العجل وقع.. هل ينسى السيسي العشرة ويخلع “عباس كامل”؟

أصبح “محمود” نجل السفيه قائد الانقلاب عبد الفتاح السيسي على بعد خطوة واحدة من منصب مدير المخابرات، وبالتالي بات اللواء عباس كامل، مدير المخابرات الحالي، على بعد ذات الخطوة من الخلع والإزاحة من المنصب، شأنه شأن جميع رفاق الانقلاب في يوليو 2013، إنها إذن مسألة وقت وعلى عباس ان يحبس أنفاسه ويعد الثواني والدقائق قبل حزم حقائبه.

ويتبع السفيه السيسي سياسة جديدة في إدارة المؤسسة العسكرية في مصر، صاحبة القرار الأول والأخير في مصير البلاد على كافة الأصعدة السياسية والعسكرية والاقتصادية أيضا، عبر حركة تنقلات وتغييرات في قيادات الجيش، وشملت حركة التغييرات تعيين اللواء خالد مجاور، مديراً لإدارة المخابرات الحربية، خلفا للواء محمد الشحات، وتعيين اللواء صلاح سرايا قائدا للمنطقة الغربية العسكرية التي تتولى تأمين الصحراء المتاخمة للحدود مع ليبيا.

ولا يمكن أن نتذكر لقاء عقده السفيه السيسي داخلياً أو خارجياً إلا واللواء عباس حاضر فيه يسمع ويدون المحاضر ويتابع التوصيات، ولا يمكن تذكُّر أى اجتماع أمنى أو اقتصادى أو إعلامى أو شعبى أو رحلة داخلية أو خارجية إلا والرجل طرف مشارك فيها فى صمت وبُعد عن الأضواء، حتى التسريبات التي خرجت من مكتب السفيه كان هو النجم الثاني لها بعد السفيه نفسه.

“عباس” لا يعمل وحده، بل لديه شبكة علاقات متشعبة وقوية مع قطاعات مختلفة من المجتمع تكفل له الاستعانة بها فى إنجاز تكليفات وإنجاز المهام الصعبة الموكلة إليه من السيسي، فهل يدافعون عنه إذا وقع العجل؟

خزنة أسرار

وأثير الحديث حول قيام السفيه السيسي، بترقية ابنه محمود الضابط بالمخابرات العامة ترقية استثنائية من رتبة رائد لرتبة عميد، وتعيينه نائبا لرئيس جهاز المخابرات العامة، الذي ترأسه اللواء كامل “خزنة أسرار السيسي”، وتحدث كتاب وصحفيون معارضون عن ترقية محمود السيسي، من منصب رئيس المكتب الفني لرئيس جهاز المخابرات العامة، ليصبح الرجل الثاني بالجهاز السيادي، وذلك إلى جانب تعيين نجل السفيه السيسي الأصغر حسن المهندس السابق بإحدى شركات البترول، في إدارة الاتصال بجهاز المخابرات العامة.

وأنحى محللون وسياسيون باللائمة على السفيه السيسي، في تراجع أداء جهاز المخابرات العامة، وفقدانه السيطرة على العديد من الملفات الإقليمية لحساب دول أخرى، وفشل الجهاز في الحفاظ على خيوط اللعبة السياسية بالمنطقة، وإفلاتها من يده.

وأكدوا أن السفيه السيسي عمل منذ الانقلاب في يوليو 2013 على تهميش دور جهاز المخابرات العامة، وتحجيمه، وتفريغه من كوادره التي تتمتع بخبرات قديمة، وكفاءات عالية من خلال سلسلة إقالات لوكلاء وضابط الجهاز، وتغيير رئيسه أكثر من مرة.

وقال مصدر لـ”الحرية والعدالة” أن عباس كامل مشغول طوال الوقت بأمرين، أولهما، التعامل مع الملفات المحلية التي تحظى باهتمام السيسي، وتقديم المشورات له، وثانيهما، ملف الإعلام الذي يهيمن عليه منذ انقلاب يوليو، وحافظ عليه بحوزته حتى بعد انتقاله إلى المخابرات العامة، في حين سقطت ملفات خارجية من الحسبان، وضعفت قدرة الجهاز شيئا فشيئا.

وأضاف المصدر أن السفيه السيسي امتنع عن تعيين ابنه مديراً لـ«المخابرات العامة» قبل مسرحية انتخابات الرئاسة السابقة، وعزا ذلك لأنه كان سيفجر انتقادات كبيرة ضده، وهو ما جعل السفيه يؤجل ذلك مع الحفاظ على بقاء ابنه “رجل ظلّ” في الجهاز إلى الوقت المناسب.

ابني أولى!

هكذا، يحيط السفيه السيسي نفسه بمجموعة يثق بها جيداً، فاللواء كامل كان يعمل معه في المخابرات الحربية التابعة للجيش، ثم تم تعيينه مديراً لمكتب السفيه السيسي بعد فوز الأخير في مسرحية الانتخابات الرئاسية عام 2014، كما يُنسب إليه أنه كان من أقنع السفيه السيسي بالترشح للرئاسة بعد الانقلاب.

أما ابنه محمود، الذي يندر وجود صورة له في الصحافة أو على الإنترنت، فهو واحد من أربعة أولاد للسفيه السيسي، ثلاثة أبناء وابنة، وهو الأكبر، ويعمل في المخابرات العامة، يليه مصطفى الذي يعمل في الرقابة الإدارية، وفي حديث خلال أحد المؤتمرات، قال السفيه السيسي عن ابنه الثالث، حسن، إنه تقدم مرتين بطلب إلى وزارة الشؤون الخارجية، نافياً أنه توسط لتوظيفه، لكنه لم يذكر أين صار يعمل.

وكانت تقارير صحفية نُشرت في يوليو 2016، قد تنبأت أن محمود نجل السفيه السيسي، الذي “يهتم بالأمن الداخلي ومكافحة التجسس مع إمكانية إجراء عمليات استخباراتية في الخارج”، واستطاع في غضون زمان وجيز تحقيق مسيرة مهنية متصاعدة، سوف يصل إلى “أعلى منصب في سلسلة القيادة… إنها مسألة وقت فقط”.

كذلك، ورد اسما عباس كامل ومحمود السيسي في الصحافة الإيطالية ضمن تحقيقاتها في ملف مقتل الطالب والباحث الإيطالي، جوليو ريجيني، الذي اختطف في يناير 2016، وتمت تسوية قضيته أخيراً في اتفاق بين جنرالات الانقلاب وروما بعدما توترت العلاقات بينهما، وعادت روما مجدداً تطالب بمحاكمة القتلة.

x

‎قد يُعجبك أيضاً

في الذكرى التاسعة للثورة.. مواقع التواصل تغرد «ثورة الغضب 25»

في الخامس والعشرين من يناير كل عام، يحيي المصريون ذكرى ثورتهم الخالدة التي أطاحت برأس ...