دلالات اعتراف السيسي بدور اسرائيل في محاربة ولاية سيناء

هل انتهت شرعية السيسي؟ ولماذا صفقات السلاح؟

في 26/ 7/ 2014 كان اول طلب تفويض مزعوم من السيسي للمصريين بما اسماه “محاربة الإرهاب”، وبعد هذا التفويض بـ 14 يوما جري اول قصف جوي إسرائيلي علي سيناء يوم 9 اغسطس 2013، بحسب رصد نشطاء سيناء.

لهذا جاء اعتراف السيسي في برنامج 60 دقيقة 60Minutes على قناة CBS بسماحه لدولة الاحتلال الصهيوني بقصف سيناء وخرق السيادة المصرية ليعني أن السيسي حين طالب المصريين بمنحه تفويضا شعبيا لمكافحة الارهاب كان قد اتفق مع اسرائيل سرا على شمولها بهذا التفويض من شعب مصر، الذي سرعان ما عبرت اسرائيل عن تقديرها له بقصف سيناء بعد اسبوعين في 9 أغسطس، والذي اتبعه السيسي بعدها بـ 5 أيام بتنفيذ مذبحة رابعة.

وبرغم أن قراءة الحوار ككل من الجوانب التحليلية يكشف عن الكثير عن “شخصية” السيسي (تعرقه في مواجهة كشف الحقائق ومواجهته إعلام حقيقي لا تابع)، وكيف تدار سياسة مصر عبر شخص واخد بلا برلمان أو حكومة او حتى مجلس عسكري، يراد له أن يكون ايضا “السيسي مصدر التشريع”، ودوره في اصدار اوامر المذبحة في رابعة ووغيرها، إلا أن أخطر ما كشفه الحوار هو إعلان الدور الصهيوني في التدخل العسكري في سيناء، لأول مرة على لسان المسول الاول في مصر.

فالتدخل الصهيوني في سيناء معلوم منذ 2013 وعمليات رصد دخول وخروج الطائرات الصهيونية مرصوده من قبل النشطاء في سيناء على مواقع التواصل، ومن قبل الصحف الاسرائيلية والاجنبية وحتى نتنياهو نفسه الذي تحدث عنها صراحة قبل اعتراف السيسي بأسبوع، ولكن تداعيات ودلالات هذا الاعتراف الرسمي من جانب السيسي تحمل أكثر من قنبلة ربما هي وراء السعي المحموم لمنع بث الحوار مساء الاحد 7 يناير 2019.

6 دلالات على اعتراف السيسي

أول هذه الدلالات هي ان اعتراف السيسي الرسمي بالموافقة على القصف الصهيوني لسيناء هي ان السيسي مُعرض بذلك للاتهام بالخيانة العظمي والتخابر مع دولة الاحتلال الصهيوني، وما القضايا التي يحاكم بمقتضاها الرئيس محمد مرسي وقادة المعارضة بالتخابر مع حماس أو قطر سوي ذرا للرماد في العيون، لأن العدو الاستراتيجي للمصريين هو وسيظل “اسرائيل”.

ويمكن رصد 10 مواد في الدستور تتهم السيسي بالخيانة العظمى بموجب تصريحاته المصورة للقناة الامريكية، أبرزها المواد: 139 و144 و151 و159 و104 و200، و203.

وثان هذه الدالات الخطيرة التي تدين المجلس لعسكري ككل وتهين الجيش المصري هي أن اعتراف السيسي معناه عجز الجيش المصري عن مواجهة ألف مسلح في سيناء واستعانته بإسرائيل لمحاربتهم، وأن ما قيل عن انجازات وانتصارات ضد الارهاب في عمليتي “حق الشهيد” التي انطلقت في 2017 و”العملية الشاملة” التي انطلقت في 2018 هي انتصارات وهمية حققتها تل ابيب لا الجيش المصري.

