“أحدهم يدرّب مسلحين” ومعاناة مستمرة.. المكفوفون ضحايا في دولة العسكر

كشفت محاولة موظفين داخل الوحدة المحلية لقرية السالمية مركز فوة محافظة كفر الشيخ، خلع ملابس مواطن “كفيف” أن دولة الانقلاب لا تهتم بذوي الاحتياجات الخاصة بل وتنتهك آدميتهم وتتعرض لهم.

وتداول ناشطون مؤخرا مقطع فيديو يظهر محاولة بعض الأشخاص خلع “جلباب” يرتديه شخص كفيف من ذوي الاحتياجات الخاصة وسط ضحك من الموظفين داخل الوحدة المحلية لقرية السالمية.

كانوا بيهزروا

وفي محاولة لطي الفضيحة، زعم رئيس الوحدة المحلية لمركز ومدينة فوه التابع لمحافظة كفر الشيخ، عبد المحسن الأودن، أن الفيديو كان “هزار ومنذ عام ونصف”.

وقال رئيس المدينة، في تصريح صحفي مبررًا الإهانة وانتهاك كرامة المواطنين من موظفي العسكر: إن أحد الأشخاص عمل على تصويرهم وأعطاه لشخص يُدعى محمد عبد الغني بيصار، كان رئيسًا للوحدة المحلية منذ 10 أيام فقط وتمت إقالته، وظن أن سكرتير القرية الحالي خالد سلامة، هو السبب في إقالته.

 

وأضاف أن الفيديو جرى تصويره منذ عام ونصف، وكان على سبيل “الهزار”، وأن الكفيف محمد يوسف الحصري، موظف بنفس الوحدة المحلية ضمن نسبة الـ5%، من 6 ديسمبر عام 2012، وكان الفيديو الغرض من نشره هو تشويه سمعة الوحدة المحلية وكل من ظهر في الفيديو هم من قرية واحدة.

 

كفيف سوهاج

ويعيش ذوو الإحتياجات الخاصة فى أزمة مستمرة مع دولة العسكر التي لا تحترم الأصحاء أو ذوي الاحتياجات الخاصة، ومن أمثلة الإهانة ما تعرض له محمد أبو طالب، وهو شاب كفيف يعمل مدربا للكمبيوتر بمركز نور البصيرة لرعاية المكفوفين بمحافظة سوهاج، حيث تعرض للإهانة والاعتداء من عناصر الشرطة أمام مجمع محاكم سوهاج، دون سبب واضح.

وأضاف، في مداخلة على قناة “النهار”، خلال عودتي من عملي بجامعة سوهاج كنت أسير بمفردي على الجانب الآخر أمام مجمع المحاكم في سوهاج في نهاية شارع 15 أمام كلية الدراسات، وفجأة وضع شخص يده على كتفي، وسألني عن البطاقة والعصا و”الشنطة” وأخبرني أنه شرطة.

وتابع أبو طالب: هو مش مقتنع إني كفيف وأجبرني على خلع النظارة وقاللي: انت ليك عندي رصاصة ومش هاخد فيك دقيقة سجن، وبعد تأكده أني كفيف ألقى بالعصا والشنطة على الأرض وتركني وذهب.

كفيف يدرب على السلاح!

وضمن فصول مسرحية القضاء الشامخ، تم الحكم على شاب كفيف بتهمة تدريبات قوات مسلحة، فى الهزلية المعروفة إعلاميًا بهزلية اغتيال النائب العام هشام بركات والتي أيدت محكمة النقض حكم الإعدام الجائر بحق 9 من خيرة شباب مصر الأحرار تم تأييد حكم بالسجن 15 سنة بحق الشاب الكفيف جمال خيري إسماعيل طالب كلية الدعوة الإسلامية بجامعة الأزهر الشريف.

التهم التي لفقت للطالب لا تتوافق وحالته الصحية؛ حيث لفقت له اتهامات في القضية الهزلية تزعم تدريب المنفذين للجريمة على إطلاق النار والرماية، وهو ما سخر منه رواد التواصل الاجتماعي، مؤكدين أن القضية الهزلية تم تأييد أحكام بالإعدام والسجن على المظلومين ليكونوا كبش فداء لآخرين.

