“السترات الصفراء” .. هل تباغت السيسي وتحاصره في يناير القادم؟

“مصر ليست تونس”.. هذه العبارة كانت تغضب المصريين عندما كان يرددها بعض المحللين السياسيين وكثير من المحسوبين على نظام المخلوع حسني مبارك، بعد أن أشعل “محمد بو عزيزي” النار في نفسه، رغم أنه لم يكن واضحًا بعد أنها ستتحول إلى “ثورة الياسمين”، وأنها ستؤدي إلى فرار الرئيس التونسي آنذاك زين العابدين بن علي، وأنها ستشعل الأمل في نفوس ملايين من العرب ومنهم المصريون، الذين يتوقون إلى الكرامة والعيش والحرية والعدالة الاجتماعية.

واليوم يقال في إعلام السفيه قائد الانقلاب عبدالفتاح السيسي “مصر ليست فرنسا”، ولعله بات يشعر بأنه ورغم إغلاق ألف باب للحرية وذبح المعارضين، قد تأتي رياح الثورة من حيث لا يحتسب، ومنذ استيلاء السفيه على الحكم عام 2014، شهدت مصر حملة على المعارضة السياسية والنشطاء يقول حقوقيون إنها الأشد في مصر منذ عقود.

إلا أن السفيه السيسي ومعه إعلامه المطبل ومن باع ضمائرهم من السياسيين والكتاب والصحفيين، أسقط في أيديهم وزاغت أبصارهم وهم يتابعونه ما آلت إليه احتجاجات السترات الصفراء التي اندلعت يوم 17 نوفمبر، واستمرت على مدى العطلات الأسبوعية، وأرغمت الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون على إلغاء زيادات مقررة في ضرائب الوقود ورفع الحد الأدنى للأجور.

الجنرالات خائفون

وعلى الفور منعت سلطات الانقلاب متاجر معدات الأمن الصناعي من بيع السترات الصفر للزبائن الأفراد دليلاً على رعب عصابة الجنرالات من نفخ روح الثورة في فحم الغضب المشتعل تحت الرماد، وقالت ناشطة حقوقية إن النيابة العامة أمرت أمس الثلاثاء بحبس محام 15 يومًا على ذمة التحقيق بعد أن نشر صورة له وهو يرتدي سترة صفراء مماثلة لتلك التي يرتديها المحتجون في فرنسا، بل وألقت القبض على أحد المحامين لأنه يرتدي سترة صفراء على فيسبوك!

 

وقبل ثورة يناير لم يصدق المصريون أنفسهم عندما سمعوا نبأ هروب بن علي من تونس، ولم يتخيلوا أن هذا سيكون مصير مبارك بعد أقل من شهر، وتسارعت الأحداث وكبر الأمل في أنه يمكن التخلص من الطغاة العرب قبل أن يموتوا ويورثوا الجمهوريات لأبنائهم، ورغم ذلك لم يتوقع المراقبون أن تؤدي مظاهرات يناير 2011، التي كانت بالأساس ضد بلطجة الشرطة يوم عيدها، إلى تنحية مبارك بعد 18 يوما.

رياح يناير

وقال أحد التجار في شارع كلوت بك: “مضونا على إقرارات إننا ما نبيع السترات الصفراء”، وأضاف: “اللي هيبيع سترة هيعمل لنفسه مشكلة كبيرة”، ورفض التاجر بيع أي سترة من بين عدة سترات معروضة في واجهة المتجر، وقال: “دلوقت كلها للعرض فقط”.

وعاش المصريون 18 يومًا فما يشبه “المدينة الفاضلة” في التحرير، ولن ينسى أحد الفرحة العارمة بعد إعلان عمر سليمان – بأسى – أن مبارك قرر “تخليه” عن السلطة، لكن الشعب استيقظ على غصة عند اكتشاف أن مبارك تخلى عن السلطة تحت ضغط من الجيش أو تمت تنحيته جانبا حتى يعيش النظام، وأن الشعب لم يسقط النظام كما هتف الملايين فرحا ووهما في ميدان التحرير وميادين مصر يوم 11 فبراير 2011، وكما طالعنا مانشيت صحيفة “الأهرام” في اليوم التالي، فهل يعيد الشعب المحاولة؟

x

‎قد يُعجبك أيضاً

السيسي يُطعم المصريين الخبز المصاب بـ”الإرجوت” السام لإرضاء الروس!

رصد تقرير استقصائي لموقع “أريج” كيف يُطعم السيسي المصريين الخبز المصاب بفطر قمح “الإرجوت” لإرضاء ...