لهذا كان من الطبيعي ان يتفاخر العدو الصهيوني ورئيس الوزراء الصهيوني في 17 ديسمبر الماضي 2018، خلال مؤتمر السفراء الإسرائيليين في دول أمريكا اللاتينية وقارتي إفريقيا وآسيا بالخارجية الإسرائيلية، بأنه سبب ما حققه الجيش المصري، وأن يؤكد نتنياهو أنه “لولا الجيش الإسرائيلي لأقام “داعش” دولته بسيناء”.

فبحسب تصريحات نتنياهو التي نقلها “عامي روحكس دومبا” الخبير العسكري الإسرائيلي بالموقع الإلكتروني لمجلة “يسرائيل ديفينس” العبرية، قال: “نحن نمنع داعش بسيناء على طريقتنا، لن أذكر تفاصيل عن ذلك، لولا أن “إسرائيل” كانت هناك لقامت دولة لداعش بصحراء سيناء تهدد المنطقة بأسرها”.

ومع أن تصريحات نتنياهو أيضا هي الأولى من نوعها، إلا أنها جاءت لتؤكد صحة ما سبق وأوردته تقارير غربية حول قيام “إسرائيل” بعمليات قصف جوي بالتنسيق مع الجيش المصري بسيناء لاستهداف مسلحين، محسوبين على تنظيم “ولاية سيناء”.

وأبرز هذه التقارير ما أوردته “نيويورك تايمز” الأمريكية، في فبراير 2018 نقلا عن سبعة مسؤولين كبار أمريكيين وبريطانيين أن الطيران الإسرائيلي نفذ أكثر من مائة عملية قصف جوي في سيناء خلال عامين، استهدف خلالها ما وصفتهم الصحيفة بـ “الجهاديين”، وأن العمليات الإسرائيلية بسيناء انطلقت بموافقة السيسي، وشملت استخدام مقاتلات ومروحيات وطائرات بدون طيار، مع الحرص على عدم كشف هوياتها الإسرائيلية حيث اتخذت الطائرات الإسرائيلية مساراً التفافياً لخلق انطباع بأن قواعدها تتواجد داخل الأراضي المصرية.

وثالث هذه الدلالات أنه لا أحد من قادة الجيش والقيادات العليا في الجيش أو الأجهزة السيادية كالمخابرات العامة والحربية واجهزة الأمن الوطني أو البرلمان والقضاء وغيرها أبدى أي رد فعل على هذه الخيانة الخاصة بالتخابر مع العدو الصهيوني لحد السماح له بقصف سيناء، ما يطرح تساؤلات حول السبب: هل هو الخوف من قطع رؤوس المعارضين؟ أم موافقتهم على هذه الخيانة التي تطالهم في أي محاكمة مستقبلية باعتبارهم متواطئين مع قرار السماح للصهاينة بالعربدة في سيناء وخرق سيادة اراضي مصر كما وافقوا وصمتوا من قبل على التخلي عن تيران وصنافير.

ورابع هذه الدلالات هو كذب بيانات المتحدث العسكري المصري الذي نفي أكثر من مرة قصف اسرائيل لسيناء، ما يلقي بظلال كثيفة على تاريخ العسكرية المصرية في الكذب في ظل تولي قادة عسكريين مشهورين بالكذب منذ عبد لناصر وأكذوبة دخول الجيش النصري تل ابيب عقب هزيمة 67.

وانتهاء بأكاذيب المتحدث العسكري في عهد السيسي عن عدم مشاركة اسرائيل في القصف والارقام الوهمية التي يذكرها عن القتلى من الارهابيين في سيناء والتي تزيد عن 1500 ارهابي قتيل بينما تقديرات السيسي والمخابرات انهم بين 500 وألف ومع هذا مستمرون في عملياتهم ضد الجيش في سيناء.

