لماذا حارب السيسي الدين علانية في 2018؟



لم يترك السفيه قائد الانقلاب عبد الفتاح السيسي فرصة إلا وحارب فيها الدين الإسلامي، مرّة بزعم تجديد خطابه، ومرّة عن ثورة دينية، وقبل ذلك في تسريب لحوار بينه وبين رئيس تحرير صحيفة المصري اليوم، أبرز السفيه السيسي كراهيته الدفينة للدين والمتعلقة بالرؤى والأحلام، وتأويلاتها، حتى أن أسوشيتيد برس، وصفت السفيه السيسي بعد تلك التسريبات، بالجنرال الروحاني!
عمومًا، العلاقة بين جنرالات العسكر والدين هي علاقة شائكة، ومنذ أمد بعيد وفي مصر يعتبر البعض أن ما يحدث الآن، ومنذ انقلاب 3 يوليو، وربما قبل ذلك أيضًا، هو تجلّ لإشكاليات هذه العلاقة، كما أنّ السفيه السيسي نفسه لم يخفِ أن سببًا من أسباب تحركه بالجيش ضد الرئيس المنتخب محمد مرسي، وجماعة الإخوان المسلمين هو “الخوف من إعلان خلافة إسلامية”.

ظواهر غريبة!
وحمل حمل عام 2018، ظواهر اجتماعية غريبة نشرها إعلام العسكر في إطار الحرب ضد الدين؛ فمن الاستعانة براقصات باحتفالات المدارس ورقص التلاميذ والمعلمين، إلى تزايد حالات “الانتحار”، وقتل الأبناء، والأزواج، وزيادة نسب “الطلاق”، وارتفاع صوت “المثليين”، وزيادة جرائم “تبادل الأزواج”، و”زنا المحارم”، وحتى طرح “فياجرا نسائية” ودعوات تقنين “الدعارة”، وبالمقابل مطالبات برلمانية وإعلامية بمنع النقاب في مصر.
من جانبها تعتقد الدكتورة أميمة السيد، استشاري المشكلات الاجتماعية والنفسية، أن “معظم هذه الكوارث، مع مطالبات البرلمان بمنع النقاب ليس بينها تناقضا بل تناغم وانسجام، وهو نتاج لضعف الوازع الديني والبعد عن الشريعة”، وأضافت أن “البرلمان يأتي ليختم كل هذا بمطلب عجيب، مضمونه بعيد كل البعد ليس فقط عن أوامر الله عز وجل، بل عن الآراء المنادية بالحريات من حرية الرأي للملبس بما لا يتعدى حريات الآخرين”.
وأشارت إلى أن ظاهرة الانتحار الأكثر والأفجع بالمجتمع المصري بعام 2018، وتحديدا بمترو الأنفاق، موضحة أن “لها عدة أسباب اجتماعية ونفسية أبرزها تدني وسوء الأحوال الاقتصادية وقلة دخل الفرد، ما انعكس بدوره على العلاقات الاجتماعية ككل وبالتالي حدوث الأزمات النفسية المتلاحقة”.
وتقول الكاتب المتخصصة بشؤون الأسرة والمجتمع ناهد إمام: “ما يمر به المجتمع المصري فسره عبد الرحمن الكواكبي من قديم عن طبائع الاستبداد وما تحدثه من تغيرات وتأثيرات سلبية مجتمعيا، أضف لذلك تدهور الأحوال الاقتصادية ومعروف أن الاقتصاد أساس الاجتماع”.
وأضافت إمام أنه من “الطبيعي أن تطل الظواهر الاجتماعية الغريبة برأسها، فهناك اختلال قديم بمنظومة القيم، وقلة وعي، ومجاراة لقيم الاستهلاك، والفردانية التي تتوحش كل يوم”، موضحة أن “هناك أسبابا نفسية خاصة بطبيعة البشر، وأخرى عالمية، وجميعها تتشابك بعشوائية لتنهرس تحت عجلاتها جموع الناس”.
وأشارت الكاتبة الصحفية، إلى صراعات نفسية غير طبيعية يعيشها المصري، بالإضافة لتزايد الفجوات بين المبادئ والواقع، بين الأغنياء والفقراء، مؤكدة أن “بعض هذه الظواهر انفجارات متوقعة لتراكمات ملتهبة لجروح اجتماعية تحت قشرة ضعيفة، وبعضها نتائج متوقعة لتخبط وتفسخ بجميع الأصعدة”.

طال الكل
وقالت: “لا نبالغ بوصفنا الحال بأنه غاية البؤس والضياع، فما بين الخوف والحاجة والعوز يعيش المصريون بشكل نسبي، لكنه طال الكل”، لكن أستاذ الفقه الإسلامي البرلماني السابق حاتم عبد العظيم علّق على خطاب سابق للسفيه السيسي قائلا “أعظم إساءة للإسلام هم أولئك المجرمون المنتسبون إليه زورا، الذين اغتصبوا الحكم عنوة وقتلوا الأبرياء غدرا، وانتهكوا الحرمات جهارا وعاثوا في الأرض فسادا”.
ورأى عبد العظيم أن هذه هي الطريقة التي اعتادها السفيه السيسي لتسويق نفسه لدى اليمين المتطرف في الغرب، فهو يروج لنفسه بأنه يتبنى أفكارهم ذاتها حول الإسلام، واعتبر أن السفيه السيسي حاول إجراء تعديلات في مناهج الأزهر بدعم من وزير الأوقاف مختار جمعة، لكن تماسك مؤسسة الأزهر تحول دون المضي قدما في هذا الاتجاه، وهو ما يفسر الحملات الإعلامية العنيفة على الأزهر.
لكن التصريح الأقسى والأكثر وضوحا ضد الإسلام، جاء على لسان السفيه السيسي في عام 2015 خلال مشاركته في الاحتفال بالمولد النبوي، حيث قال “هناك نصوص دينية مقدسة تعادي الدنيا كلها، مش معقول يكون الفكر اللى بنقدسه ده يدفع الأمة بالكامل للقلق والخطر، ومش معقول 1.6 مليار هيقتلوا الدنيا كلها اللي فيها 7 مليار علشان يعيشوا هما”.


x

‎قد يُعجبك أيضاً

في الذكرى التاسعة للثورة.. مواقع التواصل تغرد «ثورة الغضب 25»

في الخامس والعشرين من يناير كل عام، يحيي المصريون ذكرى ثورتهم الخالدة التي أطاحت برأس ...