\” فَإِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا \”

تمهيد حول طبيعة الطريق في هذه الحياة:
في دنيا الرياضة تعارف الناس على ألعاب القوة التي تضم مجموعة متنوعة من الأنشطة تنقسم إلى قسمين رئيسيين: فعاليات تقام داخل الملعب في الهواء الطلق أو داخل الصالات مثل العدو، الرمي، القفز. وفعاليات تقام خارج الملعب كالماراثون والمشي، والعدو الريفي. اللاعب إن لم يكن مدرباً تدريباً عالياً على العدو أو الرمي أو القفز أو الجري أو المشي سقط في بداية الطريق أو في منتصفه أو قبل آخره, وهكذا كثير من الألعاب الرياضية .., وذلك لأنه لم يقدر المسافة واستهان بها في تدريبه واستعداده , فلم يتأهب لها نفسياً وبدنياً , ولم يعرف طبيعة الملعب أو الأرض التي سيلعب عليها , أو قوة وضعف خصمه , فسقط ولم يواصل السير ولم يقو على قطع المسافة..
 
وهكذا السائر إلى الله إذا لم يعرف طبيعة الطريق في هذه الحياة الدنيا سقط في أوله أو في وسطه أو في آخره , وفي الحقيقة أنه ليس عيباً أن يسقط الإنسان على الأرض مرة ثم ينهض بعدها ولكن العيب كل العيب أن يسقط ويظل طريحاً لا يقوى على السير بعدها ..
 
–     إن طبيعة الطريق في هذه الحياة شاقة وطويلة وغير مفروشة بالورود ولا الرياحين ولكنها محفوفة بالأشواك من كل مكان , فلربما مزقت الثياب بعد تجديده وأصابت البدن بعد صحته والمال بعد كسبه والقلب بالحزن بعد الفرح والشقاء بعد السعادة ..
 
يقول الله تعالى:\” الم (1) أَحَسِبَ النَّاسُ أَنْ يُتْرَكُوا أَنْ يَقُولُوا آَمَنَّا وَهُمْ لَا يُفْتَنُونَ (2) وَلَقَدْ فَتَنَّا الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ فَلَيَعْلَمَنَّ اللَّهُ الَّذِينَ صَدَقُوا وَلَيَعْلَمَنَّ الْكَاذِبِينَ (3)\”العنكبوت
 
\” أَمْ حَسِبْتُمْ أَنْ تَدْخُلُوا الْجَنَّةَ وَلَمَّا يَأْتِكُمْ مَثَلُ الَّذِينَ خَلَوْا مِنْ قَبْلِكُمْ مَسَّتْهُمُ الْبَأْسَاءُ وَالضَّرَّاءُ وَزُلْزِلُوا حَتَّى يَقُولَ الرَّسُولُ وَالَّذِينَ آَمَنُوا مَعَهُ مَتَى نَصْرُ اللَّهِ أَلَا إِنَّ نَصْرَ اللَّهِ قَرِيبٌ (214)\”البقرة
 
\”أَمْ حَسِبْتُمْ أَنْ تَدْخُلُوا الْجَنَّةَ وَلَمَّا يَعْلَمِ اللَّهُ الَّذِينَ جَاهَدُوا مِنْكُمْ وَيَعْلَمَ الصَّابِرِينَ (142)\”آل عمران
 
\”أَمْ حَسِبْتُمْ أَنْ تُتْرَكُوا وَلَمَّا يَعْلَمِ اللَّهُ الَّذِينَ جَاهَدُوا مِنْكُمْ وَلَمْ يَتَّخِذُوا مِنْ دُونِ اللَّهِ وَلَا رَسُولِهِ وَلَا الْمُؤْمِنِينَ وَلِيجَةً وَاللَّهُ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ (16)\”التوبة
 
عَنْ خَبَّابٍ رضي الله عنه ، قَالَ : أَتَيْنَا رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهُوَ مُتَوَسِّدٌ بِرِدَاءٍ لَهُ فِي ظِلِّ الْكَعْبَةِ ، فَقُلْنَا : يَا رَسُولَ اللَّهِ ، أَلا تَدْعُو اللَّهَ أَلا تَسْتَنْصِرُ ؟ فَجَلَسَ مُحْمَرًّا وَجْهُهُ غَضْبَانًا ، ثُمَّ قَالَ : \” لَقَدْ كَانَ مَنْ قَبْلَكُمْ وَإِنَّ أَحَدَهُمْ لَتُحْفَرُ لَهُ الْحُفْرَةُ ، ثُمَّ يُوضَعُ فِيهَا ثُمَّ يُوضَعُ الْمِنْشَارُ عَلَى رَأْسِهِ ، ثُمَّ يُمْشَطُ بِأَمْشَاطِ الْحَدِيدِ مَا دُونَ عَظْمِهِ ، فَمَا يَصْرِفُهُ ذَلِكَ عَنْ دِينِهِ ، وَلَكِنَّكُمْ تَعْجَلُونَ ، وَاللَّهِ لَيُتَمَّنَّ هَذَا الأَمْرُ حَتَّى يَسِيرَ الرَّاكِبُ مِنْ صَنْعَاءَ إِلَى حَضْرَمَوْتَ لا يَخَافُ إِلا اللَّهَ وَالذِّئْبَ عَلَى غَنَمِهِ \” .رواه الطبراني في المعجم الكبير
 