فهناك مبالغة في إحصاءات المتحدث العسكري حول عدد قتلي المسلحين في سيناء والمقبوض عليهم، بما يتناقض مع معلومات سابقة عن قلة عدد المسلحين.

ونفى العقيد تامر الرفاعي، المتحدث العسكري، في بيانات رسمية فبراير 2018 ما نشرته صحيفة «نيويورك تايمز» الأمريكية عن سماح القاهرة لإسرائيل بتنفيذ غارات جوية على أهداف لداعش سيناء، مؤكدًا أن “مصر تحارب وحدها الاٍرهاب بالتعاون مع عناصر من الشرطة المدنية”.

ووصف المتحدث العسكري تقرير الصحيفة الامريكية بأنه “غير صحيح وعار تمامًا عن الصحة”، مؤكدا أن “الجيش المصري وحده المخول بالعمليات العسكرية في سيناء”، فيما وصفت صحف مصرية موالية للسلطة، أبرزها صحيفة “الفجر”، “صحيفة نيويورك تايمز” الأمريكية بأنها “المتحدثة باسم الحزب الديمقراطي الموالي لجماعة الإخوان”!.

أما خامس الدلالات الخطيرة لاعتراف السيسي ثم سعيه لسحب اعترافه بطلب عدم بث الحوار، أن الحوار كشف هشاشة اجهزة المخابرات والمستشارين المحيطين به بعدما جري إقالة العشرات ممن لديهم خبره وتسكين الموالين له في الجهاز، أو عدم وجود دور لهم من الاصل.

وهوما كشفه رئيس تحرير صحيفة “الرأي اليوم” عبد الباري عطوان حين اعتبر أحد دلائل طلب السيسي عدم نشر الحوار هو “عدم وجود خُبراء ومُستَشارين حول السيسي يَعرِفون الخَريطة الإعلاميّة الغَربيّة، والأمريكيّة خاصَّةً، وآليّات عملها، واستقلاليّتها عَن حُكومتها، والجُرأة والمِهنيّة التي يتَمتَّع بِهِما العامِلين فيها، أو أنّهم لا يَعرِفون رئيسهم، فمِثْل هذه المُقابَلة لا يُمْكِن أن تتم دون تنسيق مِن قِبَل هؤلاء”.

وكشف الحوار نفسه ولغة جسد السيسي، اهتزازه ومستوى ضعفه وقلة امكانياته وخوفه، وسعيه للرد على الاتهامات بسرد الاكاذيب، رغم أنه هو من سعي الي الحوار، والبرنامج كان مدفوعا من قبل أحد اللوبيات لتلميع الصورة، اي شبه اعلان كما حدث مع لقاءات قبله ولكن الأمور انقلبت وأصبحت كارثية، كما يقول الباحث المقيم في امريكا “مأمون فندي”.

وهو ما فسره مقدم ومعدة برنامج 60 دقيقة الذي فضح عبد الفتاح السيسي، في تعقيب مصور علي حساب البرنامج على تويتر بتلميحه أن السيسي كان يرغب في تلميع نفسه عبر برنامجنا وتصور أنه مثل برامج التلفزيون المصري الموجهة من المخابرات، قائلا: “عندما عرفنا رغبته في أن يكون على الساحة العالمية مثل قادة آخرين قلنا له فلتأتي لبرنامجنا مثلهم” واستغرب من عدم معرفة السيسي بطبيعة البرنامج، لهذا كان يريد الأسئلة مكتوبة وهو ما تم رفضه.

أما الدلالة السادسة لتعاون السيسي المستمر مع اسرائيل منذ انقلابه لحد السماح لها بخق سيادة مصر على ارض سيناء، فهي الرعب من الثورة الشعبية الذي دفع السيسي لتعزيز تحالفه مع الصهاينة في كل المجالات والاستعانة بها لضرب الارهاب في سيناء.