السيسي قطع معاشي

كما تداول نشطاء على مواقع التواصل الاجتماعي مقطع فيديو لاستغاثة مواطن كفيف بعد حذف حكومة الانقلاب اسمه من كشوف المعاشات.

وخلال الفيديو يظهر عدد من المواطنين، بينهم كفيف، يشكون من قرار حكومة الانقلاب وقف معاشهم وحرمانهم منه.

وأكد المواطنون حاجتهم الشديدة لهذا المعاش للأنفاق على أنفسهم وشراء الأدوية، في ظل ارتفاع أسعار السلع والمواد الغذائية والأدوية.

 

جريمة قتل

واستمرارًا لهمجية الانقلاب، قتلت قوات جيش السيسي مواطنة “كفيفة”، عقب إطلاق قذيفة مدفعية على منزلها بمدينة رفح بمحافظة شمال سيناء.

وشهدت مدينة رفح قصفًا مدفعيًا بجوار مدرسة طارق بن زياد، مؤخرًا، أسفر عن مقتل “عائشة محمد بتور” 40 عامًا من قبيلة الرميلات (كفيفة) وإصابة “مريم محمد سلمان أبوقنديل” 50 عامًا، التي أصيبت ببتر في اليد والقدم.

تصوير منطقة عسكرية

كما حكم قضاء العسكر على الشاب الكفيف باسل عبدالله بالسجن 3 سنوات بتهمة تصوير مناطق عسكرية.

وقالت والدته في مداخله هاتفية: ابني كفيف كده كده عايش في الظلام.. كيف يمكن اتهامه بتصوير مناطق عسكرية من شأنها تكدير السلم العام.. ابني بمسكه من ايده وبوصله للبيت.. عندما يذهب للمسجد اكون بجواره!.

واضافت: ماذا أقول غير حسبي الله ونعم الوكيل.. قدمنا أوراقا تثبت أن ابني كفيف وعنده إعاقة ومع ذلك أصر القضاء على قراره الظالم بحبسه بتهمة غير واقعية الحدوث.

واختتمت: “اتقوا الله في ابني وخرجوه.. منكم لله..”.

عم حمدي

قصة “عم حمدي”، رب الأسرة النوبي الكفيف تكشف إجرام الانقلاب مع ذوي الاحتياجات الخاصة، وفشل منظومة الصحة بعهد الانقلاب العسكري.

ومن خلال برنامج إحدى فضائيات العسكر “المحور”، عرض الإعلامي طارق علام، مأساة أسرة مكونة من أب وأم وشابين وفتاة، وكلهم من المكفوفين، علاوة على قيام الأب بإجراء عملية ترقيع لإحدى أذنيه، وحدث له ضغطًا على الأذن الأخرى؛ ما أدى إلى إصابته بالصمم وفقد سمعه كاملا، وأصبح لا يسمع ولا يرى.

وكشفت ابنته إيمان، الحاصلة على بكالوريوس الاقتصاد والعلوم السياسية، في برنامج “هو ده”، بفضائية “المحور”- أنهم كانوا يعتمدون على والدهم الكفيف في كل شيء، رغم أنه كفيف، وبعدما فقد سمعه أصبح يشتكي من أنه يعيش في قبر، وأنهم يتواصلون معه حاليا بالكتابة بطريقة “برايل”.

وفى حالة بكاء شديد، قال “عم حمدي” إن أقصى أمانيه الآن أن يسمع الأذان ليؤدي الصلاة، بينما قالت الابنة باكية: “والله العظيم ما لينا غيره”.

x

‎قد يُعجبك أيضاً

في الذكرى التاسعة للثورة.. مواقع التواصل تغرد «ثورة الغضب 25»

في الخامس والعشرين من يناير كل عام، يحيي المصريون ذكرى ثورتهم الخالدة التي أطاحت برأس ...