من لم يكن على علم بذلك أصيب بحساسية في صدره أثناء صعوده سلم الحياة وتسلقه لدرجاته في بداية الطريق أو منتصفه أو قبل الوصول إلى نهايته لأنه من المعلوم أن الحساسية الصدرية من أشهر الأمراض التي يهيجها تغير المواسم، فتقلبات الطقس المفاجئة والتي تتمثل في هبوب الرياح تنقل المواد المهيجة والمثيرة للحساسية، أضف إلى هذا ما تسببه تقلبات الجو من الإصابة بفيروسات الإنفلونزا المختلفة، والتي تعتبر من المهيجات الشائعة للحساسية الصدرية.
 
ومهيجات الحساسية في الحياة كثيرة منها انتقال الفرد من الغنى إلى الفقر ومن الصحة إلى المرض ومن النعيم إلى البؤس ومن الربح إلى الخسارة .. إن لم ينتبه لنفسه ويحصنها سقط أرضاً وتوقف عن السير .
 
–     أيضاً من طبيعة الطريق في هذه الحياة الدنيا أن تمحيص الصفوف بالعسر والشدائد والابتلاء سنة يقول تعالى:\” وَكَذَلِكَ جَعَلْنَا لِكُلِّ نَبِيٍّ عَدُوًّا شَيَاطِينَ الْإِنْسِ وَالْجِنِّ يُوحِي بَعْضُهُمْ إِلَى بَعْضٍ زُخْرُفَ الْقَوْلِ غُرُورًا وَلَوْ شَاءَ رَبُّكَ مَا فَعَلُوهُ فَذَرْهُمْ وَمَا يَفْتَرُونَ (112)\” الأنعام
 
\”وَكَذَلِكَ فَتَنَّا بَعْضَهُمْ بِبَعْضٍ لِيَقُولُوا أَهَؤُلَاءِ مَنَّ اللَّهُ عَلَيْهِمْ مِنْ بَيْنِنَا أَلَيْسَ اللَّهُ بِأَعْلَمَ بِالشَّاكِرِينَ (53) \” الأنعام
 
\”وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ حَتَّى نَعْلَمَ الْمُجَاهِدِينَ مِنْكُمْ وَالصَّابِرِينَ وَنَبْلُوَ أَخْبَارَكُمْ (31)\”محمد
 
\”الَّذِينَ قَالَ لَهُمُ النَّاسُ إِنَّ النَّاسَ قَدْ جَمَعُوا لَكُمْ فَاخْشَوْهُمْ فَزَادَهُمْ إِيمَانًا وَقَالُوا حَسْبُنَا اللَّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ (173)\” آل عمران
 
\”وَلَمَّا رَأَى الْمُؤْمِنُونَ الْأَحْزَابَ قَالُوا هَذَا مَا وَعَدَنَا اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَصَدَقَ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَمَا زَادَهُمْ إِلَّا إِيمَانًا وَتَسْلِيمًا (22)\” الأحزاب
 
\”وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَقُولُ آَمَنَّا بِاللَّهِ فَإِذَا أُوذِيَ فِي اللَّهِ جَعَلَ فِتْنَةَ النَّاسِ كَعَذَابِ اللَّهِ وَلَئِنْ جَاءَ نَصْرٌ مِنْ رَبِّكَ لَيَقُولُنَّ إِنَّا كُنَّا مَعَكُمْ أَوَلَيْسَ اللَّهُ بِأَعْلَمَ بِمَا فِي صُدُورِ الْعَالَمِينَ (10) وَلَيَعْلَمَنَّ اللَّهُ الَّذِينَ آَمَنُوا وَلَيَعْلَمَنَّ الْمُنَافِقِينَ (11)\”العنكبوت
 