إذ سبق أن كشف تقرير نشرته مؤسسة “كارنيجي للسلام الدولي” أن رعب قائد الانقلاب “السيسي” الدائم من احتمال اندلاع أعمال احتجاج واسعة النطاق ضده، دفعته إلى تعزيز تحالفه مع الاحتلال الصهيوني بدلا من تلبية مطالب شعبه.

وذكر التقرير أن “قلقُ نظام السيسي المسكون بهاجس البقاء (في السلطة) هو الذي يُملي في شكل أساسي السياسة الخارجية المصرية في الوقت الراهن”.

كما أوضح تقرير لمعهد الامن القومي الاسرائيلي أنه لهذا السبب، “أصبح الهدف الأساسي للسياسة الخارجية المصرية الحصول على حلفاء يمكنهم المساعدة على التخلص من الاضطرابات الداخلية المحتملة، أو على تدعيم النظام”.

وأشار التقرير إلي التعاون الأمني بين نظام السيسي والصهاينة في سيناء، واعطاء السيسي، الضوء الاخضر لتل ابيب لقصف سيناء، وأوضح أن “جهاز المخابرات العامة المصرية لعب دوراً مباشراً في إنشاء شركات تصدير أو استيراد الغاز من والي اسرائيل”.

وسبق هذا دعم تل ابيب لنظام السيسي ضد معارضيه والضغط على الولايات المتحدة، كي تفرج في أبريل 2014، عن عشر مروحيات “أباتشي” كانت قد امتنعت عن تسليمها إلى مصر بعد تعليق المساعدات العسكرية على إثر انقلاب 2013، بدعوي أن “السيسي يحمي حدود الدولة” الصهيونية.

وظهر هذا الدعم الصهيوني لنظام السيسي أيضا في مجلس الامن، حين كشفت تسجيلات صوتية مسرَّبة كشفت أن عنصراً في جهاز المخابرات العامة المصري أعطى تعليماته إلى عدد من مقدّمي البرامج التلفزيونية من أجل حشد الدعم الشعبي لقرار نقل السفارة الامريكية للقدس.

ودعوة هذا المسئول الاستخباري اعلاميي النظام، الي إقناع مشاهديهم بأنه على الفلسطينيين القبول برام الله عاصمةً لهم في المستقبل.

اعترافات صهيونية ودولية بخيانة السيسي

وسبق اعتراف السيسي الرسمي بالخيانة بسماحه لقوات الاحتلال بقصف سيناء ومعاونتها الجيش المصري في حربه ضد تنظيم “ولاية سيناء”، ونُشرت العديد من التصريحات الاسرائيلية من جانب وزراء ومسئولين صهاينة وصحف غربية، قيل إنها احرجت السيسي، عن القصف الصهيوني لإسرائيل بضوء اخضر من السيسي، ثم جاء الاعتراف الرسمي من السيسي نفسه، ليقدم الدليل علي الخيانة، ومن ذلك:

(أولا): في يوليه 2016 كشف جنرال اسرائيلي سابق، عن موافقة عبد الفتاح السيسي علي قصف اسرائيل لسيناء ومباركته هذا القصف، ومن ثم انتهاك اسرائيل للسيادة المصرية، واستدعت الخارجية السفير الاسرائيلي للاحتجاج على ما نشر منسوبا للجنرال الاسرائيلي لموقع “بلومبرج” الاخباري الامريكي وصحف اسرائيلية، حول مباركة السيسي القصف الاسرائيلي لمناطق في سيناء.

ونقل التقرير الذي جاء بعنوان: “أعداء الشرق الاوسط القدامى يتحالفون لمحاربة الميليشيات ويعقدون صفقات غاز”، عن نائب رئيس الأركان، الجنرال يائير جولان، قوله: “لم تشهد العلاقات بين البلدين تعاونا قويا كما هو الحال في هذه الأوقات”، وأن التعاون المصري الإسرائيلي “وصل إلى مستوى غير مسبوق”، مشيرا لأن “التعاون ليس نابعا من المحبة والقيم المشتركة بين البلدين، إنما من مصالح باردة”.

