من هدم المساجد إلى إزالة الملاعب.. لماذا يدمر السيسي حياة المصريين؟

سجّل قائد الانقلاب العسكري عبد الفتاح السيسي رقمًا قياسيًّا في الحرب على بيوت الله؛ حيث يثبت كل يوم أن هذه المساجد تمثل له عدوًّا يجب محاربته تصريحًا وتلميحًا وهدمًا.

فما بين الهدم تارة، وما بين استهدافها في تدريبات مليشياته العسكرية تارة، يؤكد السيسي أن هناك مشكلة مع المساجد، خاصة بعدما تجرأ في إحدى المناورات العسكرية بشمال سيناء، وكانت متلفزة، وجعل جيش السيسي من المسجد هدفًا للقنص والاقتحام، حينما استهدف في المناورة “ماكيت المسجد” هدفًا حربيًا له على اعتبار أنه مأوى الإرهابيين، ليتضح منذ أول يوم الطريق الذي يسير فيه السيسي، والأجندة التي يعمل عليها.

وعلى مدار خمس سنوات من حكم قائد الانقلاب العسكري، تجرأ السيسي على هدم خمسة مساجد، بدعاوى مختلفة، وكان آخرها مسجد نور الإسلام بالإسكندرية، بعدما قام بهدم مساجد أخرى.

وعلق الشيخ محمد خشبة، وكيل وزارة الأوقاف بالإسكندرية، على هدم مسجد نور الإسلام في منطقة باكوس قائلاً: إن هدم المسجد جاء بناءً على تعليمات عليا؛ لأنه سيدخل في مشروع المحور الجديد”، ليكشف بتصريحه “تعليمات عليا” أن هدم المسجد جاء بقرار سيادي يفوق وزارة الأوقاف، بزعم بناء المحور الجديد، وبالطبع فهناك من شرعن لهدم المسجد بزعم المصلحة العامة للناس من وراء بناء المحور، في الوقت الذي لا يستطيع نظام الانقلاب أن يهدم معبدا أو كنيسة ولو كانت في متصف الطريق خوفا من إثارة غضب المسيحيين.

نور الإسلام

وتجمهر عدد من أهالي منطقة باكوس شرق الإسكندرية، بداية هذا الأسبوع ، أمام مسجد وحضانة نور الإسلام، بعد تردد أنباء عن غلق الحضانة والمسجد ووقف الجمعية التي تديرهما، ويخطب في المسجد الشيخ أحمد حطيبة عضو حزب النور المؤيد للانقلاب.

واستيقط أهالي الإسكندرية على قيام بلدوزرات داخلية الانقلاب بهدم المسجد رقم 5 ضمن مسلسل هدم بيوت الله؛ بدعوى إقامة ما أطلق عليه العسكر محور “شريان الأمل”.

 

وهدمت دولة العسكر قبل مساجد الإسكندرية، عدة مساجد في محافظة شمال سيناء، ضمن مسلسل متكرر لهدم المساجد الذي بدأ مع العمليات العسكرية للجيش عقب الانقلاب على الدكتور محمد مرسي.

في الوقت الذي أصدرت أوقاف الانقلاب بالإسكندرية قرارًا، منذ أيام، بإغلاق 650 زاوية ومسجدًا بمختلف أحياء المحافظة بحجة مخالفتها الشروط والضوابط المنصوص عليها، كما قام بتحرير 60 محضرًا ضد أشخاص بزعم اعتلائهم المنابر للخطابة بدون ترخيص.

وسبق هدم خمسة مساجد هي “نور الإسلام بباكوس، والوالدين والفتاح والنصر وقباء وقمبز، ومؤخرًا مسجد “الحمد” أكبر مساجد منطقة أبيس بالمحمودية.

وفضحت الناشطة السياسية القبطية د. هبة عادل، حكومة الانقلاب بعد هدم المساجد، وقالت في تدوينة لها مؤخرًا: “حكومة السيسي تهدم مسجد الحمد، أكبر مسجد بالمحمودية، بيقولوا علشان هيعملوا طريق.. والسؤال: تقدر أو تستجري تهدم كنيسة أو دير أو حتى إبراشية؟!”.

سبوبة العسكر

ولا يتورع قادة الانقلاب العسكري على هدم أي شيء ينفع الناس حتى ولو بيت من بيوت الله مقابل سبوبة أو بيزنس خاص للعسكر، خاصة مع تعمد الانقلاب هدم بعض المرافق الخدمية للشعب المصري، مثل ردم “ترعة المحمودية”، أقدم مجرى مائي صناعي للمياه العذبة في الإسكندرية؛ حيث استيقظ الشارع السكندري قبل عام على إطلاق المحافظة إشارة البدء لردم وتغطية ترعة المحمودية، بزعم إنشاء محور مروري جديد، يوازي طريق كورنيش الإسكندرية.

