قتل المختفين قسريًّا.. كروت تهنئة يرسلها السيسي في ليلة الكريسماس

في ليلة الكريسماس وأثناء هطول الثلج، يمنح “بابا نويل” أو “سانتا كلوز” الأطفال والكبار الهدايا وهم نائمون؛ من أجل إسعادهم وإدخال البهجة إلى قلوبهم، بينما يقوم “سانتا كلوز” الانقلاب الجنرال السفيه عبد الفتاح السيسي بقتل 14 مختفيًا قسريًا عبر تصفيتهم بالعريش، لا لشيء إلا لبث الثقة لدى المسيحيين قبل احتفالاتهم بأعياد الميلاد!.

التصفيات الأخيرة كانت من خلال ميليشيات وزارة الداخلية التي تقدمت بالبشارة إلى بابا الانقلاب تواضروس الثانى، بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية، عبر صفحتها الرسمية على الفيسبوك، بالزعم أن “قطاع الأمن الوطني رصد بؤرة إرهابية تخطط لتنفيذ سلسلة من العمليات الإرهابية ضد المنشآت المهمة والحيوية ورجال القوات المسلحة والشرطة بإحدى المناطق النائية بمدينة العريش”.

وما زال المصريون يذكرون وزير الدفاع عام 2013 السفيه السيسي، عندما طالب الشعب بمنحه تفويضا لمحاربة “الإرهاب المحتمل”، وهو التفويض الذي اتخذه جسرا للانقلاب على سلطة رئيسه المنتخب محمد مرسي، لكن النتيجة بعد ذلك كانت انتشار الإرهاب لا القضاء عليه.

مسرح الجريمة

السفيه السيسي أو “سانتا كلوز” الانقلاب، أمر كذلك بتكثيف الانتشار بجميع مديريات الأمن، في المحاور والشوارع والميادين والمناطق والمنشآت المهمة ودور العبادة؛ استعدادا لاستقبال احتفالات عيد الميلاد ورأس السنة الميلادية، تزامن ذلك مع تواجد أمني مكثف حول الكنائس بالقاهرة الكبرى والشوارع المؤدية لها، وإنشاء نقاط ارتكاز أمنية، مع غلق الشوارع المتربطة بالكنائس، ونشر الكلاب البوليسية ووحدات الكشف عن المفرقعات، وسيارات الإسعاف، ووحدات شرطة سرية، بالإضافة إلى العناصر الرسمية.

إعلان الداخلية عن تصفية 14 مسلحا بالعريش، لم يكن الأول خلال الأيام الماضية، حيث سبق وأن أعلنت عن تصفية 8 مواطنين بمدينة السلام شرق القاهرة، قالت إنهم من أعضاء حركة حسم، وأنهم كانوا يخططون أيضا لتنفيذ عمليات ضد الأقباط في أعياد الميلاد ورأس السنة الميلادية.

الملفت للنظر أن هذه الأخبار تخرج عن مصدر واحد هو وزارة الداخلية وبصيغة واحدة، وتكاد تكون الأعداد التي يتم الإعلان عن تصفيتها خلال الأسابيع الماضية، واحدة، حيث تترواح الأرقام بين 12 و11 و14 بكل عملية، دون تحديد أشخاصهم أو الكشف عن تفاصيل أخرى متعلقة بالتحقيقات التي يتم إجراؤها لمعرفة ملابسات ما جرى.

خطة سانتا كلوز العسكر، قبل أعياد المسيحيين تعتمد على بث الثقة في نفوسهم من خلال عدة إجراءات، منها السياسي وهو ما يقوم به السفيه السيسي بنفسه، ومنها الأمني الذي تقوم به وزارة الداخلية، ومنها الديني أيضا وهو ما قامت به دار الإفتاء التي نشرت عبر صفحتها بالفيسبوك فيديوجرافيك تؤكد فيه أن هدم الكنائس أو تفجيرها أو قتل من فيها أو ترويع أهلها، يعتبر اعتداء على “ذمة الله ورسوله”، مع أن من يقوم بذلك هم من يحذرون وينشرون البيانات ويقتلون المختفين قسريا، وليس أدل على ذلك من تورط اللواء حبيب العادلي، وزير داخلية المخلوع مبارك في تفجير كنيسة القديسين بالإسكندرية.

إعدام الإخوان

التصفيات التي تحدث في سيناء وتتزامن مع أعياد المسيحيين، تخضع لإدارة اللواء عباس كامل، رئيس المخابرات العامة، والذي يمسك بيديه خيوط باقي الأجهزة، سواء المرتبطة بالداخلية أو المخابرات الحربية، ولذلك ليس مستبعدا أن يتم الإعلان عن مثل هذه التصفيات من أجل تهدئة نفوس المسيحيين، وإيصال رسالة للرأي العام بأن الأوضاع الأمنية لا تشهد أزمة ولا يوجد ما يدعو للقلق.

تقول الناشطة السياسية منى الزملوط: “الداخليه في العريش أعلنت عن مقتل ١٤ شخصًا قالت إنهم إرهابيون وقتلناهم في هجوم، وعاملين إخفاء لوجوه القتلى بخلاف لبسهم الصيفي والخريفي والشباشب واللي واضح من كل ده إنهم مختفين قسريا من فترة، مش أول مرة الداخلية في العريش تصفي مختطفين وتجيبهم في بيت مهجور وترمي جنبهم سلاح وتصورهم”.

وتضيف: “فيه رجل امبارح اتعرف على صورة ملابس ابنه، وقال إن ابنه اختفى من ٤ شهور بالملابس دي من على كمين في شارع البحر بالعريش، وأنه يبحث عنه مش عارف له مكان ولا أي معلومة. الشرطه تعمدت إخفاء وجوههم وبياناتهم لأن أهاليهم فعليا بتدور عليهم ومختفين على أكمنة داخل العريش من فترة”.

وتابعت: “لا يوجد شهود عيان حتى الآن على واقعة الهجوم الذي ادعته الشرطة داخل العريش والشرطة تعمدت التصوير في زاوية مغلقة داخل مكان مغلق غير معلوم. فكيف يكون هجوما واشتباكا كما ادعت؟”.

وقد تبدو فرضية تسييس الهجمات على الكنائس مفهومة طالما أن “شرعية” الانقلاب قامت أساسا على مقاومة الإرهاب وما زالت تتغذى عليه، لا سيما أن السفيه السيسي حصل على “تفويض” آخر من الرئيس ترامب، ففي لقائهما بالبيت الأبيض أشاد ترامب بالسفيه، قائلا إنه “يقوم بعمل رائع وسط ظروف صعبة”، مضيفا “لديك صديق حميم هنا في الولايات المتحدة”.

وإذا كان المخلوع مبارك قد استهدف فعلا كنيسة القديسين لإشعال فتيل الفتنة قبل سقوطه، فمن الجدير الاهتمام بما نقلته وسائل إعلام عن هتافات رددها بعض المسيحيين الغاضبين، ومنها “الشعب يريد إعدام الإخوان”، بينما لا تزال أحكام الإعدام بحق قادة الإخوان المسلمين معلقة.

x

‎قد يُعجبك أيضاً

في الذكرى التاسعة للثورة.. مواقع التواصل تغرد «ثورة الغضب 25»

في الخامس والعشرين من يناير كل عام، يحيي المصريون ذكرى ثورتهم الخالدة التي أطاحت برأس ...