\”لَتُبْلَوُنَّ فِي أَمْوَالِكُمْ وَأَنْفُسِكُمْ وَلَتَسْمَعُنَّ مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِنْ قَبْلِكُمْ وَمِنَ الَّذِينَ أَشْرَكُوا أَذًى كَثِيرًا وَإِنْ تَصْبِرُوا وَتَتَّقُوا فَإِنَّ ذَلِكَ مِنْ عَزْمِ الْأُمُورِ (186)\” آل عمران
 
إن الرجال مع شدائد الحياة وعسرها كالنبات منه ماله جذور ممتدة في الأرض يصعب خلعها ومنه ما ليس له جذور تحركه الرياح وتفيئه كيفما شاءت مثل ورد النيل الذي يطفوا على وجه الماء من كثافته يظنه البعض قوياً ولكنه زبد طفى وسرعان ما يخبوا ..
 
الطريق وعرة وطويلة وشاقة ولكنها مضمونة النتائج:
رغم شدائدها ومخاطرها وطولها فإنها محمودة العواقب شريطة أن يسير المرء على هدي ربه وسنة نبيه وكله ثقة في موعود الله
 
\”إِنَّ الْأَرْضَ لِلَّهِ يُورِثُهَا مَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ وَالْعَاقِبَةُ لِلْمُتَّقِينَ (128)\” الأعراف
\”تِلْكَ الدَّارُ الْآَخِرَةُ نَجْعَلُهَا لِلَّذِينَ لَا يُرِيدُونَ عُلُوًّا فِي الْأَرْضِ وَلَا فَسَادًا وَالْعَاقِبَةُ لِلْمُتَّقِينَ (83)\”القصص
 
\”وَلَقَدْ كَتَبْنَا فِي الزَّبُورِ مِنْ بَعْدِ الذِّكْرِ أَنَّ الْأَرْضَ يَرِثُهَا عِبَادِيَ الصَّالِحُونَ (105) إِنَّ فِي هَذَا لَبَلَاغًا لِقَوْمٍ عَابِدِينَ\”الأنبياء
 
لماذا يبتلى العباد بالعسر في الحياة؟
–     من المعلوم أن الدنيا دار ممر وليست دار مستقر , ودار اختبار وامتحان وليست دار هناءة وسعادة وراحة واطمئنان \”إِنَّا جَعَلْنَا مَا عَلَى الْأَرْضِ زِينَةً لَهَا لِنَبْلُوَهُمْ أَيُّهُمْ أَحْسَنُ عَمَلًا (7)\” الكهف , والامتحان كما هو معروف مكون من 1- تكاليف مشتملة على أوامر ونواه , فالأوامر تنفذ وتطبق , والنواهي تجتنب ولا تنتهك 2- وأدوات مكونة من عطاء ومنع , فالعطاء لابد من أن يتبع بشكر وهو ليس دليل كرامة , والمنع لابد من أن يتبع بصبر وهو ليس دليل إهانة , يقول تعالى:\” فَأَمَّا الْإِنْسَانُ إِذَا مَا ابْتَلَاهُ رَبُّهُ فَأَكْرَمَهُ وَنَعَّمَهُ فَيَقُولُ رَبِّي أَكْرَمَنِ (15) وَأَمَّا إِذَا مَا ابْتَلَاهُ فَقَدَرَ عَلَيْهِ رِزْقَهُ فَيَقُولُ رَبِّي أَهَانَنِ (16) كَلَّا…\” الفجر
 
–     البعض أعماله لا تبلغه هدفه ولا توصله لمقصوده ولا لمراده , أو سبقت له منزلة عند الله لم يبلغها بعمله , فيُبتلى بالعسر والشدائد ليبلغ ما طلب وما رجا  روى أبو داود بسنده عن إِبْرَاهِيم بْن مَهْدِي السَّلَمِيُّ عَنْ أَبِيهِ عَنْ جَدِّهِ وَكَانَتْ لَهُ صُحْبَةٌ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: إِنَّ الْعَبْدَ إِذَا سَبَقَتْ لَهُ مِنْ اللَّهِ مَنْزِلَةٌ لَمْ يَبْلُغْهَا بِعَمَلِهِ ابْتَلَاهُ اللَّهُ فِي جَسَدِهِ أَوْ فِي مَالِهِ أَوْ فِي وَلَدِهِ قَالَ أَبُو دَاوُد زَادَ ابْنُ نُفَيْلٍ ثُمَّ صَبَّرَهُ عَلَى ذَلِكَ ثُمَّ اتَّفَقَا حَتَّى يُبْلِغَهُ الْمَنْزِلَةَ الَّتِي سَبَقَتْ لَهُ مِنْ اللَّهِ تَعَالَى\”رواه أحمد وأبو داود والبيهقي .
 
