شاهد| 2018 عند السيسي.. عام التخلص من شركاء الانقلاب

يعد عام 2018 أحد السنوات العجاف التي عاشها الشعب المصري منذ الانقلاب العسكري، فالسيسي كما انقلب على الرئيس مرسي لكي يصل إلى السلطة، اعتقل خلال عام 2018 عددًا من شركاء الانقلاب.

وعقب جلوسه على كرسي مصر المغتصب، بدأ السيسي فترته الثانية بحملة قمع غير مسبوقة قضت على أحلام المصريين بقرارات اقتصادية صعبة، وأصبحت مصر في عام واحد من أكثر الدول التي تشهد معدلات غير مسبوقة في الانتحار والطلاق وغلاء المعيشة. عام كامل عاشه أبناء الشعب المصري يشكون حالهم؛ لأنهم لم يجدوا من يحنو عليهم.

فمنذ الانقلاب العسكري تعمّد السيسي الإطاحة برفاقه ممن ساعدوه في انقلابه على الرئيس محمد مرسي، أول رئيس مدني منتخب لمصر، كان أبرز هؤلاء وزير الدفاع صدقي صبحي، ولم يكتفِ السيسي بذلك فهدد بقتل كل من يقترب من كرسي الرئاسة، فاعتقل رئيس الأركان الأسبق سامي عنان، والعقيد أحمد قنصوة، وأطاح بقيادات كبيرة في جهازي المخابرات العامة والحربية.

لم يكن عام 2018 عاديًّا بالنسبة لمبادرات حل الأزمة السياسية التي تعيشها مصر منذ الانقلاب العسكري، وأصبحت مبادرات حلحلة الوضع الراهن لعنة تطارد أصحابها، وما اعتقال السفير معصوم مرزوق منا ببعيد.

في عام 2018 وللمرة الأولى، واجه المخلوع حسني مبارك الذي أطاحت به ثورة يناير، الرئيس محمد مرسي الذي جاءت به الثورة ذاتها، مشهد يبدو دراميًّا؛ فمبارك يحاكم ثوار يناير.

قناة “مكملين” ناقشت عبر برنامج “قصة اليوم” الحصاد الصعب لعام 2018. فخلال حواره قال الدكتور جمال نصار، أستاذ الأخلاق السياسية في جامعة سكاريا التركية: إن طبيعة العسكر على مر التاريخ لا تتغير، وما يقوم به السيسي الآن يعبر بوضوح عن سياسة العسكر، مضيفًا أن الرئيس الراحل جمال عبد الناصر أطاح بالرئيس محمد نجيب والمشير عبد الحكيم عامر، وكذلك الرئيس أنور السادات عندما تخلص من مراكز القوى.

وأضاف نصار أن العسكر لا يحب أن يكون له شريك، وخاصة من المدنيين، ولعل القوى المدنية التي اغترّت بالسيسي وكانوا يرونه منجاة له من الإخوان تذوقوا مرارة نار العسكر.

وأوضح نصار أن السيسي جاء ليحرق مصر ويقزم دورها في المنطقة، مضيفًا أن المخلوع مبارك كان بمثابة الكنز الاستراتيجي للكيان الصهيوني، أما السيسي فتعدى هذه المرحلة لدرجة أن أحد وزراء الكيان الصهيوني ذكر أن السيسي يخدم الكيان أكثر من وزراء الاحتلال أنفسهم، في الوقت الذي يعادي فيه حركة المقاومة الإسلامية حماس، والتي تعد حائط الصد الأخير عن الأمة.

وأشار نصار إلى أن اعتقال السيسي لسامي عنان وأحمد قنصوة وأبو الفتوح ومعصوم مرزوق، يؤكد أنه شخص ضعيف لا يتحمل أن يعلو صوت شخص آخر عليه، ويشك في كل من حوله، كما حدث من الإطاحة بمحمود حجازي رئيس الأركان.

ونوه نصار إلى أن الجيش في عهد السيسي ابتعد عن حماية الأمن القومي وانشغل بتجارة العقارات وبيع اللحوم والخضراوات وألبان الأطفال والأسماك ومصانع المكرونة، وأصبحت سيناء ممهدة تمامًا للعدو الصهيوني بعد تهجير أهلها وتدمير بيوتهم.

ولفت نصار إلى أن الإنسان في مصر لم يعد له قيمة في عهد السيسي، وأهدرت كرامته في الداخل والخارج، ولم يعد هناك اهتمام بالتعليم أو الصحة.

x

‎قد يُعجبك أيضاً

في الذكرى التاسعة للثورة.. مواقع التواصل تغرد «ثورة الغضب 25»

في الخامس والعشرين من يناير كل عام، يحيي المصريون ذكرى ثورتهم الخالدة التي أطاحت برأس ...