على خطى القذافي.. “النهر الأخضر” جريمة السيسي الجديدة بتكلفة 9 مليارات!

منذ انقلابه في 2013، يربط النشطاء والمحللون بين عبدالفتاح السيسي ومعمر القذافي لدرجة إبدال الأسماء ليكون مثلا: معمر السيسي، واتضح فعليا أن “الأخضر” كان لغة المستبدين فالسيسي يحرم الأراضي الزراعية من زراعة الأرز وقصب السكر والذرة ليكتشف المصريون أنه يوفر ذلك لشق نهر جديد بالعاصمة الإدارية التي أقامها في صحراء شرق القاهرة وأن النهر الجديد “الأخضر” يستوحي السيسي لونه من الكتاب الأخضر للقذافي وكان أشبه بميثاق جمال عبد الناصر، يعاقب المعتقلين من الإخوان إن لم يحفظوه سواء على الهالكين.
عناصر التشابه بين القذافي والسيسي كان المشهد الأخير في شق النهر أكثر تعبيرا عن قيادة الدول بطريقة “اللا جدوى” ليسلك السيسي طريق القذافي، وهو ما عبر عنه في نوفمبر الماضي، بقوله: أنا لا أعتبر نفسي رئيساً في حين كان قول القذافي الأصل: أنا مش رئيس.. لو كنت رئيس كنت ألقيت بالاستقالة في وجوهكم يا مقملين.. أنا قائد ثورة.. إلى الأمام إلى الأمام خير.. خير.. كله خير، على حد سخرية سليم عزوز.
أما التشابه الأهم فهو في أمنيات المصريين أن يكون السيسي آخر عسكري يحكم مصر، وسيسحله المصريون الأحرار كما سحل القذافي الليبيون الأبرار، أو على حد قول أحدهم “أتمني أن أري نهاية السيسي مثل نهاية القذافي، قولوا يارب، اللهم آمين”.
لذلك يرى الممراقبون أن نفوق الرئيس الكوميدي معمر القذافي عوضه السيسي الطبيب والفيلسوف ليسد فراغ القذافي بسرعة الصاروخ شاهدوه وهو يتصبب عرقا في حواره.

وأعادت مقابلة عبد الفتاح السيسي مع برنامج “60 دقيقة” الذي بثته شبكة “سي بي أس” الأميركية، الأذهان إلى مقابلات صحفية سابقة شهدت مواقف لافتة بقيت عالقة في الأذهان، مثل رد القذافي أثناء الثورة الليبية، وسؤال من “بي بي سي” بشأن فقدانه السيطرة على أجزاء واسعة من ليبيا، وعما ينوي القيام به تجاه ما تشهده البلاد؛ رد القذافي الذي لم ينزع النظارات الشمسية عن وجهه بعد أن صمت لبرهة بضحكة ساخرة قائلا: ما هو السؤال؟
وخاطب القذافي خلال المقابلة محرر “بي بي سي” جيرمي بوين -الذي حاوره- أنه لا يفهم نظام الحكم في ليبيا، قائلا: “أنت حقيقة لا تفهم النظام الذي يمارس هنا في ليبيا”، فرد الصحفي “أنا أفهم النظام هنا، لكن دوليا أنت تعتبر الزعيم”.
أجابه القذافي “أنت لا تفهم النظام هنا. لا تقل أنك تفهم. والعالم لا يفهم نظام سلطة الشعب هنا. أنت لا تفهمها”.
حكاية النهر
وأمام اعتزام حكومة السيسي إنشاء “النهر الأخضر” محاكاة لنهر النيل بطول العاصمة الإدارية الجديدة، وحديقة خضراء بطول 35 كيلومترًا، بعدما زار العاصمة الإدارية “مصطفى مدبولي” ليشهد بدء العمل بـ”النهر الأخضر”، أجمع المعلقون والمراقبون على السخرية وكان أول الساخرين الدكتور والأكاديمي سيف الدين عبدالفتاح الذي كتب “عقبال الكتاب الأخضر” أما النائب السابق بمجلس شعب 2012، أشرف بدر الدين فكتب: “خلاص مش مهم نهر النيل ينشف، وخلي أثيوبيا تبني سدود براحتها، بقى عندنا النهر الأخضر..”.
أما الكاتب الصحفي قطب العربي فقال: “بتكلفة ٩ مليارات جنيه، نهر النيل الجديد يوازي نهر النيل المعروف ويشق العاصمة من أولها لآخرها، طبعا سيتم إمداد النهر الجديد بما تبقى من النيل القديم.. واللي زعلان يبحث عن مياه جوفية”.
أما الإعلامي ومقدم البرامج مصطفى عاشور فأشار إلى أن “النهر الأخضر أو الوادي الأخضر في العاصمة الإدارية سيحتاج مليون متر مكعب مياه يوميا لري35 كيلو مترًا، والمرحلة الأولى 10 كيلو مترات ….منين يا كابتن … بيقولك إعادة تدوير مياه الصرف وتنقية المياه بشكل ثلاثي … الكلام ده كذب لانه المياه جاية من مآخذ المياه على النيل في جنوب القاهرة”.

وحذر من أن كمية المياه غير كافية فعليا وأوضح “لا محطة معالجة بدر ولا الجبل الأصفر يتغطي الشرب وري الحدائق المقدرة بألف فدان يا محترم … بالمناسبة كمية المياه دي اتخذت من مياه ري المحاصيل الزراعية زي الأرز يعني كان ممكن زراعة 140 ألف فدان أرز ..الأهم دا حوار لوزير بيقول المياه للعاصمة الإدارية جايية منين”.
وأورد جزءا من حوار العسكري ومحافظ القاهرة الأسبق أحمد زكي عابدين يقول فيه: “لدينا حلم بالوادي الأخضر والمناطق الخضراء، لكــن للأسف لا بد أن نفكر بطريقــة واقعية في مياه الــري التي تروى تلك المساحات لذلك سيتم استقطاع نسبة من مياه الشرب في الري ببداية المشروع وتجميع المساحات الخضراء كبداية، ويجب أن نخطط للمساحات الخضراء في الأماكن المهمة”.

x

‎قد يُعجبك أيضاً

في الذكرى التاسعة للثورة.. مواقع التواصل تغرد «ثورة الغضب 25»

في الخامس والعشرين من يناير كل عام، يحيي المصريون ذكرى ثورتهم الخالدة التي أطاحت برأس ...