وقال رون بن يشاي، كبير المعلقين العسكريين في صحيفة “يديعوت أحرنوت”، إن الحكومة الإسرائيلية تولي اهتماما كبيرا “للحفاظ على مكانة السيسي وسمعته” لذلك سعت الي منع نشر انباء مشاركتها في الحرب في سيناء بجانب الجيش المصري لأنها تدرك “طابع الحرج الذي يصيب السيسي ونظامه بسبب المس بالكرامة الوطنية المصرية، عندما يتبين أن السيسي تحديدا هو من يشجع إسرائيل على اختراق السيادة المصرية”.

وقال السفير الإسرائيلي السابق في القاهرة “إيلي شاكيد” حينئذ لصحيفة “التليجراف” البريطانية إن تصريحات شتاينتس “احرجت السيسي” في عيون العالم العربي والرأي العام، وقد تضع السيسي تحت ضغط”.

وفسر الكاتب الصحفي الفلسطيني صالح النعامي سعي تل ابيب لعدم الكشف عن شن طائراتها مئات الغارات داخل سيناء ضد عناصر “ولاية سيناء”، بناءً على طلب السيسي ومباركته يرجع لأن هذا “سيزود خصوم السيسي في مصر بأدلةٍ دامغةٍ تؤكد ارتكابه جرم الخيانة العظمى، لأنه يستعين بإسرائيل في تصفية مصريين، وإن كانوا في صراعٍ مع النظام القائم في القاهرة”.

(ثانيا): قالت صحيفة “معاريف” أن: “السيسي سمح لنا بشن هجمات ضد ولاية سيناء”، وأن طائرات إسرائيلية بدون طيار تشن هجمات ضد أهداف لتنظيم “ولاية سيناء” بناء على تفاهم مسبق مع الجيش المصري.

ونقلت “معاريف” عن مسؤول أمني إسرائيلي أن “القيادة المصرية “أبدت ارتياحها للنتائج التي أسفرت عنها الغارات التي نفذتها الطائرات الإسرائيلية بدون طيار”.

وأشار المسؤول الإسرائيلي السابق إلى أن الهجمات الإسرائيلية تواصلت على مدى السنوات الثلاث الماضية وجاءت بعد إدراك الجانبين المصري والإسرائيلي “ضرورة التنسيق والتعاون في شن حرب لا هوادة فيها على تنظيم ولاية سيناء بسبب تهديداته الجدية على كل من مصر وإسرائيل”.

(ثالثا): قال وزير الدفاع الإسرائيلي (السابق) أفيجدور ليبرمان في فبراير 2017 إن سلاح الجو الإسرائيلي نفذ غارات جوية داخل الأراضي المصرية وتحدث عن مقتل 5 عناصر من الفرع السيناوي لتنظيم داعش «ولاية سيناء»، في اخر قصف تحدث عنه.

(رابعا): ذكر تقرير لصحيفة “المونيتور” الأمريكية نوفمبر 2014 إن السلطات المصرية تحصل على معلوماتها الأمنية عن الإرهابيين بشبه جزيرة سيناء من الاستخبارات الإسرائيلية “الموساد” ومن مهربي وتجار المخدرات في هذه المنطقة، مشيره إلى أن غلق السفارات الغربية جاء بعد معلومات استخبارية إسرائيلية اتخذتها هذه السفارات الغربية اتخذت هذه التهديدات التي أطلقتها إسرائيل على محمل الجد لذلك أغلقوا سفاراتهم

وقالت الصحيفة في تقرير بعنوان: iS threat led to closure of Western embassies in Egypt، أي هل أدي التهديد إلى إغلاق السفارات الغربية في مصر؟ أن الموساد يعمل بسيناء عبر شبكة من الجواسيس بالمنطقة ومن خلال شبكات اتصال إسرائيلية للتجسس على الهواتف وأجهزة اللاسلكي.