وقال وهب بن منبه: إذا سلك بك طريق البلاء سلك بك طريق الأنبياء. وقال مطرف: ما نزل بي مكروه قط فاستعظمته إلا ذكرت ذنوبي فاستصغرته. وعن جابر بن عبد الله رضي الله تعالى عنهما يرفعه: يود أهل العافية يوم القيامة أن لحومهم كانت تقرض بالمقاريض لما يرون من ثواب الله تعالى لأهل البلاء. وروى أبو عتبة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: \” إذا أحب الله عبداً ابتلاه فإذا أحبه الحب البالغ اقتناه. قالوا: وما اقتناه؟ قال: لا يترك له مالاً ولا ولداً \” .
 
ومر موسى عليه الصلاة والسلام برجل كان يعرفه مطيعاً لله عز وجل قد مزقت السباع لحمه وأضلاعه وكبده ملقاة على الأرض، فوقف متعجباً، فقال: أي رب عبدك ابتليته بما أرى، فأوحى الله تعالى إليه أنه سألني درجة لم يبلغها بعمله، فأحببت أن أبتليه لأبلغه تلك الدرجة. المستطرف في كل فن مستظرف
 
–     حتى يطهرنا في الدنيا مما أصابنا من ذنوب وسيئات وأوزار , فالتطهير في الدنيا بالشدائد والعسر أهون من التطهير في الآخرة بالنار والعياذ بالله , عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ مَا يُصِيبُ الْمُسْلِمَ مِنْ نَصَبٍ وَلَا وَصَبٍ وَلَا هَمٍّ وَلَا حُزْنٍ وَلَا أَذًى وَلَا غَمٍّ حَتَّى الشَّوْكَةِ يُشَاكُهَا إِلَّا كَفَّرَ اللَّهُ بِهَا مِنْ خَطَايَاهُ\” رواه البخاري , وعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ :قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَا يَزَالُ الْبَلَاءُ بِالْمُؤْمِنِ أَوْ الْمُؤْمِنَةِ فِي جَسَدِهِ وَفِي مَالِهِ وَفِي وَلَدِهِ حَتَّى يَلْقَى اللَّهَ وَمَا عَلَيْهِ مِنْ خَطِيئَةٍ\” رواه أحمد , وعَنْ مُصْعَبِ بْنِ سَعْدٍ عَنْ أَبِيهِ سَعْدِ بْنِ أَبِي وَقَّاصٍ قَالَ : قُلْتُ يَا رَسُولَ اللَّهِ أَيُّ النَّاسِ أَشَدُّ بَلَاءً قَالَ الْأَنْبِيَاءُ ثُمَّ الْأَمْثَلُ فَالْأَمْثَلُ يُبْتَلَى الْعَبْدُ عَلَى حَسَبِ دِينِهِ فَإِنْ كَانَ فِي دِينِهِ صُلْبًا اشْتَدَّ بَلَاؤُهُ وَإِنْ كَانَ فِي دِينِهِ رِقَّةٌ ابْتُلِيَ عَلَى حَسَبِ دِينِهِ فَمَا يَبْرَحُ الْبَلَاءُ بِالْعَبْدِ حَتَّى يَتْرُكَهُ يَمْشِي عَلَى الْأَرْضِ وَمَا عَلَيْهِ مِنْ خَطِيئَةٍ\”رواه بن ماجه.
 
–     لنعود إليه ونقبل عليه كما قال ابن عطاء الله السكندري في حكمه : من لم يقبل على الله بملاطفات الإحسان قيد إليه بسلاسل الامتحان.يقول تعالى:\” وَأَخَذْنَاهُمْ بِالْعَذَابِ لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ \” ويقول :\” وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا إِلَى أُمَمٍ مِنْ قَبْلِكَ فَأَخَذْنَاهُمْ بِالْبَأْسَاءِ وَالضَّرَّاءِ لَعَلَّهُمْ يَتَضَرَّعُونَ \”الأنعام , ويقول تعالى:\” فَلَوْلَا كَانَتْ قَرْيَةٌ آَمَنَتْ فَنَفَعَهَا إِيمَانُهَا إِلَّا قَوْمَ يُونُسَ لَمَّا آَمَنُوا كَشَفْنَا عَنْهُمْ عَذَابَ الْخِزْيِ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَمَتَّعْنَاهُمْ إِلَى حِينٍ (98)\”يونس
 
–     لينظر كيف تضرعنا إليه , \” إن الله تعالى ليصيب العبد بالأمر وإنه ليحبه لينظر كيف كان تضرعه إليه\”رواه البيهقي في شعب الإيمان
 
