الإفقار والإرهاب سلاحا التمديد لـ”السيسي”

يأتي التقرير الصادر مؤخرا عن مؤسسة “الإنذار المبكر”، والذي اكد ان مصر مرشحة العام القادم لأسباب داخلية، لتكون ثالث أكثر دول العالم تعرضا لمذابح دموية (بعد الكونجو وأفغانستان وقبل سوريا واليمن وليبيا والصومال والعراق”….ليضع لكثير من علامات الاستغهام عن مستقبل الايام القادمة في ظل تهيئة الاجواء في مصر لتمرير اكبر واسوأ تعديلات دستورية في التاريخ المصري، نحو تأبيد خكم العسكر، والذي يسير بعمس عجلة التاريخ.

ففي الوقت الذي تخلصت فيه نظم العالم من استمرار الخاكم المستيد بالسلطة، تتراجع صر بقوة للخلف نحو التعديلات الدستورية التي تمدد ولايات المنقلب لفترات مديدة، سواء رضي الشعب ام أبى!!!

وعلى ما يبدو تدور عجلة النظام الانقلابي لنصب السيرك على الشعب المصري، سواء بالهائه عن التفكير بالسياسة عبر سياسات الافقار المخططة برفع الاسعار والغاء الدعم التمويني والغاء الدعم عن الوقود، ورفع اسعار جميع السلع والخدمات، وزيادة الرسوم الخكومية، ما يفاقم ازمات المعيشة لدى المواطنين، ودفعهم دفعا نحو المزيد من الابتعاد عن الحياة العامة ، لتحصيل الارزاق التي باتت عصية بعهد السيسي، حيث تحل اطثر من 80 مليون مصري للفقر في خلال حكم السيسي..

فيما لا يجد نحو 30 مليون ما يقيمون به حياتهم ويعانون الفقر المدقع، وتتزايد اوجاع الاغلبية في مصر من الجوع والفقر والمرض الملهي عن المشاركة السياسية، وهو مستهدف تسعى اليه الاجهزة المخابراتية الخاكمة….

الإرهاب

إدارة الأزمات علم استراتيجي يعرفه خبراء السياسة، أما الإدارة بالأزمات فعلم إجرامي تجيده الأجهزة الأمنية في دول الاستبداد والقمع، وهو عبارة عن وسائل للإلهاء والتمويه وتحقيق مكاسب ضيقة للنظم المستبدة على حساب المجتمع ويشوبه في كثير من الأحيان جرائم جنائية.

وفي هذا الإطار جاءت واقعة القبض على شاب قرب السفارة الأمريكية بالقاهرة بعد اشتعال حقيبته المحملة بمواد كيميائية الثلاثاء 4 سبتمبر 2018، وبيان الشرطة المتسرع الذي زعم أنه “كان يعتزم استخدامها في عمل عدائي”، و”أن الفحص المبدئي يشير إلى أن المذكور يعتنق بعض الأفكار المتطرفة”.

ويشير توقيت الحادثة لكثير من الدلالات، حيث جاءت عقب عودة عباس كامل وسامح شكري من أمريكا والحديث عن مناقشة تمديد رئاسة السيسي وتعديل الدستور، وتصاعد الغضب من جانب نواب الكونجرس والصحف الأمريكية على تواطؤ ترامب في التغطية على جرائم انتهاك حقوق الإنسان في مصر.

كما ان التفجير يحمل اصابع امنية بغرض تخويف امريكا من “الارهاب” الذي قد يطالها، ودعوتها لمزيد من دعم نظام السيسي ضد الإخوان.
وقال حساب علي تويتر إنه “تبين أن الشاب بتاع السفارة الامريكية كان محجوزا عند الداخلية منذ فترة واتعمل معاه صفقة لخروجه وللأسف إنه صدقهم وهيلبسوه دلوقتى قضية ارهاب ويمكن إعدام ويمكن كمان يلبسوا القضية للإخوان، وايضا للضغط علي الخارجية الامريكية التي تعارض تغيير الدستور”.

وأشار ناشط على فيس بوك إلى أن “الانفجار عبارة عن جهاز اسمه فيب بديل لسجاير وتسمي شيشه إلكترونيه انفجرت في الشنطة بسبب حرارة الجو”.

ووقتها ذهب محللون الى ان المستفيد من الواقعة هو السيسي ونظامه؛ لأن الحديث عن “تفجير السفارة الامريكية” – رغم انه لم يحدث -يعضد دعاوى السيسي أنه يحارب الإرهاب ويجهض دعوات نواب في الكونجرس لعقاب نظامه بسبب انتهاكات حقوق الإنسان.

