاء صور مع ولي العهد رغم أنه النصير الأكبر والمدافع الأول عنه، كما كان معزولا بين الرؤساء والمشاركين يتجنب الناس لقاءه باستثناء طاغية روسيا قاتل الشعب السوري فلادمير بوتين.

وحاول بن سلمان وضع فخ للرئيس التركي رجب طيب أردوغان بترتيب لقاء على هامش القمة يوظفه سياسيا لإقناع الآخرين بالاجتماع به لكن الرئيس التركي كان أكثر ذكاء وتحفظ على مثل هذا الطلب كما أعلن وزير الخارجية التركي جاويش أوغلو.

الجولة سوف تستمر في الجزائر وموريتانيا وربما الأردن وكلها على نفس الخط والنسق استقبالات رسمية مبالغ فيها ومشاهد مسرحية لصنع ترحيب شعبي مفتعل خال من أي حقيقة وسط رفض شعبي واسع.

x

‎قد يُعجبك أيضاً

في الذكرى التاسعة للثورة.. مواقع التواصل تغرد «ثورة الغضب 25»

في الخامس والعشرين من يناير كل عام، يحيي المصريون ذكرى ثورتهم الخالدة التي أطاحت برأس ...