–     ليمضي قضاءه , أمضى قضاءه –فتح مكة – وأخفى قدره -صلح الحديبية- , \” فَجَعَلَ مِنْ دُونِ ذَلِكَ فَتْحًا قَرِيبًا \” , أمضى قضاءه ومكن ليوسف في الأرض بعد أن أخفى عنه قدره – ألقي في الجب والسجن – \”وَرَفَعَ أَبَوَيْهِ عَلَى الْعَرْشِ وَخَرُّوا لَهُ سُجَّدًا وَقَالَ يَا أَبَتِ هَذَا تَأْوِيلُ رُؤْيَايَ مِنْ قَبْلُ قَدْ جَعَلَهَا رَبِّي حَقًّا وَقَدْ أَحْسَنَ بِي إِذْ أَخْرَجَنِي مِنَ السِّجْنِ وَجَاءَ بِكُمْ مِنَ الْبَدْوِ مِنْ بَعْدِ أَنْ نَزَغَ الشَّيْطَانُ بَيْنِي وَبَيْنَ إِخْوَتِي إِنَّ رَبِّي لَطِيفٌ لِمَا يَشَاءُ إِنَّهُ هُوَ الْعَلِيمُ الْحَكِيمُ (100)رَبِّ قَدْ آَتَيْتَنِي مِنَ الْمُلْكِ وَعَلَّمْتَنِي مِنْ تَأْوِيلِ الْأَحَادِيثِ فَاطِرَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ أَنْتَ وَلِيِّي فِي الدُّنْيَا وَالْآَخِرَةِ تَوَفَّنِي مُسْلِمًا وَأَلْحِقْنِي بِالصَّالِحِينَ (101) ذَلِكَ مِنْ أَنْبَاءِ الْغَيْبِ نُوحِيهِ إِلَيْكَ وَمَا كُنْتَ لَدَيْهِمْ إِذْ أَجْمَعُوا أَمْرَهُمْ وَهُمْ يَمْكُرُونَ (102) وَمَا أَكْثَرُ النَّاسِ وَلَوْ حَرَصْتَ بِمُؤْمِنِينَ (103)\”يوسف , أمضى قضاءه –ثورة 25 يناير بعد أن أخفى قدره – انتخابات 2010, أمضى قضاءه –موقعة الجمل – بعد أن أخفى قدره – إزاحة النظام الفاسد البائد.. وهكذا .. ومن المعلوم أن القدر : علم الله تعالى بما تكون عليه المخلوقات في المستقبل , والقضاء: إيجاد الله تعالى الأشياء حسب علمه وإرادته.
 
 أحسنوا الظن بالله
يقول تعالى:\” مَنْ كَانَ يَظُنُّ أَنْ لَنْ يَنْصُرَهُ اللَّهُ فِي الدُّنْيَا وَالْآَخِرَةِ فَلْيَمْدُدْ بِسَبَبٍ إِلَى السَّمَاءِ ثُمَّ لِيَقْطَعْ فَلْيَنْظُرْ هَلْ يُذْهِبَنَّ كَيْدُهُ مَا يَغِيظُ (15) \” الحج
 
أحبتي في الله : مَن كان يظن أن بلالاً رضي الله عنه سيقتل أمية بن خلف , وعبد الله بن مسعود رضي الله عنه سيجهز على أبي جهل؟ , من كان يظن أن راية الإسلام سترفع بعد وفاة النبي صلى الله عليه وسلم وتولى أبي بكر الخلافة ؟ من كان يظن أن راية الإسلام سترفع بعد أن اجتاح التتار بلاد الإسلام ؟
 
إن مفاتيح النصر بيد الله ويخطئ من يظن أنه بإمكانه الحصول عليها بعيداً عنه \” أَلَيْسَ اللَّهُ بِكَافٍ عَبْدَهُ \”  لنستعين على الإيذاء بكثرة العبادة والسجود لله رب العالمين \”وَلَقَدْ نَعْلَمُ أَنَّكَ يَضِيقُ صَدْرُكَ بِمَا يَقُولُونَ (97) فَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ وَكُنْ مِنَ السَّاجِدِينَ (98) وَاعْبُدْ رَبَّكَ حَتَّى يَأْتِيَكَ الْيَقِينُ (99)\” الحجر.. نسأل الله القبول والنصر والتأييد وللحديث بقية
x

‎قد يُعجبك أيضاً

لا مَلجَأَ مِنَ اللَّهِ إِلّا إِلَيهِ

خمسة توكل!قال الإمام القشيري:“لما صدَق منهم الالتجاء تداركهم بالشِّفاء، وأسقط عنهم البلاء، وكذلك الحقُّ يكوّر ...