وهو سيناريو مرشح بقوة خلال الايام المقبلة لمخاطبة الغرب باهمية وجود السيسي لمواجهة خطر الارهاب الذي يهدد الغرب والمصالح الغربية في المنطقة العربية…

الغضب الشعبي

ويبدو أن عجز السيسي عن مواجهه الغضب الشعبي نتيجة الفشل الاقتصادي وتدني مستوى المعيشة وانتشار الانتحار والقتل والتحرش والسرقات يدفعه مع أجهزته الأمنية للسير على خطى الأنظمة العسكرية الأخرى وآخرها نظام مبارك، في اصطناع انفجار قرب السفارة الأمريكية في القاهرة، واشعال فتيل الفتنه الطائفية بالصعيد، لإظهار أنه يواجه الارهاب ويحتاج دعم خارجي وأن الغرب عليه أن يكف عن انتقاد ملف القمع في مصر ويدرك أن السيسي يواجه “الارهاب” وعليهم الصمت على انتهاكات حقوق الإنسان.

وبحسب خبراء فان معركة السيسي القادمة هي تعديل فترات الرئاسة في الدستور للبقاء لما بعد 2022، او البقاء في الحكم مدي الحياة، كما خطط من قبله (ناصر والسادات ومبارك).

وبدأ الإعلامي ياسر رزق ورئيس الإعلام والثقافة بالبرلمان أسامة هيكل في الترويج لهذا بالفعل، وسبقهم نواب برلمان الانقلاب منذ يناير الماضي بحديثهم عن تزكية أي تعديل للدستور يتضمن تمديد رئاسة السيسي، وقول “وكيل الدفاع والأمن القومي» أن البرلمان سيوافق على تمديد فترة الرئيس لأن مصر لا تحتمل أعباء إجراء الانتخابات الرئاسية كل 4 سنوات!!.

القصة ليست مجرد طمع في كرسي الحكم و”حلم” السيسي بذلك، ولكن الامر له ابعاد أخرى سياسية، فالسيسي لن يقبل أن يكون خارج السلطة يوما لأن هذا يعني احتمالات محاسبته ومحاكمته، كما أن المنتفعين من وجوده يعلمون أن خروجه يعني نهايتهم ومحاكمتهم على تدليسهم وخداعهم للشعب، وفقدان مناصبهم.

زيارة سرية

وفي فبراير 2016 حينما دشن السيسي «رؤية مصر 2023» قال للحضور «أنتم فاكرين إني هسيبها يعني؟ لا والله ما هسيبها… لحد ما تنتهي حياتي أو مدتي» وهو ما اعتبر مؤشراً لنيته على الاستمرار في منصبه بعد انتهاء مدته الثانية والأخيرة بحسب الدستور المصري.

وهو ما ترجمته زيارات المسئولين المصريين لامريكا والغرب مؤخرا، حيث توجه اللواء عباس كامل، رئيس المخابرات العامة المصرية، إلى واشنطن، للقاء مسؤولين أميركيين، مؤخرا، في زيارة سرية، لها هدف واحد: إقناع واشنطن ببقاء السيسي لما بعد مدته الرئاسية، وبعده بأسبوع ذهب وزير الخارجية في زيارة معلنة، لجسّ نبض الجانب الأميركي حول تلك النقطة.

“كامل” التقى في زيارته بمسؤولين في الكونجرس والخارجية والبنتاجون، ولم يلتق بأي مسؤولين داخل البيت الأبيض، وحاول كامل أن يشرح للجانب الأمريكي أن بقاء السيسي يضمن الحفاظ على الاستقرار الذي تحقق في مصر منذ الانقلاب علي الرئيس محمد مرسي في 2013.
وهو ما يعد ابرز رسالة سيوجها السيسيللعالم لتمرير التعديلات التي تعدها الدائرة الجهتمية المحيطة بالسيسي..

ولعل جانب من المأساة التي يخطط لها السيسي، لتمرير مسرحيته، هو استعمال السيسي ونظامه للمختفين قسريا في مسرحية الارهاب الذي سيتزايد خلال الفترة المقبلة لتمرير مخططه.

x

‎قد يُعجبك أيضاً

في الذكرى التاسعة للثورة.. مواقع التواصل تغرد «ثورة الغضب 25»

في الخامس والعشرين من يناير كل عام، يحيي المصريون ذكرى ثورتهم الخالدة التي أطاحت برأس ...