المصريون على طريق خاشقجي بالتعذيب والتصفية الجسدية والإخفاء القسري

اجتمعت عدة جرائم في مقتل الصحفي السعودي جمال خاشقجي بقنصلية بلاده بإسطنبول، ما بين الاخفاء القسري والتعذيب خلال التحقيقات ثم التصفية الجسدية؛ بسبب آرائه وتمسكه بحرية الرأي والتعبير.

تلك المشاهد تتكرر بصفة يومية في مصر دون موقف دولي؛ ما يطرح على الضمير الإنساني وصانعي السياسة الدولية ازمة توقف ضمائرهم بعيدا عما يحدث في مصر من انتهاكات وقتل وتصفية جسدية للمعارضين أو حتى من غير الممعارضين للنظام العسكري.

ولعل ما كشفه مركز الشهاب لحقوق الإنسان عن أبرز الانتهاكات التي تدور في سجون مصر خلال الربع الاول من العام 2018، تعد كارثة كبرى؛ حيث رصد المؤكز في تقرير له تعرض بعض المحبوسين لحفلات من التعذيب والتهديد وغيرة من المعاملات القاسية، وتعرض بعض المحبوسين للضرب والسحل والكهرباء والإهانة الشديدة وغيرة من أصناف التعذيب المتعددة وخاصة عند الدخول للسجن في أول مرة ويطلق عليها لفظ (التشريفة).

وهو ما تكرر بالأمس حيما تحدث بعض المعتقلين على خلفية قضية النائب العام المساعد عن تعذيب غير مسبوق، من نفخ بالكمبروسر والتعليق من الأيدي والأرجل، وغيره من أشكال التعذيب.

كما يعاني غالبية المحبوسين من الإهمال الطبي الشديد وعدم تقديم الرعاية الطبية الكافية لهم ما أدي هذا الإهمال الطبي لزيادة عدد الوفيات وزيادة الأمراض داخل السجون وأماكن الاحتجاز بشكل كبير.

منع الزيارات

يفاقم الأمر التكدس في أعداد المحبوسين في أماكن الاحتجاز لكثرة عددهم ولضيق مساحة العنابر والزنازين، وعدم مراعاة النظافة للعنابر وأماكن الاحتجاز وعدم توفير دورات مياه صحية أو مراعاة التهوية الصحيحة وتقديم طعام سيئ وبدون ملح في بعض الأحيان، وغلق كافتيريا السجن لعدم السماح للسجناء بشراء طعام أو شراب من الحساب الشخصي له من الأمانات التي يضعها أسرهم، وقطع الكهرباء والمياه عن العنابر والزنازين لفترات طويلة، ومصادرة المتعلقات الشخصية من ألبسة وأدوية طبية والغطاء وغيرة في أحيان كثيرة.

إضافة لمنع ممارسة الرياضة أو الخروج من العنابر لفترات طويلة ومنع التعرض للشمس ، ومنع الزيارات للأهالي عن المحبوسين لفترات طويلة، وإيداع المسجون لانفرادي بصفة دائمة وآخرين بصفة مؤقتة ، بل امتد الأمر لتغريب بعض المحبوسين ووضعهم في سجون وأماكن احتجاز بعيدة جدا عن أماكن إقامة عائلاتهم وذويهم.

والأدهى من ذلك، منع السجين أو المحبوس من الاطلاع على القضايا المتهم فيها وعدم السماح له بالاحتفاظ بنسخة منها.

كما يتشابه مصير المعتقلين بمصر مع الشهيد حمال خاشقجي بمنع إدارات السجون بمصر من اقتناء أدوات الكتابة من أوراق وأقلام ليدون السجين ما يشاء، ومنع اقتناء الكتب والصحف والإطلاع عليها.

التصفية الجسدية

وتحت سمع وبصر العالم، تسلك السلطات الانقلابية مسارات جديدة في القمع تفوق في بشاعتها سابقتها؛ حيث يعتمد الانقلاب شكل منهجي لتصعيد عمليات القمع كما ونوعا دون تفرقة بين قاصر وبالغ، رجل وامرأة من كافة الاتجاهات وشرائح المجتمع المصري وارتفعت وتيرة التصفية الجسدية أثناء الاعتقال لتفبرك السلطات بعد أي عملية تصفية رواية مفادها أن الضحايا قتلوا في اشتباك مسلح، إضافة إلى أن قوات الأمن لا زالت تستخدم القوة المميتة في مواجهة تظاهرات معارضة؛ ما أسفر عن إصابة ومقتل العشرات، كما ارتفع أعداد القتلى جراء التعذيب والإهمال الطبي داخل السجون ومقار الاحتجاز المصرية والتي تصدرت سباق القتل مقارنة بالفترات السابقة.

واستمر القضاء المصري على وتيرته المتصاعدة في إصدار أحكام قضائية قاسية تصل إلى الإعدام والسجن المؤبد على مئات المصريين.

السيسي وبن سلمان

ولعل اتهامات العالم اجمع لشخص السيسي بانه القاتل في مصر ، وخير دليل ما قاله الرئيس الامريكي دونالد ترامب بانه “قاتل…” وما طالبت به منظمات العفو الدولية ولجان الامم المتحدة ذات الصلة بمحاكمته، تكشف الازدواجية الساسية التي يتعامل بها العالم مع الحكومات العربية، وهو ما يحمي الطغاة، سواء في مصر او السعودية.

وهو ما يوجب الضغط على أحرار العالم للتحقيق وكشف اللثام عن جرائم السيسي ونظامه بحق الشعب المصري، كما يتمسك قادة العالم باجلاء مصير خاشقجي.

x

‎قد يُعجبك أيضاً

في الذكرى التاسعة للثورة.. مواقع التواصل تغرد «ثورة الغضب 25»

في الخامس والعشرين من يناير كل عام، يحيي المصريون ذكرى ثورتهم الخالدة التي أطاحت برأس ...