تحليل أمريكي: السيسي يبيع مصر من أجل شرعنة انقلابه

كشف الكاتب الحقوقي أبو الفتوح قنديل عن أن “السيسي مثل ترامب وكلاهما وضع بلاده للبيع” وذلك في مقال نشرته دورية عالم الجماهير “بيبولز وورلد” الأمريكية، موضحًا أن الديكتاتور عبد الفتاح السيسي والصديق الجيد لدونالد ترامب، لديه الكثير من القواسم المشتركة مع رئيس الولايات المتحدة أكثر من أساليبه الاستبدادية.

وأشار إلى أنه مثل ترامب يضع موارد بلاده الحيوية ومصالحه القومية للبيع من أجل إثراء نفسه وخدمة محسناته من الشركات والأجانب.

وخلص الكاتب إلى أن عبد الفتاح السيسي باع الحدود البرية والبحرية المصرية، بما في ذلك الموارد الطبيعية، مما تسبب في خسائر إستراتيجية واقتصادية في مصر تؤثر على دولة البلاد.

وأضاف أن السيسي قائد الانقلاب العسكري عام 2013، تخلى عن جزء كبير من حقوق وسيادة مصر على الأراضي والبحار والموارد الوطنية الأخرى. وقال إنه يفعل ذلك لمصلحة المؤسسات والشركات الأجنبية الذين بدورهم يخطبون جيوبه ويشرعنون حكمه.

وربط بين أفعال السيسي أن ترامب ببيع الأراضي العامة لشركات التعدين وبيعه لقرارات السياسة الخارجية من أجل المال والمصالح لعديد من الجهات الخارجية مثل السعودية والإمارات.

بيع الجزر

واعتبر الكاتب أن التنازلات الطوعية للسيسي لها عواقب وخيمة على الأمن القومي المصري وعلى الدخل القومي. مثل الديكتاتوريين الآخرين، وأن السيسي قدم هذه التنازلات دون اتباع المعايير الديمقراطية فلا يسعى أبدًا للحصول على موافقة حتى من “برلمان الانقلاب” المزيف في مصر.

ومن ذلك جزر تيران وصنافير، وحقول الغاز الطبيعي بالبحر الأبيض المتوسط، وجزيرة خيوس ما هي إلا أمثلة قليلة عن كيفية وضع مصر للبيع.

وأوضح أن جزيرتي تيران وصنافير تقعان جنوب شرق شبه جزيرة سيناء عند الطرف الشمالي للبحر الأحمر، على بعد ستة أميال من ميناء شرم الشيخ، مضيفا أن البحر حول الجزر غنيٌّ بالشعاب المرجانية والحياة البحرية، مما يجعله وجهة شهيرة للغواصين والسائحين.

وأضاف: للجزر أيضا أهمية استراتيجية؛ لأنها تقود المضيق وصولاً إلى خليج العقبة، على طول الحدود الشرقية لمصر.

وفي 17 أغسطس 2017، وقع الجنرال الانقلابي السيسي اتفاقية حدود بحرية مع المملكة العربية السعودية. وفقا لهذه الاتفاقية، تخلى عن الجزيرتين إلى المملكة العربية السعودية، واعتبر أن “الهبة”مثلت انتهاكًا مباشرًا لحكم المحكمة العليا المصرية الصادر في 16 يناير 2017 والذي قضى بأن الجزر كانت، دون أدنى شك، مصرية.

وأكد الكاتب أن هدية السيسي إلى المملكة العربية السعودية أدت إلى خسارة مصر للعديد من الحقوق والامتيازات بعدما فقدت البلاد ملكية وسيادة جزء كبير من مياهها الإقليمية.

وأشار على وجه التحديد إلى أن مصر فقدت السيطرة على مضيق تيران، وحرمت من حقها في تنظيم الوصول إلى البلاد من خلال طريق بحري مهم في حالة الهجوم أو أي نوع آخر من حالات الطوارئ التي قد تتطلب التدخل في المضيق.

واعتبر الكاتب أنه بسبب العمل الانفرادي من جانب السيسي فقدت مصر سيطرتها على خليج العقبة وفقدت حقوق الملاحة عبر البحر الأحمر، فضلاً عما رآه تصرفًا أحادي الجانب تخلى فيه السيسي جوهريًّا عن السيطرة المصرية على حدود شبه جزيرة سيناء.. هذا يعرض المنطقة لتهريب المخدرات والأسلحة إلى مصر؛ مما يزيد من خطر الإرهاب.

هبات بحرية

وأورد أن هبات السيسي تؤدي إلى حصول “إسرائيل” على وصول غير مشروط إلى البحر الأحمر، وهذا يسمح بتأسيس مشروعين إسرائيليين محتملين من شأنه أن يعرض الأمن والثراء المصريين للخطر، ألا وهما خط سكك حديد أسدود وقناة أشدود، وستسمح هذه المشاريع بتوصيل ميناء إيلات الجنوبي المحتلين على البحر الأحمر بميناء أشدود الشمالي. سوف تخلق هذه المشاريع بدائل للتجارة الدولية التي تحل محل قناة السويس.

وأضاف أن خسارة كل من القيمة الإستراتيجية والاقتصادية لقناة السويس، والتي تعد واحدة من أهم مصادر الدخل القومي المصري، ستكون ذات فائدة كبيرة للمملكة العربية السعودية وإسرائيل ومصالح شركات النفط الغربية.

اتفاقية قبرص

وأضاف: من سلسلة تنازلات السيسي التوقيع على اتفاقية الحدود البحرية مع قبرص، وأن هذه الاتفاقية خفضت حجم المياه الوطنية المصرية في البحر الأبيض المتوسط وتخلى السيسي عن السيطرة على حقول الغاز الطبيعي في سامسون وأفروديت وليفياثان.

وأشار إلى أن الحقول تقع في مناطق حول جبل إراتوستينس الذي يخضع للسيطرة المصرية منذ عام 200 قبل الميلاد! تحقق الحقول ربحًا سنويًا قدره 200 مليار دولار خسرته مصر.

خيوس لليونان

وأضاف الكاتب: جزيرة خيوس كمثال آخر حيث الموقع الجغرافي للجزيرة وحدودها مع بحر إيجة ومضيق خيوس والبحر المتوسط يمنحها قيمة اقتصادية وتاريخية عظيمة، وأن الجزيرة لديها العديد من المعالم من الحضارات المختلفة، وتعتبر جزيرة خيوس متحفًا مفتوحًا يجتذب السياح من جميع أنحاء العالم.

وأضافت أن الجزيرة معلم سياحي مملوك لمصر حتى تم تأجيرها لليونان في عام 1997 مقابل مليون دولار سنويا مع زيادة في الإيجارات السنوية بنسبة 10٪. وقع السيسي اتفاقية حدود بحرية مع اليونان؛ حيث سلم جزيرة خيوس إلى اليونان.

x

‎قد يُعجبك أيضاً

في الذكرى التاسعة للثورة.. مواقع التواصل تغرد «ثورة الغضب 25»

في الخامس والعشرين من يناير كل عام، يحيي المصريون ذكرى ثورتهم الخالدة التي أطاحت برأس ...