معتقلو “العقرب” بين جيوش البعوض وزنازين على هامش الحياة

تداول نشطاء مواقع التواصل الاجتماعي، استغاثة وردت بشكل عاجل من أهالي المعتقلين بسجن العقرب، لإنقاذ ذويهم من جيوش البعوض التي هاجمت السجن مؤخرًا نتيجة طفح المجارى تحت الزنازين.

وذكر الأهالي أن إدارة السجن تتعمد ترك مياه المجارى تحت الزنازين بكميات كبيرة في (ونج ٣ و٤ من h4)، ما تسبب في انتشار البعوض بشكل رهيب، أدى إلى إصابات بين المعتقلين الذين تتعالى صرخاتهم ويخشى على سلامتهم.

ومؤخرًا كشفت زوجة أحد المعتقلين بسجن العقرب، عن تسمم عدد كبير من المعتقلين نتيجة تناول وجبات فاسدة داخل السجن، ولم تحرك إدارة السجن ساكنًا، واكتفت بإعطائهم مطهرات معوية، ولم تسمح لهم بالذهاب إلى المستشفى.

تعذيب لا يُطاق

وروت محامية، على لسان أحد معتقلي العقرب الذين قابلتهم فى النيابة، قائلة: “وقف أمامي في النيابة والدموع تملأ عينيه وصفرة الوجه تعلو وجهه، تكاد قدماه تحملانه، ينهك المرض جسده النحيل، وتبدو عليه آثار الإرهاق الشديد، يرتعش من البرد بشدة، قال لي بصوت ضعيف ينهكه الإعياء وتملؤه الحسرة والحزن والمرارة: حضرتك محامية؟

نظرتُ نحوه لم أتحمل منظره، قلت له في أي سجن أنت؟ قال أنا في العقرب إتش فور، أرجوكي اتكلموا عننا، قولوا لكل الناس اتكلموا عننا، إحنا هنا علشان انتوا تعيشوا، ليه نسيتونا؟ ليه مش حاسين بينا؟ انتوا لما بتتكلموا عننا بيخفوا علينا الضغط، ولما بتسكتوا بيفرمونا فرم، كلامكم بيأثر جدااااااا، فوق ما تتخيلوا، اعتبرونا إخوتكم وأولادكم، لازم تتبنوا قضيتنا، إحنا في أبشع سجن ممكن تتخيلوه، إحنا بنتعرض للضرب والسب والتعذيب يوميا، إحنا تقريبًا معندناش أي مقومات للحياة، إحنا عايشين أقل من الحشرات.. إحنااااا..”.

وتابعت “لمحنا أمين الشرطة جه خده من أمامي بلطمة قوية على ظهره طرحته أرضا على وجهه، ودخل حديد الكلابش في وشه وسال منه الدم، لقيت نفسي من غير ما أشعر بدعي على خائن الشرطة بصوت عال وبقوله: تشوفه في عيالك وتتمنى الموت ماتلاقيه، وأخذت أكررها وأنا بصرخ في وسط المحكمة والناس خدتني وقعدت تهديني علشان محدش يضرني”.

بعيدًا عن الحياة

ووثقت عدة منظمات حقوقية انتهاكات متنوعة يتعرض لها المعتقلون داخل مقبرة العقرب بشكل ممنهج لقتلهم بالبطيء، بينها التعذيب والحرمان من الطعام والدواء والحبس الانفرادي والتضييق في الزيارات.

ويتكون السجن من 4 عنابر، كل عنبر على شكل حرف H، وكل H ينقسم إلى 4 أجزاء، كل جزء يسمى “ونج” أي جناح، وكل ونج عبارة عن 21 زنزانة، وفي خارج كل عنبر H يوجد بجوار الباب غرفة تسمى العنصر، حيث لا نور ولا ماء، ويوضع فيها الأشخاص الأكثر خطورة بحسب إدارة السجن، كي يتم عزلهم تماما عن العالم الخارجي، ولا يتم التواصل معهم إلا من خلال الشاويش النظامي، ويظل بها لمدة شهور.

ومن بين القابعين فى هذه الزنزانة حاليا (أسامة مرسي نجل الرئيس محمد مرسي، ومحمد رفاعة الطهطاوي مستشار الرئيس مرسي، ورجل الأعمال حسن مالك)، فضلا عن وضع الكاميرات في كل أنحاء السجن، بدءًا من التقفيصة وحتى الممر ومدخل كل عنبر لمراقبة الداخل والخارج، وأيضًا حجرات الزيارة.

غرف احتجاز رهيبة

وعن غرفة الاحتجاز التي يقبع بها المعتقلون، فطولها 3 أمتار وعرضها 2,25 متر، بها حوض للماء ومكان لقضاء الحاجة مكشوف دائما، ولا يسمح لهم بوضع غطاء له، غير أنها بلا منفذ هواء سوى شرفة ضيقة بها قضبان غليظة تطل على المنور، غير أن الزنزانة ضيقة للغاية وشديدة الرطوبة ولا يسمح بفتح بابها، حتى إنهم يقومون باستلام التعيين من خلال ما يسمى “النضارة”، وهي شباك صغير في منتصف باب الزنزانة، وهي وسيلة الاتصال الوحيدة بين الزنازين في حالات العقاب.

وصُمم هذا السجن بحيث لا تدخل الشمس للزنازين طوال العام، ما قد يؤدي إلى انتشار الأمراض والعدوى بين المعتقلين، ولا توجد إضاءة داخل كل زنزانة، ويكتفون فقط ببعض الضوء الخافت القادم من الممر، وينام في تلك الزنزانة الضيقة 4 أشخاص بشكل أشبه بالنوم في القبور.

x

‎قد يُعجبك أيضاً

في الذكرى التاسعة للثورة.. مواقع التواصل تغرد «ثورة الغضب 25»

في الخامس والعشرين من يناير كل عام، يحيي المصريون ذكرى ثورتهم الخالدة التي أطاحت برأس ...