المحور يحمل اسم “شريان الأمل”، ويعتبر أحد 3 مشروعات أعلنها قائد الانقلاب بالثغر في ختام مؤتمر الشباب الرابع الذي استضافته مكتبة الإسكندرية مؤخرًا.

كان من المقرر أن ينتهي العمل خلال حد أقصى 6 شهور، إلا أن طول المحور المكون من 21 كم يربط أغلب أحياء الإسكندرية، تسبب في إيقاف المشروع أكثر من مرة، إما بسبب استياء شعبي أو لأسباب مجهولة.

ومن بين خطط الانقلاب هدم 29 مسجدًا.. تم هدم 6 منها حتى الآن، أشهرها “مسجد عزبة سلام”، و”الرحمن الرحيم”، وأولياء الرحمن والصالحين” والتي قام الأهالي بجهود ذاتية ببنائها على ضفتى الترعة منذ عشرات السنين، وتخدم آلاف المواطنين من سكان محرم بك وحجر النواتية وكوبري الناموس وأبو سليمان والعوايد.

الملاعب الخماسية

كما حارب نظام الانقلاب الملاعب الخماسية لاحتكار السبوبة، فما أن خصصت عشرات الصحف في نظام الانقلاب صدر صفحاتها للحديث عن “بيزنس الملاعب الخماسية” والزعم بأنه أصبح خطرا على الرقعة الزراعية، حتى وضعت العسكر هذا البيزنس نصب أعينها، وبدأت التفكير للاستيلاء على هذه الملاعب، أو وقفها وإنشاء ملاعب جديدة ضمن استثمارات نظام الانقلاب.

وصدر قرار على مستوى الجمهورية، أعطت فيه سلطات الانقلاب أصحاب الملاعب الخماسية في كافة المحافظات بشكل رسمي، مهلة أسبوع من أجل تنفيذ قرار بإغلاق جميع ملاعب الكرة الخماسية الموجودة خارج مراكز الشباب، حتى تحولت ملاعب كرة القدم إلى أطلال، بعدما كانت المتنفس الوحيد للشباب من اللجوء إلى المقاهي والمخدرات، من أجل تنفيذ وصفه بعض أصحاب الملاعب بـ”الغبي” الذي يصب لصالح جهات معينة.

وبدأ الهجوم على ملاعب كرة القدم الخماسية حينما زعمت وزارة الزراعة واستصلاح الأراضي بحكومة الانقلاب، بأن هذه الملاعب أصبح خطرًا على الرقعة الزراعية، رغم أن الملعب الواحد لا تتعدى مساحته الفدان الواحد، وأمرت وزارة الزراعة تشكيل غرف عمليات مركزية بكل محافظة لرصد وتلقى بلاغات التعديات على الأراضى الزراعية بالوادى والدلتا خلال شهر رمضان، وتكثيف حملات الإزالة والتصدى للتعديات الواقعة وقت حدوثها، واتخاذ جميع الإجراءات القانونية بشأنها وخاصة الملاعب الخماسية.

قرارات إزالة

واعتبرت سلطات الانقلاب أن أصحاب الملاعب الخماسية هم مجموعات من المافيا، تقوم بالتعديات على أراضى الوادى والدلتا فى إقامة الملاعب الخماسية بخلاف البناء والتجريف والتشوين، حيث بلغ إجمالي الملاعب المقامة على الأراضي الزراعية 2266 ملعبًا خماسيًا على مساحة 694 فدانا بـ21 محافظة منذ ثورة 25 يناير، حسبما قال التقرير الحكومى للإدارة المركزية لحماية الأراضي.

وأرسل وزير زراعة الانقلاب مذكرة لوزارة التنمية المحلية، لتوجيه المحافظين لسرعة استصدار قرارات إزالة 2266 للملاعب الخماسية مساحة 694 فدانا و2 قراريط من الأراضى الزراعية، على نفقة المخالفين وذلك بالتنسيق بين المحليات ومديريات الزراعة وإعادة الأرض إلى طبيعتها لحماية الرقعة الزراعية، وتم تحرير محاضر لتلك الملاعب.

وبالرغم من أن النسبة الخاصة بالملاعب الخماسية بحسب المساحة التي شغلتها، لا تتعدى صفر في المائة من مخالفات البناء على الرقعة الزراعية التي تم التصالح فيها، إلا أن دولة الانقلاب أصرت على إزالة هذه الملاعب، ليكون السيسي شوكة في حلق الغلابة، وحائط صد أمام أي عمل خيري أو نفعي للناس.

x

‎قد يُعجبك أيضاً

السيسي يُطعم المصريين الخبز المصاب بـ”الإرجوت” السام لإرضاء الروس!

رصد تقرير استقصائي لموقع “أريج” كيف يُطعم السيسي المصريين الخبز المصاب بفطر قمح “الإرجوت” لإرضاء ...