وسبق هذا كشف صحيفة “المونيتور” الأمريكية أيضا عن أن جهاز المخابرات الإسرائيلية (الموساد) يرتع في سيناء ويجند شبكات كاملة من الجواسيس من الأهالي ومهربي المخدرات والسجائر، بهدف التجسس على كل كبيرة وصغيرة في شبه الجزيرة خصوصا التجسس على الجماعات الجهادية.

تداعيات اعتراف السيسي

لأنه الاعتراف الرسمي الاول للسيسي ولا يمكن نفيه بعد بثه علنا مسجلا عبر القناة الامريكية فقد بات يترتب عليه تداعيات عدة يمكن تلخيص أبرزها فيما يلي:

1-    أن الانتصارات التي أعلن عن تحقيقها الجيش المصري في سيناء خلال عمليتي “حق الشهيد” و”العملية الشاملة” هي انتصارات وهمية لأن تنظيم ولاية سيناء لا يزال يمارس نشاطه وإن بدرجة أقل، وانتصارات ما كانت لتتحقق إلا بمساعدة الاسرائيليين الذين تحركوا وفق خطط استخبارية لزرع جواسيس في سيناء وقصف سيناء بطائرات حربية واخري مسيرة “الزنانة”.

2-    أن جاهزية القوات المصرية للقيام بحرب للدفاع عن الارض هشة بدليل عدم قدرته على محاربة اقل من ألف مسلح في سيناء، واستعانته بالجيش الصهيوني لمعاونته، وهو تطور خطير، إذ ما اضيف اليه تدهور قدرة الجيش بسبب دوره المتزايد في البيزنس والدخول في أعمال اقتصادية ومشاريع لا علاقة للجيش بها مثل بيع اللحوم والدواجن والخضروات والاسماك وادوات النظافة وغيرها، بخلاف بيزنس الطرق والمواصلات والمسلسلات وغيرها.

3-    أن التغيير الذي سعي السيسي للقيام به للعقيدة العسكرية للجيش بات حقيقا والتعاون بين الجيشين المصري والصهيوني والتعاون الاستخباري والعسكري أصبح في اعلي درجاته ما حول اسرائيل الي “صديق” لا “عدو” بينما جري إحلال التيار الاسلامي بدلا منها كعدو في تصنيف الجيش المصري.

4-    أن تل ابيب باتت تلعب دور الحامي الاستراتيجي لنظام السيسي لحد التدخل لحمايته في سيناء من خطر داعش، وأن بقاء السيسي في منصبه مرتبط بدعم اسرائيل له وحمايتها له، وهو ما يحميه حتى من خطر تحول الإدارة الامريكية أو الكونجرس ضده.

5-    ان صمت قادة الجيش واجهزة الاستخبارات والجهات الرسمية عموما على اعتراف السيسي يشكل تضامن ضمني معه في جريمة التخابر مع اسرائيل والخيانة للشعب المصري، قد يترتب عليه تحول خطير في التعاون العسكري المصري الصهيوني وتحول نوعي في العلاقات بما يحقق سيطرة “المتصهينين” داخل المؤسسات المصرية على القيادة والحياة السياسية المصرية.

6-    أن صفقات السلاح الضخمة التي يستوردها السيسي من الشرق والغرب وتكلف الخزانة المليارات وتفقر الشعب المصري لا قيمة لها طالما لا تفيد في القضاء على الارهاب في سيناء وحدها، واحتاج الامر لطلب دعم الجيش الصهيوني، ما يعني ان لهذه الصفقات دوافع اخري بخلاف حماية الامن القومي المصري.

x

‎قد يُعجبك أيضاً

هزيمة مؤقتة

محمد عبدالقدوس الأوضاع في بلادي بعد تسع سنوات من ثورتنا المجيدة تدخل في دنيا العجائب.. ...